فى درب قرمز بالجمالية يقع أحد البيوت التى سكنها أديب نوبل العالمى وعميد الرواية العربية نجيب محفوظ سنوات طويلة من عمره ومنه كان يطل على حارته التى كتب عنها معظم أدبه ومع اقتراب ذكرى ميلاده فى الحادى عشر من ديسمبر جدد البعض الدعوة إلى تحويل البيت إلى متحف، ولأنه بيت عادى ومتواضع ويقع أسفله مقهى شعبى وأمامه قسم شرطة الجمالية رأى البعض أنه لا يصلح لأن يكون متحفا؛ خاصةً وأن ورثة المنزل يطالبون بمبالغ ضخمة لتركه ويطرحون فكرة هدمه واستثمار موقعه من حين للآخر.
المهندس سمير غريب، رئيس جهاز التنسيبق الحضارى، قال فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أنه سبق أن قامت وزارة الآثار بتسجيل بيت آخر بطريق الخطأ على أنه بيت نجيب محفوظ وكان قريبا من هذا البيت ولكن جهاز التنسيق الحضارى اكتشف الخطأ وقامت الآثار بإلغاء التسجيل الخطأ ولكن لم تسأل عن البيت الأصلى وعندما اكتشفناه فى التنسيق الحضارى قامت الدكتورة سهير حواس رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث والسياسات بالجهاز بتسجيله طبقا للقانون 144 وذلك رغم أنه بيت غير جميل وعادى ولم يسكنه محفوظ فترة طويلة أو مهمة من حياته لكن تم تسجيله كطراز معمارى نادر، فالقانون لديه أسباب أخرى للتسجيل غير أن يكون طراز البيت المعمارى نادر بالفعل وهى أن يكون صاحبه شخصية تاريخية أو قومية مهمة أو أن يكون البيت قد شهد أحداثا تاريخية مهمة أو أن يكون مزارًا سياحيًا، وقد تم تسجيل البيت لانتمائه لشخصية تاريخية وقومية مهمة لنحافظ عليه.
ومن جانبه قال الأديب الكبير يوسف القعيد، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إن "محفوظ" سكن فى بيت قرمز فى الفترة من 1911 وحتى 1919 وبعدها انتقلت أسرته إلى العباسية وسكنوا فى شارع رضوان شكرى ففى تلك الفترة كان الانتقال الاجتماعى يسير فى هذا الاتجاه أن تنتقل من الجمالية إلى العباسية التى كانت محاطة بالحدائق لكن ظل محفوظ يتردد على درب قرمز وبيته هناك فى رقم 8 ميدان بيت القاضى أمام قسم الجمالية والجمالية طوال حياته.
وأضاف القعيد أن البيت تعرض لهدم أجزاء منه وبناء أخرى لكن هذا لا يقلل من أهميته، مشيرًا إلى أنه فى روسيا القيصرية هناك 8 متاحف لتولستوى كلها بيوت سكنها وتشيكوف له متحف فى بيت صغير فى موسكو ترجع أهميته أنه عاش فيه الفترة الأخيرة من حياته، وهو عبارة عن حجرتين وصالة فقط وهى أصلا شقة لأخته سكنها فى الفترة الأخيرة من حياته بعد انفصاله عن زوجته الممثلة فاعتبرت الشقة متحفا.
جدير بالذكر أن درب قرمز يعود تاريخه، إلى القرن العاشر الميلادى، وترجع تسميته نسبة إلى الشيخ مصطفى دده قراميز الذى كان يقوم بتدريس علوم الصوفية للطلاب والمتصوفة والدراويش، بتكية سنان باشا الموجودة بهذا الدرب.
بينما عرف بين العامة من سكان الجمالية بعد ذلك، بمصطفى قرمز، وفى أوائل القرن السابع عشر سميت التكية باسم تكية قرمز كما سمى الدرب أيضا باسم "درب قرمز".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة