عميد أحمد فتحى يكتب: مصر رايحة على فين

عقب ثورة 25 يناير كثيراً ما ترامى إلى مسمعك من كافة المستويات الثقافية والاجتماعية هذا التساؤل.. مصر رايحة على فين.. وقد بلغ هذا التساؤل ذروته فى فترة المجلس العسكرى وفترة حكم الإخوان إلى أن أعادت ثورة 30 يونيه للشعب ثقته بنفسه من جديد، وإعادة اكتشاف هويته الحقيقة فى تلاحمه بنسيجه الواحد والثقة فى مؤسساته الوطنية والوقوف خلف المخلصين من قياداته كأكبر قوة دفع وإطفاء الشرعية على من يثق بهم من القيادات فى اتخاذ كافة الإجراءات لعبور هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الأمة.

إلا أن الأمر لم يكن سهلا فى أن يثبت الشعب وقياداته على هويته التى اكتسبها منذ آلاف السنين فقد تعرض للصعاب التى قد تصل إلى حد الإعياء فى بعض الأحيان فى لفظة للشرذمة الدخيلة عليه بأفكارها الغريبة المتنطعة والمتشددة فى فهم الدين الحنيف، فقد بلغ بهذه الفئة أن تبيح القتل وتجعل أمره أهون من إطالة الثياب أو البنطلون فأخذت تعيث فى الأرض فساداً مأجورة تارة من دول خارجية وتارة أخرى من سيطرة الجهل على بعض أفرادها مستهدفة خير أجناد الأرض فى محاولة لتفكيك الدولة وإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار وللخروج من هذه الأزمة.

يجب على الأمة أن تركز العلاج فى استئصال العرق السرطانى المتمثل فى هذه الشراذم ويتأتى ذلك بنشر فكر الدين السمح وثقافة التنوير كى يتكتل الشعب كله خلف قياداته المخلصة ويلفظ الجسم الغريب الذى أصابه ويتعافى ويلحق بركب الحضارة.