سامى عبد الجيد أحمد يكتب: الثورة عمل وليس هتاف

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013 03:27 م
سامى عبد الجيد أحمد يكتب:  الثورة عمل وليس هتاف صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أريد أن أظلم هذا الجيل من شباب مصر, حيث إنهم نتاج عصر ضاعت وفقدت فيه كل مفاهيم الثورية والانتماء وإشاعة ثقافة العمل واحترامه وحبه والسعى إلى مستقبل أفضل مطمئنا بأن حلمه أصبح قاب قوسين أو أدنى من أن يتحقق.

سوف تعود هنا إلى جيلنا، نحن الذى عرف قيمة العمل سواء الوطنى القومى أو العمل المهنى– لكن فى البداية علينا أن نقر بأن الظروف الدولية والمحلية هى التى ساعدت على تكوين تلك الثقافة, فربما كانت البداية العدوان الثلاثى على مصر، ونحن صبية وكنا نخرج إلى الشوراع ننبه أهالينا أثناء انطلاق صافرات الإنذار بضرورة إطفاء النور (طفى النور يا وليه احنا عساكر دورية) هذا هو هتافنا فى هذا الوقت, ثم استمرت الحياة بنا فى مراحل الدراسة لتحصيل العلم وعندما أقول العلم، فشتان بين العملية التعليمية فى هذا الوقت ووقتنا الحالى، من حيث نوعية المدرس والأهل والكثافة العددية فى الفصول فأتاحت لنا الظروف أن نتعلم بطريقة صحيحة وفهم عال ووعى كامل, وكان هناك إدراك لدى القائمين على أمر هذا الوطن بأهمية الشباب بنمائه وربطه بالتراب الوطنى عن طريق زراعة الصحراء وشق الطرق والترع وكان ذلك خلال أعوام 36/64/65/66 عن طريق معسكرات العمل الدولية التى جمعت شباب الكليات والمدارس الثانوية بمختلف أنواعها وشباب مراكز الشباب التى أحدثت طفرة هائلة فى عملية التنمية الشبابية ثقافيا ورياضيا ومديرية التحرير ووادى النطرون، ومركز بدر لخير دليل على الجهد الذى بذله الشباب لأنهم كانوا أول من زرعوا فسيلة فى هذه الأرض الصحراوية, ثم كانت النكسة واندفع الشباب إحساسا بمسئوليتهم إلى معسكرات الدفاع المدنى التى كانت منتشرة فى ربوع مصر تدريبا وتنظيما للاستعداد إلى مقاومة شعبية أن فكرة إسرائيل بعبور الضفة الغربية لقناة السويس، ثم أعقب ذلك حرب 73 وما ترتب عليه من نصر على العدو الإسرائيلى.

لذلك أتوجه برسالتى هذه إلى أبنائى من الشباب الطاهر، من حقك أن تتظاهر، لكن ليس من حقك أن تحرق ما تملك, من حقك أن تظهر غضبك لكن ليس بالهدم ولكن بالبناء, من حقك أن تهتف بسقوط الظلم وعودة العدل والحق, كل ذلك شىء جميل مشروع بنص الدستور والمواثيق الدولية, لكن إلى متى التظاهر..





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة