نجحت «إيران» فى تحقيق إنجاز مرحلى لسياستها النووية، وأصبح علينا أن نعى الدرس، وهو أن الغرب لا يفهم إلا لغة القوة، وأنه يهادن الدولة الجسورة أكثر من قبوله لسياسة الدولة الحليفة فى كل الأوقات، إنه الغرب الذى باع المنطقة للتيارات الدينية المتطرفة، إنه الغرب الذى يريد أن يكون العالمان «العربى والإسلامى» فى صراع داخلى يبعدهما عنه، إنه الغرب الذى تفاوض مع «إيران» فى النهاية ووقع معها اتفاقًا تاريخيًا رغم كل سياسات «إيران» المشاكسة «للولايات المتحدة الأمريكية» سواء فى «سوريا» أو مع «حزب الله» أو حتى فى «الخليج»، إن «واشنطن» لا تحترم إلا لغة القوة والإحساس بالندية وتدرك أن كلمة «لا» هى إنذارٌ فى مواجهة أعظم قوة فى عالمنا المعاصر، لقد كشف الاتفاق النووى الإيرانى عن نجاح دبلوماسية «حافة الهاوية» لذلك تغاضت «واشنطن» وحلفاؤها على اعتراضات «إسرائيل» مفضلة أن تمضى فى طريقها لأنها تدرك أن هناك «المهم» و«الأهم» أحيانًا، لقد باعت «الولايات المتحدة الأمريكية» أيضًا مسيحيى الشرق فى إطار اتفاقات مشبوهة مع قوى دينية لا تفتقد صفة «الإرهاب» وذلك لصالح «إسرائيل»، ثم باعت «إسرائيل» مرحليًا من أجل اتفاق استراتيجى مع «إيران»، وفى ظنى أن ذلك الاتفاق ليس خاتمة المطاف، بل إننى أجازف وأقول إن «إسرائيل» قد تفكِّر فى حماقة عسكرية ضد «طهران» لو استمر برنامج «التخصيب النووى» على ما هو عليه!
