يطلق عبد السلام جلود، أحد المشاركين فى حكم ليبيا فى عهد الرئيس السابق معمر القذافى، فى وقت لاحق اليوم الأربعاء، من العاصمة الفرنسية باريس مبادرة تحت عنوان "مبادرة من أجل أن تبدأ الأمة رحلة النهضة، والتقدم و الحضارة"، حيث يدعو فيها إلى حكم إسلامى- ليبرالى مشترك فى الفترة الانتقالية بدول ما عرف إعلاميًا باسم "الربيع العربى".
جلود، هو عسكرى ليبى سابق، وأحد من شاركوا فى حكم ليبيا بعد "ثورة الفاتح" التى قادها الرئيس السابق معمر القذافى فى سبتمبر 1969، وكان جلود عضوا بمجلس قيادة الثورة فى ليبيا.
وشغل جلود منصب رئيس الوزراء بليبيا فى الفترة من يوليو 1972 إلى مارس 1977، وكان يعتبر الرجل الثانى فى ليبيا بعد القذافى حتى تم إبعاده عام 1992، بعد خلاف مع القذافى الذى أطاحت بنظامه ثورة شعبية اندلعت فى شهر فبراير 2011.
والمبادرة، بحسب نصها الذى حصلت عليه الأناضول "موجهة إلى الأحزاب والرموز الوطنية و القومية والنخب الثقافية والفكرية والقوى الثورية الحقيقية فى كل الأقطار العربية، سواء التى قامت فيها انتفاضات ثورية أو التى شهدت أو تشهد حراكا سياسيا و اجتماعيا (يقصد دول الربيع العربى)".
وتقسم المبادرة القوى السياسية إلى قوتين، بحسب جلود، "القوى الإسلامية متجسدة فى حزب أو مجموعة أحزاب، والقوى الليبرالية والقومية واليسارية متمثلة فى عدة أحزاب".
ودعت المبادرة إلى اعتبار المرحلة الحالية التى أسمتها المبادرة "مرحلة البناء وتعلم الديمقراطية" مرحلة انتقالية يتم خلالها تأسيس الدولة والمجتمع الديمقراطيين، والتى تستمر لدورتين أو ثلاث دورات برلمانية، تكون قيادة هذه المرحلة بـ"التوافق والشراكة بين القوتين (الإسلامية والليبرالية)، بغض النظر عن نتائج الانتخابات".
ونصت المبادرة على الاتفاق فى المرحلة الانتقالية التأسيسية على "المرتكزات الأساسية لبناء الدولة الديمقراطية والمجتمع الديمقراطى وعلى الخيارات والتوجهات الكبرى والاتفاق على الدستور والقوانين الأساسية بشكل توافقى حقيقى ملزم، وكذلك الاتفاق على الهوية، والاتفاق على أن الإسلام دين الدولة، والشريعة هى المصدر الرئيسى للتشريع، والعروبة والإسلام وجهان لعملة واحدة، والاتفاق على الدولة الوطنية والمدنية التعددية (المواطنة والحريات العامة والخاصة والمرتكزات الأساسية للثقافة)، والاتفاق على النظام الاقتصادى والاجتماعي".
ودعت المبادرة إلى الانطلاق من الشعارات العفوية التى رفعها الشباب خصوصا والجماهير عموما من مرحلة تفجر "الثورات" (حرية، كرامة، عدالة اجتماعية)، والالتزام بحضور الشباب من الجنسين حضورا كاملا فى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأن تخصص لهم نسبة فى كل المواقع القيادية فى الدولة و"خاصة الشباب الذين تقدموا هذه الثورات".
وطالبت المبادرة، بإعادة بناء مؤسسة القضاء كى تعود هذه المؤسسة لممارسة دورها المقدس كضامن للحرية والديمقراطية وحامية وراعية للدستور والقانون.
وتتمثل وظيفة الإعلام، بحسب المبادرة، فى "تبنى القيم الأساسية للمجتمع والدفاع عنها وعن الخيارات والتوجهات الكبرى للمجتمع، والانحياز للحقيقة التى هى نسبية ووليدة زمانها وظروفها ومكانها، وإشاعة روح الحوار وثقافة التعددية وقبول الآخر وإشاعة روح النقد الصادق، والجاد الذى ينطلق من المصلحة العليا للشعب ".
يأتى هذا فيما دعت المبادرة الأحزاب والقوى السياسية إلى تبنى الوحدة العربية، بالإضافة إلى تبنى قضية فلسطين كقضية مركزية للأمة، واعتبر أنه "بعد الفترة الانتقالية التأسيسية يتم العودة إلى اللعبة الديمقراطية والالتزام بنتائجها".
فى الفترة الانتقالية..
عبد السلام جلود يدعو لحكم إسلامى- ليبرالى فى دول الربيع العربى
الأربعاء، 27 نوفمبر 2013 08:51 ص