الرسالة هى المهمة الكبرى أو الدور الأكبر الذى يعيش الإنسان من أجل تحقيقه فى الحياة, وهى غاية, لا تنتهى, وغير محدد تحقيقها بوقت معين ولا يكتمل تحقيقها أبداً. .. فالإنسان يعيش ويموت وهو يعمل على تحقيق غايته المنشودة دون أن يكملها أو ينتهى منها.
كالذى رسالته مثلاً هى (تعليم وتثقيف وتوعية الناس من حوله) فيعقد لهم الندوات والبرامج والمؤتمرات ويبنى لهم المراكز التعليمية ويوزع عليهم النشرات والدوريات التعليمية.... ويظل هكذا طوال حياته, يخدم الناس ويعلِّمهم ويفيدهم. .. ثم يموت وهو لم ينته من تكملة رسالته بعد, حيث ما زال هناك أناس لم يلحقهم, ما زالت تحتاج إلى تعليم وتثقيف وتوعية.
أيضاً من كانت رسالته (نشر وتعريف الإسلام لغير المسلمين) فيختار الكتب التى تتكلم عن الإسلام وعن سماحته وعظمته وعن عظمة نبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم, ويترجمها إلى لغات عديدة, وينشر هذه الكتب فى الدول الغربية والأمريكية, والتى لا تعرف شيئاً عن الإسلام الصحيح, ومعظم معلوماتهم خاطئة ومغلوطة.... أو يُنشئ موقعا على الإنترنت وينشر به هذه الكتب مترجمة إلى لغات كثيرة, وأيضاً ينشر به الآيات والأحاديث التى تؤكد أن الإسلام يواكب كل عصر وزمان. .. إلى آخر هذه الأعمال التى تؤدى إلى تعريف الإسلام لغير المسلمين.. فمن كانت رسالته كهذه, يعيش طوال حياته فى تحقيق رسالته دون أن يُكملها أو ينتهى منها لأنه لن يستطيع فى حياته القصيرة أن ينشر رسالته للعالم كله فرداً فرداً.
ويجب أن تتوفر الشروط التالية فى صياغة الرسالة :
1ـ يجب أن تجيب رسالتك عن سبب وجودك فى الحياة وما الذى أعددته فى هذه الدنيا.
2ـ يجب أن تكون رسالتك إيجابية مفيدة للناس وللمجتمع وتساهم فى صناعة الحياة.
3ـ يجب أن تكون شخصية, تعبر عنك أنت وحدك.
4ـ يجب أن تكون مرئية يمكن تصورها.
5ـ الرسالة غاية وليست وسيلة.
أما الرؤية, فهى الصورة التى تحب أن ترى نفسك بها فى نهاية حياتك, ثم تبدأ بعد ذلك فى وضع الأهداف التى تحقق لك هذه الصورة التى تريدها, سواء كانت أهداف طويلة أو متوسطة أو قصيرة المدى, ولابد أن تكون هذه الأهداف محددة ولها زمن معين لتحقيقها فيه, بحيث تعمل هذه الأهداف مجتمعة بعد تحقيقها على تحقيق الصورة الكلية لمستقبلك الذى تنشده وترسمه لنفسك.
والأهداف كثيرة ومتنوعة وأهمها: الأهداف الشخصية- الأهداف العائلية- الأهداف الصحية- الأهداف الاجتماعية- الأهداف المهنية- الأهداف الثقافية- الأهداف المالية- الأهداف الدينية.
وهناك أربعة أنواع من الأشخاص:
1- أشخاص لديهم رسالة ورؤية: فهؤلاء هم القادة, العظماء, المؤثرون, السعداء, الاقوياء, المنتجون, الواضحون, المقدامون الذين غيروا فى أممهم ومجتمعاتهم.وهؤلاء الذين يؤمنون بأنه ليس للحياة قيمة إلا إذا وجدنا فيها شيئاً نناضل من أجله, ويؤمنون بمقولة مصطفى صادق الرافعى التى تقول " إذا لم تزد على الحياة شيئاً. .. كنت أنت زائداً عليها ".
2- أشخاص لديهم رسالة دون رؤية: فهؤلاء يعرفون غايتهم ومسارهم, ولكن ليس لديهم خطة مكتوبة تساعدهم على تحقيق هذه الغاية، وهؤلاء صالحون, جيدون, نافعون, مربون, غير أنهم ليس لديهم خطة ومتابعة.
3- أشخاص لديهم رؤية دون رسالة: وهؤلاء يعرفون ما يريدون دون أن يحددوا مسار حياتهم, مثل العاملين فى مؤسسات هادفة أو التجار المنشغلين بتجارتهم فقط من أجل المال والنجاح, وهؤلاء عادة ما يحققون النجاح دون السعادة.
4- أشخاص ليس لديهم رسالة ولا رؤية, وهؤلاء لا يعرفون مسارهم فى الحياة, ولا يعرفون ما يريدون, حائرون مشتتون, غائصون فى اللذات فحسب, غايته فى الحياة هى البحث عن المتعة.
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة