الجارديان: بكين وسول يعتقدان بعودة اليابان للعقلية العسكرية

ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن حكومتى الصين وكوريا الجنوبية تنظران إلى جهود رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى لمنح بلاده دورا أكبر على الساحة الدولية وإقامة علاقات أمنية ودفاعية مع دول مجاورة فى جنوب شرق آسيا وتقوية التحالف مع الولايات المتحدة تهديدا ونذيرا بالعودة إلى الأيام السيئة للاستعمار اليابانى.
وقالت الصحيفة – فى سياق تقرير نشرته اليوم الأربعاء على موقعها الإلكترونى – إن قرار اليابان العام الماضى بتأميم بعض جزر سينكاكو بشكل فعلى أثار عاصفة من الاحتجاج من جانب الصين التى ترسل سفنها لتحدى خفر السواحل اليابانى منذ ذلك الوقت.
وأضافت الصحيفة أنه حتى الآن لا توجد مواجهات عسكرية مباشرة لكن وقعت احتكاكات عن قرب متعددة بما فى ذلك عمليات تعقب لأهداف تقوم بها أجهزة الرادار البحرية الصينية وطلقات تحذيرية بواسطة مقاتلة يابانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن إعلان الصين مطلع هذا الأسبوع عن اقامة منطقة دفاع جوى محددة تغطى الجزر لاقى إدانات من قبل طوكيو وواشنطن وزاد بحدة من فرص حدوث اشتباك عسكري، حيث دخلت قاذفات "بي-52" أمريكية وطائرات مدنية يابانية بشكل متتابع المنطقة فى تجاهل للقواعد الصينية الجديدة.
وأوضحت الصحيفة أنه بالنسبة لآبى، المنتمى للتيار المحافظ والذى يحتفل بمرور عام على توليه منصبه الشهر القادم، فإن نزاع سينكاكو مجرد واجهة لبيئة أمنية شرق آسيوية متدهورة الوضع متفجر بها بشكل متزايد فى الوقت الذى تضع فيه الصين تصورا لقوتها العسكرية والاقتصادية والسياسية الآخذة فى الاتساع إلى ما وراء الحدود التاريخية.
ولفتت الصحيفة إلى أن عقب عام من تأميم الجزر، فإن رد آبى الذى لا هزل فيه والواضح يتمثل فى أنه يتعين على اليابان تخفيف القيود الدستورية المتعلقة بمنطقة المحيط الهادئ والتى حددت تحركاتها منذ عام 1945 وأخذ مواقف قوية من أجل مصالحها وأصدقائها وقيمها.
ونوهت الصحيفة إلى أن الوسيلة التى يعيد بها آبى اليابان تتمثل فى ما يطلق عليه "القومية الجديدة". وأوضحت الصحيفة أن بكين وسول تنظران إلى المواجهة المتصاعدة فى المحيط الهادئ كدليل على إحياء اليابان لعقليتها العسكرية.