وتعالت الأصوات بلا إله إلا الله والشهيد حبيب الله أثناء تشييع الجنازة وصاحت النساء بين العويل والزغاريد، كما هتف عشرات الآلاف من المشيعين قائلين لا اله إلا الله والإخوان أعداء الله توسط الجنازة العسكرية الدكتور سعيد عبد العزيز، محافظ الشرقية، واللواء سامح الكيلان، مدير الأمن، والعميد رفعت خضير رئيس المباحث الجنائية، والمهندس عارف عبد المجيد، رئيس مركز ومدينة فاقوس وعدد كبير من القيادات الشعبية والتنفيذية والأمنية بالمحافظة.
وقال الشبراوى محمد عبد العال، نائب مدير بنك القاهرة وجد الشهيد أن إبراهيم من أحب الناس إلى قلبى وكان متفانيا فى عمله وكان يحب الشرطة بشكل كبير لدرجة أنه بعد أن قضى عاماً كاملاً فى كلية التجارة بجامعة الزقازيق تركها والتحق بكلية الشرطة ومنذ تخرجه وهو كفاءة عالية فى عمله، وتم إلحاقه بمركز شرطة فاقوس ثم تم نقله لكفاءته إلى مباحث صان الحجر.
وأجهش فى البكاء وقال: أنا رأيت إبراهيم حبيبى منذ 4 أيام قبل سفره لعمله حيث قضى إجازته يومى الخميس والجمعة وسط أسرته وكان مرحا فوق المعتاد وأنا عن نفسى أوصيته كثيرا وقلت له خلى بالك من نفسك يا إبراهيم، لكنه رد قائلا (لازم نطهر البلد من الإرهاب والبلطجة ويا جدى العمر واحد والرب واحد) والغريب أنه عندما ودعنى وودع والدته ووالده وباقى الأسرة، قال "أنا مش عارف هنشوف بعض تانى أم لا وعانقنا جميعا وعندما علمت بالخبر فجر يوم الثلاثاء لم أصدق نفسى وأخذت فى الصياح لاحول ولا قوة إلا بالله فاستيقظ المنزل كاملا وخرجت على الفور إلى مستشفى الحسينية العام لأجد إبراهيم جثة هامدة، والتقيت بلواء من قيادات الشرطة وقص على مأساة استشهاد نجلنا الحبيب والتى تلخصت فى بطولة عظيمة قام بها الشهيد بعد أن نشبت مشاجرة بين عائلتين بصان الحجر لاستحواذ إحداهما على سوق المنطقة والذى ينصب اليوم الثلاثاء وكان متوقعاً حدوث مجزرة بشرية بين العائلتين إذا لم يتم السيطرة على الموقف من قبل الأمن وتم تكليف الشهيد بإنهاء هذه المهمة وخرج مع القوة لضبط أحد الخارجين على القانون من إحدى العائلتين والمحرك الأساسى للشجار ولكن القوة الأمنية فوجئت بوابل من الذخيرة الحية وأصيب الرقيب عادل عطية فهمى من قوة مباحث مركز صان الحجر بطلق نارى، وارتمى فى أحضان الشهيد وحملة الشهيد لإنقاذه ففاجأه الخارج على القانون بطلق فى يده اليسرى والآخر فى ظهره فاستقر فى قلبه مما جعله يفارق الحياة فورا وأجهش فى بكاء شديد قائلا: أطالب الشعب أن يتضامن مع الشرطة والجيش ويطبق حد الحرابة على المجرمين الإرهابيين الذين يقتلون النفس بغير حق ثم أجهش فى البكاء بشدة وقال (إبراهيم عنده 23 سنة وكنا دائما نتحايل عليه لنزوجه بنت الحلال لكنه دائما كان يرفض بطريقة جميلة ويقول "أنا ابن أصول ولم أتزوج إلا بعد زواج أخى الأكبر إسلام.
وقالت فاطمة محمد سليم نعيم من جيران الشهيد إن الشهيد كان صاحب خلق ومتواضع وشهم ولم يتعال علينا وكان يجالسنا ويمازحنا ويعيش يومه بكل فكاهة ونزاهة وأعطانى فى آخر إجازة له 50 جنيها، وقال لى ادعيلى يا أم ميادة وكان دائما يمر علىّ ويقضى حوائجى، خاصة أن ظروفى المعيشية صعبة جدا لأنى أعول ثلاث بنات وليس لى مصدر دخل ثابت وهو وعدنى بمحاولة ترخيص كشك لى لأسترزق منه لظروفى المعيشية الصعبة.
أما عم الشهيد سليمان فمصاب بصدمة ولا يستطيع التحدث كوالد الشهيد ووالدته وقال فى صوت متقطع "حسبنا الله ونعم الوكيل وإن إبراهيم الشهيد هو الابن الأصغر لشقيقى صفا وعمره 23 سنة وأخيه إسلام هو الابن الأوسط والحاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية ويعمل بالكويت وأسماء هى أخته الكبرى وهى متزوجة ولديها ولد وبنت وتقطن هى وزوجها بالكويت واجه بكاء عميقاً ثم قال إبراهيم وشقيقه أسامة مرتبطين ببعض بشكل كبير ومنذ إن علم شقيقه بالخبر هو وشقيقته لا ندرى ماذا حدث لهم لأننا مشغولون فى تشييع الجنازة لكن جاءتنا أخباراً أنهم فى حالة انهيار تام وقام أصدقاؤهم بحجز تذاكر عودة لمصر.
أما والدة الشهيد 45 سنة تعمل ببنك التنمية والائتمان الزراعى بفاقس فولدها إبراهيم هو كل شىء لها بعد سفر إخوته للكويت وهى أجرت عملية بالقلب منذ أربعة أشهر وهى لا تتحدث وعندما حضر جثمان الشهيد سمحنا لها أن تنظر إليه فى سيارة الإسعاف، مما كان له الأثر الكبير فى انهيارها التام.
وقال عزت النجار من الأهالى إن الشرطة والجيش يحملان حملا ثقيلا وطالب الشعب أن يواجه الإرهاب تضامنا مع الشرطة.

