الإنسانية فى زواج الشواذ

صدمتنا "المصرى اليوم" منذ أيام بنشر صورة لزواج رجلين من واشنطن بعد إقرار الولايات المتحدة الأمريكية زواج مثلى الجنسية، الصدمة ليست فى الصورة لأنها لرجلين يلوحا بأيديهما ولاتحمل فى ذاتها دلالة ولكن الصدمة فى أن الصورة جاءت ضمن ملف تحت عنوان "أكثر 30 صورة إنسانية" وتعليق الصورة "زواج رجلين بواشنطن" بالبحث عرفت أن الملف والصورة نقلتهم "المصرى اليوم" عن موقع أجنبى اسمه "buzz feed".


بعيدا عن أن الواقع المصرى ملىء باللقطات الإنسانية، تغنينا عن النقل عن مواقع أجنبية.

ولكن عندما تنقل الصحيفة لابد من مراعاة الخصوصية الثقافية والدينية لجمهور القراء الذين تتوجه إليهم الجريدة، أعتقد أن مثل هذه الصورة لرجلين يشهرا زواجهما لاتحمل أى بعد إنسانى، ولو عرضنا الصورة على عينة من الجمهور وسألنا عن أثر الصورة سيكون الرد "صورة مثيرة للقرف "وليست مثيرة للتعاطف".


خطورة مثل هذه الصورة أنها قد تساهم-ضمن عوامل أخرى-فى كسر حالة الرفض خاصة مع تسرب مصطلح "مثليين" كبديل عن مصطلح "شواذ" مثليين مصطلح قد يناسب الغرب الذى أباحت التشريعات فى عدد من دوله زواج "الشواذ" لكنه لايجب استخدامه وتعميمه فى مصر.


الصورة التى نشرتها "المصرى اليوم" ضمن ملف "أكثر 30 صورة إنسانية" ذكرتنى بإعلان نشرته وزارة الثقافة منذ 10سنوات وكان عن التقدم ببحوث للفوز بجوائز الدولة التشجيعية وكان من بين موضوعات البحوث "سيكولوجية الشواذ" وقتها كتبت أنتقد أن تجرى وزارة الثقافة مسابقة لبحوث عن "الشواذ"وتساءلت هل انتهينا من دراسة سيكولوجية سكان المقابر وأطفال الشوارع ووإلخ لندرس سيكولوجية الشواذ وتراجعت الوزارة عن موضوع البحث.


ونفس التساؤل للزملاء فى "المصرى اليوم" هل انتهينا من رصد الإنسانية فى صور القتل والفقد والكوارث الطبيعية لنبحث عنها عند "الشواذ".


تعلمنا أن الصورة بألف كلمة لذا اختيار صورة للنشر لابد وأن يتم وفقا لضوابط أخلاقية ومواثيق شرف تراعى الآداب العامة وثقافة المجتمع وخصوصيته، وأن النقل عن المواقع الأجنبية لابد وأن يراعى طبيعة الجمهور فما يعتبرونه إنسانياً لديهم أحيانا يكون مرفوضاً ومحرماً ومجرماً.