شريف خالد يكتب: براعم زهور أم قنابل موقوتة؟

الخميس، 28 نوفمبر 2013 08:19 م
شريف خالد يكتب: براعم زهور أم قنابل موقوتة؟ تشاجرات بين أطفال فى الشوارع- أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ترددت كثيرًا قبل كتابة هذا المقال حتى لا أعمم رأى على كل من ينتمون إلى الفئة العمرية التى أرغب فى الحديث عنها، ولكن أشياء كثيرة حدثت فى الفترة الأخيرة دفعتنى للكتابة معبرًا عن خوف شديد ورعب كبير على مستقبل هذا البلد، ليس من عدو خارجى يتربص بها ولكن من بعض أبنائها ما بين ١٤ و١٨عامًا، كانوا براعم لغد مشرق وأمل فى مستقبل أفضل ولكنهم اصبحوا قنابل موقوتة، تستعد للانفجار فى وجوهنا جميعًا مدمرة هذا البلد، ليتحول الأخضر يابسًا والأمل ألمًا. فماذا حدث لهم وقد كانوا منذ سنوات قليلة زهورًا تتفتح وأحلام تكبر وآمال تزدهر.

فهؤلاء الصغار فقدوا القدوة فى البيت، بعد أن تفككت الأسر وضاع الدفء الأسرى وسط برودة الحياة وأصبح أفراد الأسرة الواحدة كأنهم جزر منفصلة لا يربط بينها إلا لقب العائلة واسمها.

تقطن فى منزل واحد ولا يعرف بعضهم آمال وأحلام الآخر ولا يشعرون بآلام بعض يذهبون إلى المدرسة فى فصول مكدسة، ومناهج عقيمة ومدرسين نسوا أو تناسوا قدسية مهنتهم.

فتحولوا إلى تجار علم. هرب هؤلاء الصغار بأحلامهم الضائعة وآمالهم المحطمة إلى الشارع لتتلقفهم أيادى عابثة ضالة ومضللة، وأقصد هنا كل فصيل سياسى أو دينى استغل هؤلاء الصغار للاشتراك فى مظاهرة يهتفون فيها دون أن يعرفوا ضد من يهتفون أو لمن يهللون، يخربون ويحرقون المنشآت يقطعون الطرق مقابل مبالغ مالية يتم دفعها لهم استغلالا لقوتهم الجسمانية، واندفاعهم وتهورهم مستفيدين من حالة اليأس والضياع التى يعيشونها.
وفى حالة عدم وجود مظاهرات أو إن الأمور لا تحتاج إلى استدعائهم فإنهم يشغلون أوقات فراغهم بالتحرش بالسيدات والفتيات متناسين أنهن أمهاتهم أو أخواتهم دون رادع دينى أو أخلاقى أو يقومون بإنشاء جماعات مثل الألتراس لا هم لهم سوى إثارة المشاكل واستخدام العنف مع كل من يعارضهم أو يختلف معهم فى الرأى متجاهلين أن دور هذه الجماعات هى مؤازرة ناديهم والوقوف بجانبه وتشجيعه بما لا يتعارض مع القيم والأخلاق ويضاف إلى هؤلاء أطفال الشوارع وما يعانون منه ونعانيه منهم.

كذلك أطفال الطبقة الأكثر ثراء التى لا هم ولا اهتمام لها سوى التقليد الأعمى لكل ما هو مستورد من الخارج من أفكار وقيم لا تتناسب مع مجتمعنا، فأصبحوا خيال لا طعم لهم ولا لون ولا رائحة، وهذا مجال آخر نتحدث فيه لاحقًا.
وفى النهاية، أقول إننى لا أعرف لمن أتوجه فالأسرة مفككة والمدرسة لا يوجد بها تربية أو تعليم والخطاب الدينى هزيل وضعيف، ولكنها صرخة أطلقها خوفًا على أبنائنا اليوم وحزنا على وطننا غدًا.






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عـلي قاسم

ألأصـول

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة