ذكرت صحيفة "السفير" اللبنانية، أن تركيا بدأت تغير مواقفها من الأزمة السورية، وأن أنقرة اقترحت العمل على تجاوز عقبة تأليف هيئة حاكمة انتقالية سورية، وفرضها على المعارضة والنظام معاً قبل مؤتمر "جنيف 2" فى 22 يناير 2014.
وقالت الصحيفة، إن الأتراك قدموا اقتراحات للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، خلال الزيارة الأخيرة التى قام بها لروسيا رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، ووفد ضم وزير الخارجية أحمد داود أوغلو ورئيس الاستخبارات التركية حاقان فيدان، يقضى بعدم انتظار انعقاد «جنيف 2» فى 22 يناير المقبل، وكسب الوقت قبل أن يصطدم النظام والمعارضة بعقبة تشكيل الحكومة الانتقالية، والتفاهم منذ الآن على لائحة وزراء مقبولة من الطرفين أو تفرض عليهما.
الاقتراح الذى ناقشه الأتراك مع بوتين، بحسب مصدر دبلوماسى فى جنيف، يستند إلى ضرورة أن يقوم كل طرف بالضغط على حليفه، لتسهيل تشكيل الحكومة وتسمية وزرائها، والوصول إلى اجتماع «جنيف 2» بحكومة ناجزة لا يفعل من يحضرها سوى التصديق على الورقة التى ستوضع على طاولاتهم، والحال أن تشكيل الحكومة، كما نص عليه «جنيف 1»، يشترط توافق الطرفين على الوزراء، وهو نصّ يمنح بوضوح الطرفين حق الفيتو على الأسماء المطروحة، والأرجح أن يستغرق ذلك زمناً طويلاً فى ظل ميزان القوى الحالى الذى يميل لمصلحة النظام.
ويوحى بذلك أيضاً تصعيد فى الشروط بين النظام، الذى لا يكفّ ممثلوه عن تكرار أنهم لن يذهبوا إلى جنيف لتسليم السلطة، فيما تختصر المعارضة جنيف بشبه احتفال تسلّم وتسليم للحكم يتقدمه تنحى الرئيس بشار الأسد أو غيابه الكلى فى المرحلة الانتقالية.
ويعقد ذلك مهمة المبعوث الدولى والعربى إلى سوريا الأخضر الإبراهيمى، خصوصاً أن الحكومة الانتقالية منصة إطلاق العملية السياسية فى سوريا وقاعدة الحل السياسى.
ويقول مصدر دبلوماسى، إن الرئيس الروسى ردّ على الطلب التركى بالقول إن الأمر ينبغى أن يبقى توافقياً بين السوريين أنفسهم، ليقرروا أى حكومة يريدون، ورد الأتراك بأنه لا خيارات أخرى إذا كنا نريد إنجاح جنيف. وقال المصدر إن الرئيس الروسى أبلغ الجانب التركى بأنه لن يفرض شيئاً على الأسد، وأن على السوريين أن يحددوا مستقبلهم بأنفسهم، ولن نتدخل إلا إذا طلب السوريون منا ذلك.
ولم يقتصر النشاط التركى على اقتراح حكومة انتقالية تسبق المؤتمر، إذ يقترح الأتراك كسب الوقت أيضاً، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار فى سوريا قبل الذهاب إلى «جنيف 2».
وأشار السفير إلى أنه بعد التغييرات الميدانية التى أعادت المبادرة إلى الجيش السورى على جبهات واسعة، واقتراب الإيرانيين من انتزاع دعوة إلى «جنيف 2»، وانتصارهم الدبلوماسى فى توقيع الاتفاق المرحلى على برنامجهم النووى، عمل الأتراك من موسكو إلى طهران، منذ أسبوع، على إعادة الاتصال بجبهة حلفاء النظام السورى لحجز مقعد فى العملية السياسية التى عملوا على عرقلتها وقتاً طويلاً، واستيعاب احتمالات انتصار الأسد.
ورأت الصحيفة، أنه ليس مستبعَداً أن يعمل الأتراك على ضبط جبهات موضعية محددة فى الشمال السورى، كبرهان على استمرار سيطرتهم على جزء من المعارضة المسلحة، وعدم الاكتفاء بلعب دور المتفرج على الاستحقاق السورى المنتظر، دون القدرة على التأثير فى مساراته.
صحيفة لبنانية:تركيا تقترح فرض أسماء حكومة سوريا الانتقالية قبل جنيف2
الخميس، 28 نوفمبر 2013 09:23 ص