أعرب قادة للمجتمع الإسلامى وناشطون مسلمون فى أنجولا، عن أملهم فى أن تعترف السلطات الأنجولية قريبًا بالإسلام، مؤكدين فى الوقت نفسه أنه لم يحدث "إغلاق شامل" للمساجد فى الواقع، فى جنوب القارة الأفريقية.
وقال الشيخ عثمان بن زيد، وهو إمام مسجد "نور الإسلام" بالعاصمة الأنجولية، لواندا، إن "الحكومة الأنجولية لم تتخذ أى قرار بإغلاق المساجد"؛ مضيفًا "كنا على اتصال دائم مع مدير الشئون الثقافة والدينية، وأكد لنا أن الحكومة لم تصدر مثل هذا القرار".
وأوضح أن "أى قرار بإغلاق مسجد محدد هو قرار مؤقت يتعلق بتقنين أماكن العبادة غير المعترف بها"؛ مشيرًا إلى أن "هذا ينطبق على جميع أماكن العبادة، بما فيها الكنائس".
وأثارت تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الأنجولية الرسمية على موقعها الإلكترونى باللغة الإنجليزية لوزيرة الثقافة الأنجولية، روزا كروز إى سيلفا، بشأن الطوائف الدينية غير القانونية (ومن بينها الإسلام) وحظر ممارسة شعائرها، غضبًا بين أوساط المسلمين فى العالم الإسلامى.
كروز قالت فى تصريحاتها، إن "الإجراءات تلزم بإعادة النظر فى قانون 04/02 الصادر فى مايو 21، المتعلق بحرية التجمع الدينى، وتحديث السياق الوطنى الحالى كوسيلة لمحاربة "بقوة" نشوء جماعة دينية جديدة، يتعارض تجمعها الدينى مع عادات وتقاليد الثقافة الأنجولية".
وأشارت الوزيرة إلى أنه "بخصوص الإسلام الذى لم تتم الموافقة من قبل وزارة العدل وحقوق الإنسان على إضفاء الصفة القانونية عليه، هناك العديد من الديانات الأخرى التى ما زالت فى نفس الوضع، وسيتم إغلاق دور عبادتها"، ومن بينها المساجد، حتى إشعار آخر.
الشيخ عثمان بن زيد، أشار من جانبه إلى حدوث إغلاق، الأسبوع الماضى، "لفترة وجيزة" لمسجد فى هوامبو، ثانى أكبر مدن أنجولا،؛ وقال إن "المسجد أغلق يوم الخميس، واتصل بى مدير الثقافة، ليؤكد أنه قد أعيد فتحه يوم الجمعة".
ولكن بن زيد، الذى عرف نفسه بأنه الإمام الثانى فى أنجولا، لم يستطع تفسير سبب إغلاق المسجد فى البداية، ومضى بالقول "إن شاء الله سوف يعاد فتح المساجد المغلقة".
وأكد الزعيم المسلم أيضًا هدم اثنين من المساجد مؤخرًا، مشيرًا إلى أن "بعض المسلمين يقومون ببناء بعض المساجد على أراض غير مصرح بها مملوكة للحكومة أو الجيش"، وتساءل "هل يمكنك السماح لشخص ما بأن يأتى ويقوم ببناء غرفة داخل منزلك؟ الأمر نفسه ينطبق على الحكومة الأنجولية، كل بلد يحمى سيادته".
من جهته، أوضح الشيخ عيسى الزبير، وهو شيخ زامبى مسلم يسافر بانتظام إلى أنجولا، لنشر الدعوة الإسلامية، أن المساجد المهدمة شيدت على أراض غير مرخصة رسميًا كأماكن للعبادة.
وقال الزبير فى تصريح على الهاتف من زامبيا لوكالة الأناضول "هذا صحيح لقد تم هدم مساجد، ولكن السبب هو لأنها بنيت على الأراضى التى كانت غير مرخصة لأماكن العبادة"؛ مشيرًا إلى أنه "تحدث مع عدد من الزملاء فى أنجولا، الذين أكدوا له أن المسلمين لا يتم اضطهادهم".
كما نفى الحاج جادى، عضو بإحدى المنظمات غير الحكومية الإسلامية فى أنجولا، وتسمى "الأجنحة الإسلامية"، صدور قرار عام بإغلاق المساجد.
وفى تصريح عبر الهاتف لوكالة الأناضول من العاصمة لواندا، قال: "أنا أؤدى صلواتى فقط فى مسجد نور الإسلام"؛ مضيفًا "لقد سمعت تقارير وسائل الإعلام، ولكن كل ما أستطيع أن أقوله هو أن المسلمين فى لواندا يشعرون بالأمان، ولم يغلق أحد مساجدنا".
وأضاف أن "الحكومة لم تغلق المساجد، ولديها نية طيبة للاعتراف بالإسلام"، كما أنها "تحاول تقنين أكثر من 200 ديانة تمارس فى أنجولا؛ معربًا عن أمله "أنها ستعترف بالإسلام قبل نهاية هذا العام".
ولم يكن هناك أى مسئول من الحكومة الأنجولية حاضرًا على الفور للتعليق على التقرير، وبشكل خاص على تصريحات وزير الثقافة الأنجولية.
ناشطون مسلمون بأنجولا يحثون الحكومة على الاعتراف بالإسلام
الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013 06:45 م