صدر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ضمن سلسلة "تراث النهضة" كتاب "مستقبل الثقافة فى مصر لطه حسين" دراسة وتقديم الدكتور أحمد زكريا الشلق ويقع الكتاب فى397 صفحة.
وقد استجمع طه حسين أفكاره التى عبر عنها بشكل أو بآخر فى مؤلفاته خلال العشرينيات والثلاثينيات ويحتوى الكتاب على قسمين أساسيين الأول يتناول قضية الهوية والانتماء والتوجه الحضارى وفيه يقر طه حسين حقيقة اتصال العقل المصرى بالشرق القريب اتصالا مؤثرا ومتأثرا كما اتصل بالعقل اليونانى منذ عصوره الأولى اتصال تعاون وتبادل للمنافع فى الفن والسياسة والاقتصاد، أما القسم الثانى فيتناول قضايا التعليم والثقافة فى مصر إن العقل المصرى إن تأثر بشئ فإنما يتأثر بالبحر المتوسط وكذلك تبادل المنافع فإنما يتبادلها مع شعوب البحر المتوسط.
ويعرض أهم القضايا التى أثارها طه حسين فى كتابه قضايا التعليم والثقافة ويناقش من خلالها مسألة التعليم الاجنبى فى مصر وديمقراطية التعليم ومجانيته وتعليم اللغات الأجنبية وتطوير التعليم بالأزهر والترجمة والنقل عن اللغات الأوروبية وغيرها من قضايا، وقد أثار هذا الكتاب خلافا حول تفسير الآراء التى تضمنها وكانت ردود فعله متباينة فقد احتفى به دعاة الفكر التحررى الليبرالى بينما لقى معارضة شديدة من جانب المحافظين ودعاة السلفيين.
ويرى زكريا الشلق أن طه حسين نجح فى استجماع نسيج فكرى متكامل كمشروع للنهضة على نحو ما صاغه وإن لم تتوازن وتتعادل فيه علاقات المشروع ببعضها البعض "الإسلام وعلاقته بالمدنية الحديثة أو الإسلام والغرب الحضارى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة