حق التظاهر فى "أمريكا" محظور أمام المحكمة الدستورية وغلق المؤسسات الحكومية وتعطيل مصالح المواطنين وقطع الطرقات..إخطار السلطات بموعد المظاهرة وعدد المشاركين فيها "إجبارى".. والشرطة لها حق الفض بالقوة
الأربعاء، 27 نوفمبر 2013 01:19 ص
جانب من مظاهرات وول ستريت
واشنطن– بهاء الطويل
أعلنت الإدارة الأمريكية عن قلقها من إصدار الحكومة المصرية المؤقتة لقانون تنظيم المظاهرات الجديد، ووصفته بأنه يتعارض مع المعايير الدولية التى تكفل حق المصريين فى التجمع السلمى.
واعتادت وزارة الخارجية الأمريكية انتقاد الحكومات التى تفرض قيودا على تنظيم المظاهرات، حيث تعتبرها حقا لا يمكن المساس به، يستمد قوته التشريعية من وثيقة الحقوق الأمريكية فوق الدستورية، والتى تؤكد فى أولى موادها على أن الكونجرس لا يحق له "إصدار أى قانون يحد من الحق فى التجمع السلمى".
لكن التظاهر فى أمريكا ليس حقا مطلقا، وتنظمه العديد من القوانين والقواعد التى تفرضها الحكومة الفيدرالية والحكومات المحلية فى الولايات الخمسين.
تتناول تلك القوانين أدق التفاصيل المتعلقة بتنظيم المظاهرات، سواء من ناحية عدد المشاركين أو أماكن التجمع، واستخدام مكبرات الصوت وتوقيت تنظيم المظاهرة ومدتها، وصولا إلى وجوب إخطار السلطات المحلية قبل تنظيم الفعاليات الاحتجاجية.
تلزم القوانين الأمريكية المواطنين بالحصول على موافقتها قبل تنظيم أى مظاهرة، ويجب على الجهة المنظمة إخطار الشرطة بموعد المظاهرة ومدتها والعدد المتوقع أن يشارك فيها.
ويحظر التظاهر فى الأماكن الخاصة مثل الشركات أو البنوك أو المراكز التجارية إلابعد الحصول على موافقة المالك. أما التظاهر فى الأماكن العامة فيشترط ألا يتسبب فى تعطيل مصالح الآخرين أو وسائل المواصلات أو غلق الشوارع وقطع الطرق، وإعاقة مداخل ومخارج المقار الحكومية، فلا يجوز مثلا التظاهر أما بوابات البيت الأبيض أو أى مؤسسة حكومية أخرى، لأن ذلك يعيق عملية الدخول والخروج منها.
كما يحظر التعدى على الممتلكات العامة أو الخاصة بما فيها السيارات، أو اللجوء إلى العنف. ويسمح بتوزيع المنشورات والملصقات مع حظر حمل المتظاهرين لأى مواد قابلة للاشتعال أو أسلحة أو ألعاب نارية وغيرها، مما قد يعرض الآخرين للخطر، كما يمنع استخدام مكبرات الصوت دون الحصول على تصريح خاص، إضافة إلى الكتابة على الجدران.
وشهدت الولايات المتحدة خلال العامين الماضيين، فَرْض مجموعة من القواعد والقوانين الجديدة المقيدة لممارسة الحق فى التظاهر، أحدثها قرار المحكمة العليا (الدستورية) الصادر فى منتصف شهر يونيه الماضى، والذى يحظر كافة أشكال التظاهر أو التجمع داخل أو خارج مقر المحكمة بالعاصمة واشنطن أو بالساحة التابعة لها.
وفى أغسطس عام ٢٠١٢، اعتمد الرئيس الأمريكى تعديلات على القانون "H.R. 347"، الذى يمنح رجال الأمن التابعين لـ"الخدمة السرية" (The Secret Service) سلطات واسعة، لمنع أى أفعال من شأنها تعطيل سير عمل الحكومة بشكل منتظم، وينطبق ذلك على التظاهر بالقرب من المبانى الفيدرالية ومن بينها البيت الأبيض ومقرات الوزارات والهيئات الحكومية المختلفة، ويمتد أيضا القانون ليشمل أى مكان تتولى تأمينه الشرطة السرية، بما فى ذلك الفنادق أو الأماكن الخاصة التى يتواجد بها الرئيس الأمريكى أو نائبه أو الرؤساء السابقين أو المسئولين الأجانب الذين يزورون الولايات المتحدة.
وتمنح القوانين الأمريكية رجال الشرطة سلطات واسعة، لضمان سير المظاهرات بشكلٍ سلمى، فيحق للسلطات رفض منح تصريح بالتظاهر أو تأجيل مظاهرة أو تعديل سيرها فى حالة وجود أسباب أمنية تدعو لذلك، كما يمكن لرجال الأمن فض مظاهرة والقبض على المشاركين فيها حال ارتكاب أى جريمة أو مخالفة قوانين تنظيم التظاهر.
