احتفل بيت الوادى بتوقيع المجموعة القصصية الثالثة للأديب محمود عرفات "الخسوف" وسط حضور كبير لأدباء الغربية والمهتمين، وصدرت المجموعة عن مكتبة الآداب وأهداها محمود عرفات إلى روح اللواء عثمان كامل قائد اللواء الرابع عشر المدرع فى حرب أكتوبر عام 1973، وتضم المجموعة خمسة عشرة قصة تبدأ بـ"مرآة غائمة" وتنتهى بـ"تلصص".
قال الكاتب الكبير أحمد الخميسى فى الاحتفال، إن عددا قليلا من الأدباء المصريين اهتموا بقضايا الحرب وكتبوا عنها على عكس الأدب الروسى الذى كان فيه تجربة غنية بهذا النوع من الكتابات بسبب أن عددا كبيرا من الأدباء الروس كانوا على خط النار فى حروب خاضتها بلادهم، وأضاف أن المجموعة مكتوبة بطريقة كلاسيكية وليس بها أى حيل أدبية كالتى يلجأ إليها البعض لعمل ضجيج للفت الانتباه إلى أعمالهم.
وأشاد الخميسى بقصة "مشمش الرابع عشر" التى عبرت عن أديب مشبع بتاريخ الأسرة المصرية ومهموم بالوطن و"مشمش" رمز لعصر ومرحلة بكاملها يتأسف عليها الذين عاشوا لحظة الكرامة الوطنية، وأشاد بقصص أخرى منها "انتباه" وأضاف أن المجموعة كلها لا كلام مباشر فيها عن الحرب وكل الجوهرى فيها تحت السطح.
واستعرض الكاتب الحسينى عبد العاطى دراسة نقدية له حول أدب محمود عرفات قال فيها إن عرفات منذ مجموعته الأولى "على شاطئ الجبل" التى نال عنها جائزة الدولة التشجيعية يؤكد على تميزه وتطوره رغم بدايته المتأخرة فى النشر بعد سن الخمسين ويظهر فى أعماله أثر مشاركته فى حربى الاستنزاف والعبور وفى روايته الأولى "مقام الصبا" عبر عن الصدمة التى شعر بها نتيجة التناقض الحاد بين الانضباط العسكرى الذى عايشه فى الجيش وبين فوضى البيروقراطية خارجه ولازال يحلم بتغذية شعلة أكتوبر بالزيت اللازم لضمان استمرارها وهو ما صرح بأنه سيكون موضوع روايته القادمة عن حرب أكتوبر.
واستعرض الكاتب أحمد على منصور دراسة نقدية له أيضا حول أعمال عرفات أكد فيها أنه يكتب من منطلق أنه مسكون بالبيئة المصرية ريفا وحضرا ومسكون بالتاريخ ومفعم بالوطنية المصرية ويرى ذاته الشخصية فى ذاته الجمعية فيلقى من الانكسار ما لاقاه الوطن منذ ثورة يوليو 1952 إلى الآن وتقف كل أعماله عند الخريف العربى البهيم الذى وضع الوطن والعالم كله فى مهب رياح الخسوف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة