هؤلاء الذين قاموا بحرق العلم المصرى فى ميدان التحرير يوم الثلاثاء 19 نوفمبر، بمناسبة ذكرى أحداث محمد محمود، هم تجسيد حى لمعنى الانحطاط والخسة والدناءة وكل معانى اللاإنسانية.
هذا السلوك الخسيس يعتبر إهانة للدولة المصرية وانتهاكًا لسيادة البلد، كما يؤكد أن مرتكبيه فقدوا أى انتماء لتراب هذا الوطن العظيم، ويفتقروا للوعى السياسى وللحس الوطنى.
لقد تم إهانة رمز الدولة على يد مجموعة من الأشخاص للأسف الشديد هم مصريون عاشوا وتربوا تحت سماء هذا الوطن وعلى أرضه، وحصلوا على خيراته وأنعامه، وفى النهاية حرقوا هذا الرمز تحت مرأى ومسمع من العالم كله وفى قلب ميدان التحرير.. ميدان الثورة المصرية الذى شهد أروع ملحمتين فى 25 يناير و30 يونيو.
فلم أشاهد قط أى مواطن فى أى دولة فى العالم يحرق علم بلاده على أرضها أو حتى خارج أرضها احتجاجًا على السلطة الحاكمة أو رفضًا لأوضاع سياسية واقتصادية معينة، فهى ظاهرة غريبة وشاذة تدل على أن فاعليها لا يهمهم الا أنفسهم ومصالحهم الشخصية ومصلحة جماعتهم، ولتذهب مصر ويذهب أهلها الى الجحيم.
وأنا شخصيًا لست مندهشًا مما حدث لأنه أولا متوقع من هؤلاء الرعاع، وثانيًا أن من يعبث بعلم مصر ويشوهه ويستبدل "النسر" بـ "إشارة معينة" أو يجلس عليه ويضعوا تحت الأقدام ، ليس صعبًا أو غريبًا عليه أن يحرق هذا العلم.
من ارتكبوا هذا الفعل المشين لا يعرفون معنى الانتماء، وغير مؤمنين بفكرة وجود الوطن من الأساس، ويجب محاسبتهم وتوقيع أقصى عقوبة ممكنة عليهم ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه الإقدام على مثل هذه الفعلة مرة أخرى .
ويحزن المرء عندما يرى خيرة شباب ورجال مصر من أبطال الشرطة والجيش يتساقطون يوميًا برصاص غادر ودفاعًا عن مصر وأرضها وحتى يظل العلم المصرى مرفوعًا ومرفرفًا دائمًا وأبدًا، فى الوقت الذى يقوم فيه بعض المرتزقة الغوغائيين بحرق رمز الوطن .. والوطن نفسه.
فالعلم ليس قطعة من القماش ومزيج من الألوان أو شعار نرفعه أثناء احتفالتنا أو نضعه على شرفات المبانى والمنازل، بل هو انعكاس لعزة وكرامة الوطن، وتجسيد لإرادة الشعب وعزيمته ومستقبله، وتوحيد لطاقاته وإمكانياته لصنع مستقبل أفضل لوطنه.