لكن الاختصاصات الواسعة للسلطات المحلية والفيدرالية، يقابلها ضمانات عديدة تكفل ألا يسىء رجال الشرطة استخدام سلطاتهم لقمع التظاهرات أو منع المواطنين من ممارسة حقهم فى التجمع السلمى، فلا يجوز رفض أو فض تظاهرة بغرض منع جماعة من الناس أو تيار من التعبير عن آرائهم، ويمكن لأى مواطن أن يقاضى الشرطة أمام المحاكم إذا ما انتهك حقه فى التظاهر.
كما لا يمكن لأية ولاية منع المواطنين من التظاهر أيًّا كان الهدف أو الرأى الذى يريدون التعبير عنه، حتى لو كان الغرض معارضة قوانين معينة تطبقها الولاية أو الحكومة الفيدرالية، أو للتظاهر ضد أى مسئول بالحكومة بما فى ذلك رئيس الولايات المتحدة، كما يقتصر دور الشرطة على تأمين المتظاهرين، والتأكد من عدم مخالفتهم للقانون، ولا يحق لها توجيه المظاهرة سواء فعلا أو قولا.
فى سبتمبر ٢٠١١ أثيرت مسألة الحق فى التظاهر والقيود المفروضة عليه فى الولايات المتحدة، وطريقة الشرطة فى التعامل مع المتظاهرين، وذلك بعد الاتهامات التى وجهت إلى شرطة مدينة نيويورك "NYPD" سيئة السمعة، باستخدام القوة واللجوء للعنف ضد المتظاهرين الشباب أنصار حركة"احتلوا وول ستريت" "Occupy wall street" المتأثرة بثورات الشباب العربى.
لكن الأمر الأهم أن المتظاهرين تعرضوا لإصابات لكن لم تكن منها أى إصابات قاتلة، ولم تنته بالوفاة أو بالعاهات المستديمة أو فقد البصر، كما حدث للمتظاهرين فى مصر على يد الشرطة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعلنت الإدارة الأمريكية عن قلقها من إصدار الحكومة المصرية المؤقتة لقانون تنظيم المظاهرات الجديد، ووصفته بأنه يتعارض مع المعايير الدولية التى تكفل حق المصريين فى التجمع السلمى.
واعتادت وزارة الخارجية الأمريكية انتقاد الحكومات التى تفرض قيودا على تنظيم المظاهرات، حيث تعتبرها حقا لا يمكن المساس به، يستمد قوته التشريعية من وثيقة الحقوق الأمريكية فوق الدستورية، والتى تؤكد فى أولى موادها على أن الكونجرس لا يحق له "إصدار أى قانون يحد من الحق فى التجمع السلمى".
لكن التظاهر فى أمريكا ليس حقا مطلقا، وتنظمه العديد من القوانين والقواعد التى تفرضها الحكومة الفيدرالية والحكومات المحلية فى الولايات الخمسين.
تتناول تلك القوانين أدق التفاصيل المتعلقة بتنظيم المظاهرات، سواء من ناحية عدد المشاركين أو أماكن التجمع، واستخدام مكبرات الصوت وتوقيت تنظيم المظاهرة ومدتها، وصولا إلى وجوب إخطار السلطات المحلية قبل تنظيم الفعاليات الاحتجاجية.
تلزم القوانين الأمريكية المواطنين بالحصول على موافقتها قبل تنظيم أى مظاهرة، ويجب على الجهة المنظمة إخطار الشرطة بموعد المظاهرة ومدتها والعدد المتوقع أن يشارك فيها.
ويحظر التظاهر فى الأماكن الخاصة مثل الشركات أو البنوك أو المراكز التجارية إلابعد الحصول على موافقة المالك. أما التظاهر فى الأماكن العامة فيشترط ألا يتسبب فى تعطيل مصالح الآخرين أو وسائل المواصلات أو غلق الشوارع وقطع الطرق، وإعاقة مداخل ومخارج المقار الحكومية، فلا يجوز مثلا التظاهر أما بوابات البيت الأبيض أو أى مؤسسة حكومية أخرى، لأن ذلك يعيق عملية الدخول والخروج منها.
كما يحظر التعدى على الممتلكات العامة أو الخاصة بما فيها السيارات، أو اللجوء إلى العنف. ويسمح بتوزيع المنشورات والملصقات مع حظر حمل المتظاهرين لأى مواد قابلة للاشتعال أو أسلحة أو ألعاب نارية وغيرها، مما قد يعرض الآخرين للخطر، كما يمنع استخدام مكبرات الصوت دون الحصول على تصريح خاص، إضافة إلى الكتابة على الجدران.
وشهدت الولايات المتحدة خلال العامين الماضيين، فَرْض مجموعة من القواعد والقوانين الجديدة المقيدة لممارسة الحق فى التظاهر، أحدثها قرار المحكمة العليا (الدستورية) الصادر فى منتصف شهر يونيه الماضى، والذى يحظر كافة أشكال التظاهر أو التجمع داخل أو خارج مقر المحكمة بالعاصمة واشنطن أو بالساحة التابعة لها.
وفى أغسطس عام ٢٠١٢، اعتمد الرئيس الأمريكى تعديلات على القانون "H.R. 347"، الذى يمنح رجال الأمن التابعين لـ"الخدمة السرية" (The Secret Service) سلطات واسعة، لمنع أى أفعال من شأنها تعطيل سير عمل الحكومة بشكل منتظم، وينطبق ذلك على التظاهر بالقرب من المبانى الفيدرالية ومن بينها البيت الأبيض ومقرات الوزارات والهيئات الحكومية المختلفة، ويمتد أيضا القانون ليشمل أى مكان تتولى تأمينه الشرطة السرية، بما فى ذلك الفنادق أو الأماكن الخاصة التى يتواجد بها الرئيس الأمريكى أو نائبه أو الرؤساء السابقين أو المسئولين الأجانب الذين يزورون الولايات المتحدة.
وتمنح القوانين الأمريكية رجال الشرطة سلطات واسعة، لضمان سير المظاهرات بشكلٍ سلمى، فيحق للسلطات رفض منح تصريح بالتظاهر أو تأجيل مظاهرة أو تعديل سيرها فى حالة وجود أسباب أمنية تدعو لذلك، كما يمكن لرجال الأمن فض مظاهرة والقبض على المشاركين فيها حال ارتكاب أى جريمة أو مخالفة قوانين تنظيم التظاهر.
لكن الاختصاصات الواسعة للسلطات المحلية والفيدرالية، يقابلها ضمانات عديدة تكفل ألا يسىء رجال الشرطة استخدام سلطاتهم لقمع التظاهرات أو منع المواطنين من ممارسة حقهم فى التجمع السلمى، فلا يجوز رفض أو فض تظاهرة بغرض منع جماعة من الناس أو تيار من التعبير عن آرائهم، ويمكن لأى مواطن أن يقاضى الشرطة أمام المحاكم إذا ما انتهك حقه فى التظاهر.
كما لا يمكن لأية ولاية منع المواطنين من التظاهر أيًّا كان الهدف أو الرأى الذى يريدون التعبير عنه، حتى لو كان الغرض معارضة قوانين معينة تطبقها الولاية أو الحكومة الفيدرالية، أو للتظاهر ضد أى مسئول بالحكومة بما فى ذلك رئيس الولايات المتحدة، كما يقتصر دور الشرطة على تأمين المتظاهرين، والتأكد من عدم مخالفتهم للقانون، ولا يحق لها توجيه المظاهرة سواء فعلا أو قولا.
فى سبتمبر ٢٠١١ أثيرت مسألة الحق فى التظاهر والقيود المفروضة عليه فى الولايات المتحدة، وطريقة الشرطة فى التعامل مع المتظاهرين، وذلك بعد الاتهامات التى وجهت إلى شرطة مدينة نيويورك "NYPD" سيئة السمعة، باستخدام القوة واللجوء للعنف ضد المتظاهرين الشباب أنصار حركة"احتلوا وول ستريت" "Occupy wall street" المتأثرة بثورات الشباب العربى.
لكن الأمر الأهم أن المتظاهرين تعرضوا لإصابات لكن لم تكن منها أى إصابات قاتلة، ولم تنته بالوفاة أو بالعاهات المستديمة أو فقد البصر، كما حدث للمتظاهرين فى مصر على يد الشرطة.
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed
امريكا دربت ومولت عملاء فريدمهاوس علشان الاستقرار والتنمية ؟؟؟؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
amrica is afreedom country
عدد الردود 0
بواسطة:
سما
هو ده الكلام . . . يعني هي فوضى
نريد هيبة للدوله
عدد الردود 0
بواسطة:
عمر
وامريكا كان الاعتصام سلمى
عدد الردود 0
بواسطة:
سمـا
إلي رقم 2
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد حسن
إلى رقم 2
عدد الردود 0
بواسطة:
alinoor
امريكا شيكا بيكا
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الصمد فرحات
ياعم عندهم تأمين صحى وتعليم وأنابيب بوتاجاز كمان
عدد الردود 0
بواسطة:
مجرد راى
مفيش مقارنه
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
بتقارنو مصر بامريكا !!
دة علي اساس اية يعني مش فاهم