على غرار روسيا، تستقبل الصين فى شهر ديسمبر المقبل زيارات رسمية وشعبية مصرية، تبدأ فى الرابع من ديسمبر بزيارة الوفد الشعبى الذى يضم عددا من السياسيين والحزبيين المصريين، ثم يليها زيارة وزير الخارجية نبيل فهمى إلى بكين فى الرابع عشر من الشهر نفسه .
من جهته أكد، وانج كه جيان، نائب مدير إدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا بوزارة الخارجية الصينية، أن زيارة وزير الخارجية نبيل فهمى لبكين فى منتصف ديسمبر المقبل، ستتناول بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وقال إنه "بعد التطورات التى شهدتها مصر مؤخرا فإن الجانب المصرى يرى ضرورة زيادة دعم العلاقات السياسية مع الصين من خلال تبادل الزيارات".
ولفت جيان، خلال لقائه الوفد الصحفى المصرى الذى يزور بكين، إلى أن رئيس الصين ورئيس الوزراء ووزير خارجية الصين أرسلوا فى يوليو الماضى برقيات تهنئة لنظرائهم فى مصر بمناسبة العيد القومى، وكان هناك اتصال هاتفى بين وزيرى خارجية البلدين، كما أنهما التقيا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك فى سبتمبر الماضى، وخلال تقديم السفير مجدى عامر، سفير مصر الجديد لدى الصين أوراق اعتماده التقى رئيس الجمهورية، الذى أكد استعداد الصين لمواصلة تطوير العلاقات مع مصر، مؤكدا أن زيارة نبيل فهمى لبكين تأتى فى إطار التبادل المستمر بين البلدين فى المجال السياسى للتأكيد على العلاقات الوطيدة فضلا عن بحث مجالات التعاون الاقتصادى.
وقال جيان إن "العلاقات الثنائية ظلت تشهد تطورا بشكل مستمر ومتواصل، فدائما تعتبر الصين مصر إحدى الركائز المهمة فى الشرق الأوسط، فهى دولة لها ثقل وتأثير فى المنطقة، بل والعالم، ونحن لدينا علاقات إستراتيجية مع مصر تتميز بالمتانة سواء على المستوى السياسى أو فى المجال الاقتصادى والانسانى والثقافى الذى يشهد تبادلا "، مشيرا إلى وجود تنسيق وتعاون وثيق فى المحافل الدولية خاصة فى الأمم المتحدة ومسألة أصلاحها وتوسيع عضوية مجلس الأمن، وقضايا حقوق الإنسان وتغير المناخ .
وحول موقف بلاده من الثورة المصرية، قال نائب مدير إدارة غرب آسيا وشمال أفريقيا "أن مصر شهدت خلال السنوات الثلاثة الماضية تغيرات كبيرة، كما أنها تقوم الآن بتنفيذ خارطة المستقبل من أجل أعادة الأمن والاستقرار فى البلاد، ومنذ البداية ونحن فى الصين نتمسك بمبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية، ونعتبر أن ما حدث فى مصر هو شأن داخلى، ونحترم ما يختاره الشعب المصرى سواء من خلال اختياره للنظم السياسية أو طريق التنمية أو قياداته "، لافتا إلى أن التغيرات التى تحدث فى مصر حاليا لها مغزى أبعد مما يحدث فى مصر نفسها، لأنها الدولة الكبيرة ذات الثقل والتأثير، وهى من أهم الدول التى شهدت تغيرات،
مؤكدا على أن تطور الاتجاه فى مصر سيكون له تأثير على دول المنطقة الأخرى، معربا عن أمله فى أن يعود الأمن والاستقرار إلى مصر، ويتم حل الخلافات عن طريق الحوار والتشاور السياسى والتوصل لاتفاق سياسى يؤدى إلى تخفيف العملية الانتقالية .
وردا على سؤال حول زيارة الوفد الشعبى المصرى للصين فى الرابع من ديسمبر المقبل، قال إن السفارة المصرية ببكين أجرت اتصالات بالخارجية الصينية لترتيب الزيارة، وطلب اللقاء مع مسئولين بالخارجية، وكانوا مستعدين للقاء الذى كان مفترض أن يتم أمس الثلاثاء، لكن جرى تأجيل الزيارة إلى الأسبوع الأول من ديسمبر، ونحن الآن نقوم بالتنسيق لوضع الترتيبات الخاصة باللقاءات".
وحول إن كانت الصين ستخفف تحذيرات سفر الصينيين إلى مصر، قال جيان، "إنه من الممكن إعادة النظر فيها بشكل دورى، وسوف نقوم بتعديلها حال تحسن الوضع الأمنى بشكل جيد"، مشيرا إلى وجود ما يقرب من 100 ألف صينى كانوا يتوجهون إلى مصر سنويا بغرض السياحة، كما يوجد آلاف الصينيين الذين يعملون فى مصر، لكن فى ظل الاضطرابات التى شهدتها القاهرة والإسكندرية والعين السخنة وبورسعيد أصدرت الخارجية الصينية تحذيرات للمواطنين بعدم السفر إلى مصر فى ظل هذه الظروف، مشيرا إلى أن الصين لاحظت تحسنا فى الوضع الأمنى المصرى مؤخرا، وتم رفع حالة الطوارئ وحظر التجوال.
وأشار إلى أنه سمع مخاوف من بعض المستثمرين الصينيين مما يحدث بمصر نتيجة ما يشاهدونه عبر الشاشات التليفزيونية، مؤكدا فى الوقت ذاته على رغبة الصينيين فى زيارة مصر، وقال "هذه رغبة قوية جدا، فنحن نتلقى بشكل يومى استفسارات من الصينيين حول إمكانية السفر إلى مصر الآن، ونحن من جانبنا نشجع السائحين على التوجه إلى مصر، لكن وزارة الخارجية لابد أن تأخذ بعين الاعتبار الوضع الأمنى وسلامة الرعايا .
وقال جيان، إن الصين دافعت عن مصر بمجلس الأمن ورفضت مناقشة التطورات التى شهدتها فى جلسة عامة بالمجلس، وقال إن "هذا ينبع من اعتقادنا الثابت أنه ليس من الممكن التدخل فى الشئون الداخلية للآخرين، لأننا كدول نامية ضعفاء بالمقارنة بالدول الغربية الأخرى، ونعتبر هذا المبدأ حاجز يحمى الدول النامية فى الحفاظ على كرامتها واستقرارها، ولدينا تجارب شاهدناها بأنفسنا فى الماضى"، مضيفا "لاحظنا أن بعض الدول لديها ملاحظات وخلافات مع مصر ومن هذه الدول تركيا، ودائما ما نطالب وندعو الجميع إلى الالتزام بمبدأ عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، وهذه أحد مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ".
وحول إمكانية أن تتفق الصين مع مصر على شراء السلاح الصينى، قال جيان "لا أستطيع التحدث عن التعاون العسكرى، لكن التعاون الصينى المصرى فى المجال العسكرى مستمر ومتواصل سواء من خلال الزيارات المتبادلة أو التعاون بين الأجهزة وتبادل الخبرات".
وردا على سؤال حول الدور الذى يمكن أن تلعبه الصين لحل أزمة حوض النيل خاصة فى ظل ما يتردد عن مشاركة شركات صينية فى بناء سد النهضة الإثيوبى، قال جيان "نعرف مدى أهمية النيل بالنسبة لمصر، ولدينا أيضا علاقات ممتازة مع كل من مصر وإثيوبيا، ومن جانبنا لن نقوم بأى شىء يضر بمصلحة أصدقائنا فى مصر أو إثيوبيا"، مؤكدا على "أن الشركات الصينية لم تشارك فى إنشاء سد النهضة، لأن السد عليه خلاف مصرى إثيوبى، وأيضا نعلم أن هناك اجتماعات ثلاثية للجنة الخبراء من مصر والسودان وإثيوبيا، ونحن من جانبنا ندعم دول الحوض فى حل الخلافات عبر الحوار والمفاوضات السلمية، مشيرا إلى التصريحات المصرية التى تؤكد الرغبة فى حل المشاكل عبر الحوار والمفاوضات، وأن مصر ليس لديها مانع من إنشاء السد حال تحقيق الاحتياجات والمطالب المصرية الخاصة بالأمن المائى ومسائل أخرى".
مصر تتجه للصين..وزير الخارجية يزور بكين فى ديسمبر..والخارجية الصينية:نحترم اختيار المصريين ونطالب الدول الأخرى بعدم التدخل فى شئونهم..وتعديل حظر السفر حال تحسن الوضع الأمنى..ولانساهم فى بناء سد النهضة
الأربعاء، 27 نوفمبر 2013 10:44 ص