قال محللون إن بورصة الكويت تتطلع لصناع للسوق، خلال الفترة المقبلة، لزيادة القيمة المتداولة التى تراجعت مؤخراً بشكل واضح بسبب التوتر السياسى إقليميا وداخليا.
وطبقا لحسابات "رويترز"، فقد بلغ متوسط السيولة اليومية المتداولة فى بورصة الكويت هذا الأسبوع 28.36 مليون دينار مقارنة بمتوسط قدره 31.33 مليون دينار يوميا فى الأسبوع الماضى.
وطبقا لتقرير شركة بيان للاستثمار اليوم، فقد انخفض متوسط قيمة التداولات 15.07 فى المائة ليصل إلى 29.51 مليون دينار فى نوفمبر الجارى مقارنة بأكتوبر الماضى، فى حين سجل متوسط كمية التداول انخفاضا نسبته 30.02 فى المائة ليبلغ 276.39 مليون سهم خلال نفس الفترة.
وقال مثنى المكتوم، مدير الصناديق الاستثمارية فى شركة الاستثمارات الوطنية لـ"رويترز"، إن شهر نوفمبر شهد تراجعاً عاماً فى كل مؤشرات البورصة، حتى إن حجم السيولة اليومية الحالى يوازى حالة الركود التى يشهدها السوق عادة فى شهور الصيف.
وعزا "المكتوم" هذا العزوف إلى أسباب، منها الوضع السياسى الذى شهد توتراً حاداً بين الحكومة والبرلمان، وانتهى هذا الأسبوع باستجواب لرئيس الوزراء وستة من أعضاء حكومته فى البرلمان، وهو ما جعل أرضية الشائعات "خصبة" وأثر سلباً على التداولات.
وأضاف أن البورصة لم تتفاعل بشكل إيجابى كما كان مأمولا مع النتائج الإيجابية للشركات عن فترة الربع الثالث، وأرجع هذا الفتور إلى تزاحم الشركات لإعلان نتائجها فى أسبوع واحد هو الأسبوع الأخير من المهلة القانونية الممنوحة لها.
وقال تقرير شركة بيان، إنه على الرغم من أن نتائج معظم الشركات جاءت ضمن النطاق الإيجابى، إلا أن السوق لم تبد تأثرا واضحا بتلك النتائج، ويأتى ذلك فى ظل انعدام المحفزات الاقتصادية التى من شأنها أن تدفع المستثمرين للشراء، فضلاً عن استمرار ضعف الثقة التى يعانى منها السوق منذ فترة.
وقال مدير المجموعة المحاسبية فى شركة الصالحية العقارية محمد المصيبيح، إن القواعد الصارمة التى تفرضها هيئة أسواق المال على التداولات والعقوبات التى تضعها للمضاربات خلقت حالة من "الخوف والإحباط" فى السوق، وجعلت كثيرا من المحافظ والصناديق والأفراد يعزفون عن الشراء.
واعتبر "المصيبيح" أن سوق الكويت أضحت تعانى من فقدان صناع السوق، الأمر الذى أدى لتراجع مؤشراتها ومستويات السيولة اليومية.
وقال محمد نصار، المحلل المالى، إن غياب صناع السوق وعزوف كثير من المحافظ والصناديق والبنوك عن الدخول بقوة فى البورصة قد يكون "متعمدا"، بهدف الضغط على السوق قبل نهاية العام، والوصول بأسعار بعض الأسهم إلى مستويات معينة قبل شرائها.
وأكد أن "المحفزات لا تزال مفقودة" فى بورصة الكويت، رغم الهدوء السياسى الذى نعيشه حالياً بعد تمكن الحكومة من اجتياز اختبارات الاستجوابات، وبعد أن وقعت إيران الاتفاق النووى مع الدول الكبرى.
وأكد "المصيبيح" أن البورصة تحتاج إلى قيمة تداولات لا تقل عن 50 مليون دينار يومياً حتى تستعيد عافيتها، على ألا تكون هذه القيمة ناتجة عن عمليات تبادل مراكز أو تداولات بين محافظ معينة أو تتم على سهم واحد وإنما تكون سيولة طبيعية متداولة بين المستثمرين فى البورصة.
وتوقع "المكتوم" أن يشهد ديسمبر نشاطاً أكبر فى بورصة الكويت، "لكن لن يكون هناك شىء استثنائى"، وأرجع هذا النشاط المتوقع إلى التسريبات التى تكون عادة فى مثل هذا التوقيت عن حجم الأرباح والتوزيعات فى 2013.
كما توقع "نصار" أن يشهد السوق نشاطا ملحوظا خلال الشهر الأخير من 2013، لاسيما مع توفر عوامل الاستقرار للأسهم داخل السوق، لأن الشركات التى يتم تداولها حاليا ستظل متداولة حتى نهاية الربع الأول.
بورصة الكويت تتطلع لصناع السوق لرفع مستويات السيولة
الخميس، 28 نوفمبر 2013 03:39 م