بالفيديو.. "حسن كفتة" كومبارس بدرجة فنان.. شارك كبار الممثلين ورحل فى صمت.. حضر عزاءه البسطاء والفقراء وتغيب عنه "النجوم".. وابنة شقيقته: كان دايمًا يقول الحمد لله "ربنا يديمها علىَّ نعمة"

قد لا يعرف الكثيرون اسمه، ولا سر تسميته باللقب الذى اشتهر به بين أقربائه وزملائه، لكن الكثير من الجمهور المصرى، لا ينسى صاحب أشهر عبارة لـ"كومبارس" فى الفن، وهى "ماتقدرشى"، كانت من أشهر "الإيفيهات" التى صاحبت وجدان الجمهور المصرى، لصاحبها الممثل حسن عبد السلام، الشهير بـ"حسن كفتة"، عندما قام بأداء المشهد الشهير أمام الفنان محمد صبحى فى مسرحية "الهمجى".

وجاء رحيل الفنان حسن كفتة، والذى كان من أشهر كومبارسات السينما المصرية، إثر تعرضه مساء الخميس الماضى، لأزمةٍ قلبية حادة، كاشفًا عن حال الكومبارسات، الذين يؤدون أدوارهم، دون الضجيج والأضواء، ويرحلون فى صمت أيضًا، ودون رعاية لهم من الدولة، أو من النقابات الفنية.

كشفت وفاة "كفتة"، أبرز سلبيات الوسط الفنى، الذى تَغَيَّبَ معظم نجومه عن الحضور لتأدية واجب العزاء، الذى أقيم بمنطقة "معروف" الشهيرة بوسط البلد، فمعظم الفنانين الكبار الذين قام حسن كفتة بالتمثيل أمامهم، وشاركهم فى صنع نجوميتهم، مثل محمد صبحى وأحمد مكى ومحمد سعد وأحمد حلمى، لم يحضر أحدًا منهم لتقديم واجب العزاء كنوعٍ من رد الجميل لهذا الإنسان البسيط، الذى شارك معظم هؤلاء الفنانين، أعمالاً جعلت منهم نجومًا فى سماء الفن والشهرة.

وقالت "ليلى"، ابنة شقيقته التى كان يقضى "كفتة" عندها أغلب أوقاته تقريبًا، ورافقته هى وابنتها الـ18 يوم الأخيرة فى حياته، "خالى كان بيحب الفن جدًّا، وكان راضى بحاله وبيقول الحمد لله على النعمة اللى أنا فيها".

بينما تستعيد ليلى ذكرياتها مع خالها الفنان الراحل، تؤكد فى مقابلة خاصة مع "فيديو7"، قناة "اليوم السابع" المُصَوَّرة أن خالها كان يسعى دائمًا للعمل على إنشاء نقابة فنية لـ"الكومبارس"، تضمن لهم توفير حياة كريمة، وتكافل اجتماعى، وتأمين صحى.

وأضافت ليلى "خالى كان ليه ضهر وليه عائلة مقتدرة صرفت عليه ووقفت معاه فى أزمته ووفرت له العلاج فى أفخم المستشفيات فى مصر، ولكن ما هو مصير أى كومبارس لا يجد من يصرف عليه أو يراعيه"؟.

وتابعت شقيقة حسن عبد السلام، أو "حسن كفتة"، "الناس كانت كثيرة جدًا فى العزاء لأن حسن معروف فى وسط البلد، والناس كلها تعرفه.. الفنانين محدش جه منهم بس أنا سمعتهم بيقولوا إن "اللمبى" جه فى العزاء، بس بعد كده قالوا لى إنه ماجاش".

وعن بدايته الفنية وكيف التحق بهذا المجال، تقول شقيقته هلالية أحمد عبد السلام، "بدأ حسن كفتة مشواره الفنى بالعمل كـ"كومبارس" فى فيلم للفنان (سعد عبد الوهاب) وهو فى العاشرة من عمره فى عام 1948، فبعد أن فشل فى التعليم لم يجد من سبيل إلا العمل مع والده كصبى سمكرى، ومن هنا اكتشفه المخرج (مختار حسين) أثناء تواجده بالورشة، وعرض عليه العمل بفيلم (العيش والملح)، تلاه دور فى فيلم (جعلونى مجرمًا) للراحل فريد شوقى".

تواصل شقيقة حسن كفتها ذكرياتها عن الفنان الراحل، "لم يستمر طويلاً فى العمل كـ"كومبارس" فى مصر، فسافر إلى لبنان ثم الإمارات، ثم عاد بعدها ولمدة تجاوزت الخمسين عامًا استمر فى تقديم أدوار فى الأعمال الفنية المتنوعة بين المسرح والتلفزيون، فشارك فى عِدَّة أعمال منها (التجربة الدنماركية) ومسرحية (الهمجى) للفنان محمد صبحى".

كما شارك فى أفلام "اللمبى" أمام النجم "محمد سعد"، ومسلسل "الكبير قوى" أمام الفنان "أحمد مكى".

وعن سبب تسمية الفنان الراحل بـ"كفتة"، تتناول ليلى ابنة شقيقته أطراف الحديث من والدتها وتقول "لازمة هذا اللقب منذ سنوات طويلة وتحديدًا منذ عام 1956، فوقتها كان يؤدّى الخدمة العسكرية وكان جسمه ضعيفًا، وكان يذهب لإحضار الطعام وطلبات زملائه رغم الحصار فى الصحراء، فقال له القائد (أنت زى صباع الكفتة كدا بس شاطر)، ومن وقتها لقبه أصدقائه بهذا اللقب".