محمود السيد يكتب: نكون أو لا نكون

قد يكون القتل خطأ.. قضاءً وقدرًا وقد يكون أخذًا بثأر.. قد يكون الجرح داميا.. من يسعى للقتل وإزهاق الأرواح ليس كمن يسعى لينال الشهادة, فرق كبير بين القتل وبين الموت وبين الشهادة, تعددت الأسباب والعمر واحد والرب واحد والموت واحد.. لكن سيظل للشهادة مذاق آخر لا يعرفه إلا من ذاق حلاوة الإيمان بفكره وبذل روحه فى سبيلها.. والوطن فكرة.. حدودها الأمان والاستقرار وقوامها الانتماء للأرض وحماية العرض ونشر العدل بين الناس والحرية والمساواة, ولقد قدم الشعب خلال ثورتين تضحيات كبيرة, سقط منا من سقط.. جريحا وشهيدا لكن مازالت فكرة الوطن غير مكتملة الأركان ومازلنا نفتقد معنى الانتماء ومازال تيار الشهداء مستمر, شباب من خيرة أبناء الوطن فرضت عليهم لحظة الاستشهاد.. لم يسعوا إليها.. أبرياء كانوا فى طريقهم من وإلى.. لتمتد إليهم يد الغدر وتحصد أرواحهم, ومما يؤسف له أن نفرا منا فقدوا معنى الإيمان والانتماء، ولم يعد لهم أمان ولا حتى مكان على هذه الأرض بعد أن كفروا بكل قيمة وكفَّروا من حولهم ليحيلوا حياة عشرة أبرياء إلى عدم، فلا معنى لقيمة الحياة ولا حرمة الموت، ومن قبلهم خمسة وعشرون لحقوا بسبعة عشر شهيداً ومازال موكب الشهداء يتقدم وأشباح تتربص وفى خسة ونذالة تتوارى اليوم، وليس الغد، لابد من وقفة, نكون أو لا نكون.. تلك هى المسألة..