أمل صالح

فرش وغطا.. عن نخاع الثورة وسرها ومستقبلها

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013 10:44 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أن تستطيع إيصال فكرة- من غير ولا كلمة- فهذا إبداع لا يحتمل الشك أو الكيل بمكيالين، ولأن الفيلم الروائى بنوعية "القصير والطويل" الموثق بدوره لحدث ذات أهمية خاصة، لا يعتمد بالضرورة على " الديالوج " أو النص الحوارى، تحديدا من شخص البطل، بل بالأصل على الصورة وما تحمله من معنى يستطيع البطل إيصاله دون فقط الاعتماد على الجمل، هنا يكمن السحر الحقيقى بمعنى الفيلم الروائى- طبعا لمريديه-.

بعيدا عن الصراعات السياسية، من اتهامات الإخوان المستمرة إلى أطماع السلطة الحالية مرورا بطموح الشباب اللامع المثقف- بين قوسين ممن عرفناهم بلقب "النشطاء "، يتحدث فيلم فرش وغطا، عن شريحة أخرى ليست بركن بعيد عنى وعنك، عن مواطن يسكن فى ترب الغفير والسيدة زينب ومساكن سيدى البرانى، انفجر من الكبت والإحساس بالنظرة الدونية من اخر يملك سوطاً أقوى وهما دائما " المال، والسلطة.

أما عن المشاعر التى يحملها الفيلم فحدث ولا حرج " غضب وحرمان، قلة حيلة، مؤامرة، حلم يعافر "وإن كان غير مشروع ولكنه بيعافر يمكن يفوت، فرش وغطا فيلم لا يناقش أحداثاً ثورية ولا فقط مراحل عاشها معظمنا- لحم ودم- فى أول عام من الثورة، ولكنه يلقى بظل على طبقة خرجت من قاع هذا البلد تستنجد بميدان التحرير، تستنجد من كثرة الظلم وما أدراك ما هو معنى الظلم، ولأنك لن تشعر به من خلال مقالة كاتب، ولأنك لن تفهم معناه وأنت لا تجد ما يسعفك لإفطار شهى سريع قبل يوم مرهق، صورة لك هذا الفيلم الواعى فى وجوه قد يمرون على هامش يومك، ولكنهم كانوا وقوداً حقيقياً وعاملاً أساسياً لإسقاط النظام الأول والصمود فى الميدان.

الصدمة هو الشعور الأخير الذى تخرج به من هذا الفيلم عندما يموت الراوى المجسد فى صورة " آسر يس " برصاصه الطائفية الذى اشعلته الدولة كبديل سريع ومعتاد لكل مأزق تعجز عن الخروج منه بحل محترم، يموت وهو يحاول لاهثا إنقاذ أى حد أو عابثا وقف هذا الجحيم.

الملاحظة الأخيرة برأيى هو الجانب الإبداعى الذى نجح من خلال خلق المخرج لهذه التوليفة الناجحة، عندما ادمج بشكل مرن وجوه جديدة ولكنها احترفت هذا الفن الراقى من صناعة الأفلام الروائية الطويلة، تعلمت التمثيل على مسرح الأوبرا وشاركت فى العديد من الأفلام الروائية الطويلة كأبطال فيلم "عشم "، ليدمجهم مع بطل واحد وبعض الوجوه الشابة المعروفة نسبيا بشكل مرن برأيى هو سر آخر لنجاح هذا العمل، وإخراجه فى صورته الموفقة.

الآن ليس بالغريب أن نعرف لماذا قررت الدولة أن يعرض فيلم يخرج عن روتينه الحديث عن الثورة وأيامها، ويفتح الأبواب على الصندوق الأسود للدولة بلا حرج ولا قيود، لمدة أسبوع واحد فقط ولكن للدولة التى أجبرتنا على عرضه لأسبوع واحد فقط، ياسادة الفيلم اكتسب من الشرف ومن نسبة المشاهدة ما يعادل سبعين فيلماً تجارياً.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة