حنان شومان
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلا عن اليومى :
فيلم حلو.. فيلم سيئ.. فيلم ممل.. فيلم جذاب.. فيلم مكرر.. فيلم مبتكر.. فيلم كئيب.. فيلم مبهج.. كل تلك الصفات قد تكون وصفا لفيلم واحد ومشاهدين كُثر ذلك ببساطة لأن تذوق الفن وخاصة السينمائى يختلف من شخص لآخر حسب السن والثقافة والمستوى الاقتصادى والحالة المزاجية أثناء وقبل وبعد المشاهدة وظروف مشاهدة الفيلم ذاتها وكثير من العوامل التى قد يطول سردها، صحيح أن هناك أفلاما تحظى بإجماع شبه عام أو رفض شبه عام ولكن تظل عادة أسباب الإجماع أو الرفض متنوعة من شخص لآخر.
تلك مقدمة كان لابد منها قبل الحديث عن فيلم «Last Vegas» الذى يعرض حالياً بدور العرض المصرية ومنذ شهر بدور العرض الأمريكية، وهو فيلم يقوم ببطولته خمسة أبطال أسطوريون حاملون للأوسكار أكثر من مرة وهم مايكل دوجلاس ومورجان فريمان وروبرت دى نيرو وكيفن كلاين وممثلة هى مارى ستنبرجن، كل اسم من هؤلاء يمثل أسطورة فى حد ذاته فما بال فيلم يجمع كل هؤلاء أخرجه جون تيرتلتوب وكتبه الأمريكى دان فوجلمان.
الفيلم كوميدى يحكى قصة صداقة أربعة أطفال فى نيويورك ثم تمر 58 سنة على علاقتهم فيتفرقوا بين الولايات الأمريكية ويختلف حالهم فيصبح أحدهم جداً ومطلقا ويعانى أمراضا عديدة إضافة إلى تحكم ابنه فى حياته، وآخر متزوج ويعانى من علاقة باردة، وثالث يعيش مكتئباً بعد وفاة زوجته التى كانت حبيبة الصبا، ثم الأخير الذى لم يتزوج والتقى بشابة فى سن ابنته فيقرر الزواج بها ويطلب من أصدقاء العمر أن يجتمعوا ليسافروا إلى فيجاس لحفل ليلة العزوبية الأخيرة، وتتوالى الأحداث الكوميدية التى تحمل مفارقة كبر السن ومشاكل الصحة والحكمة مع المدينة التى لا تنام، وينتهى الفيلم بتغيير جذرى فى حياة كل من الأصدقاء العجائز الذين يقررون أن الحياة تستحق أن تعيشها مهما بلغ بك العمر أو الحال وعلى اتفاق بلقاء آخر فى مكان آخر.
هذا الفيلم كنت أنتظره منذ رأيت الأفيش الخاص به فكيف بفيلم يجمع كل هؤلاء ولأنه عُرض فى الولايات المتحدة قبل عرضه فى مصر بأسابيع فقد سمح ذلك لى بأن أتابع ما كُتب عن الفيلم وإيراداته فى السوق الأمريكية ورد فعل الجمهور، وقد تكلف إنتاجه 28 مليون دولار وإيراداته حتى الآن 64 مليون دولار أى أنه لم يحظ بنجاح مبهر بمنطق السوق الأمريكية وترتيبه فى سباق الأفلام هو الخامس أو السادس أحياناً، أما النقاد الأمريكيون فقد منحوه درجة فيلم متوسط حتى إن أحدهم قد كتب أن الفيلم مضيعة لوقت أبطاله ومضيعة لمال المشاهد.
لم أنقل للمشاهد والقارئ المصرى هذه الآراء السلبية تجاه الفيلم لأنى موافقة عليها بل على العكس لقد شاهدت فيلما رائعا كوميديا أضحكنى حتى أنسانى كثيرا من الهموم، لا يوجد فيه إبهار تكنولوجى أو تصوير خارق ولكنها قصة بسيطة تحمل خلاصة الحياة بضحكة راقية تحترم عقلى يؤديها نجوم «كبار قوى» فهل أطلب كمشاهدة مصرية أكثر من ذلك وأنا المحرومة من البهجة فى الشوارع أو على الشاشات، وفى ذلك عود على بدء فالأفلام لدى مشاهديها وإعجابهم بها أو ترفعهم عنها مرتبط بالزمان والمكان وظرف المشاهدة.
ولكن يظل فيلم لاست فيجاس حتى لو شاهدته فى ظرف آخر ومكان آخر هو فيلم يبعث على الضحكات والمشاهدة والاحترام والأمل، صحيح أن السينما فن شاب يغذيه الشباب كصناع ومشاهدين ولكن من قال إن تواصل الأجيال مقطوع فيه وأن «الكبار قوى» لا يستطيعون أن يقدموا عملاً يجذب الكبار والشباب معاً كما شاهدت فى دار العرض المصرية حين وجدت ثلاثة أجيال أو أكثر تضحك وتستمتع بالفيلم وتخرج بعده لتقول الكبير كبير والنص نص نص وجاتنا نيلة فى حظنا الهباب لا صغير ولا كبير بيضحكنا لكن بيضربونا بس على قفانا فى السينما وفى غير ذلك!
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة