تقدم عدد من الأعضاء الاحتياطيين بالخمسين بمذكرة إلى عمرو موسى، تتضمن اعتراضاتهم وملاحظاتهم حول ديباجة الدستور.
ومن أبرز الملاحظات التى جاءت فى مذكرة الاحتياطيين، أن الفلسفة السارية فى الديباجة هى انحياز لفلسفة يشعر القارئ أنها الفلسفة الوضعية وهذا مخالف للصواب لعدة أمور وهى أنه ينبغى للدستور أن ينزه عن الخلافات بين المذاهب الفلسفية، كما أن الفلسفة الوضعية هى إحدى الفلسفات العلمانية التى تحارب الأديان صراحة، وأن البشرية بلغت رشدها ببعثة النبى صلى الله عليه وسلم فالإسلام أول من دعا إلى الحرية والمبادىء الأخلاقية ولا ينافى ذلك وجود بعض الخلل فى التطبيق فى العصور التالية، واقترحوا أن تبدأ الديباجة بـ"بسم الله الرحمن الرحيم" كما هو متبع فى ديباجة الدساتير، وطالبوا بحذف الأسماء من الديباجة، لأن فيها إغفالا لأسماء أخرى مثل محمد نجيب وغيره.
وحدد الاحتياطيون عددًا من الاعتراضات منها الاعتراض على عبارة "نرى أن تنوع مصادر الشريعة يثرى حياتنا"، "مؤكدًا أن هذا العبارة لها رد فعل سلبى جدًا حيث نشعر بأن هناك التفاف على المادة الثانية، وما ذكر بالأمس من أن هذا التنوع ما هو إلا استقاء من مصادر أخرى فى إطار ضوابط الشريعة أو إنه ينصب على المادة الثالثة.
كما اعترضوا على عبارة "قبل أن تتنزل رسالتها إلى الأرض "طالبوا بتعديلها إلى "منذ فجر التاريخ"، لأن الرسالات تنزلت إلى الأرض مع آدم عليه السلام، وظل الناس عليها عشرة قرون حتى كان القوم الذين بعث فيهم نوح عليه السلام، والذين عبدوا أصنامًا صنعوها لقوم كانوا من الصالحين وحين ماتوا صنعوا لهم تلك الأصنام وعبدوها
واعترضوا على العبارة "ويتسق مع الشرعة الدولية لحقوق الإنسان التى شاركنا فى كتابتها وصادقنا عليها."
طالبوا بتعديلها إلى "ويتناغم مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان التى شاركنا فى كتابتها وصياغتها، وبالنسبة لعبارة "مصر هبة النيل للمصريين ومصر هبة المصريين للإنسانية" طالبوا بتعديلها إلى عبارة "نحن شعب مصر وهبنا الله نيلا قامت على ضفافه حضارة ملهمة لكل حضارات العالم "كما طالبوا بتعديل عبارة "ثم قدموا آلاف الشهداء دفاعًا عن كنيسة المسيح "إلى قدموا آلاف الشهداء دفاعًا عن حريتهم الدينية"، مؤكدين أن الصراع كان بين مذهبين مسيحيين فلا ينبغى الانحياز لمذهب دون الآخر.
واعترض الاحتياطيون على عبارة "فى العصر الحديث استنارت العقول وبلغت الإنسانية رشدها وتقدمت أمم وشعوب على طريق العلم، رافعة رايات الحرية والإخاء والمساواة"، وكان سبب اعتراضهم أن العبارة تنطوى على فلسفة ثارت حولها خلافات كثيرة وليس الدستور محلا لهذه الأمور ثم إنها تتحدث عن الشعوب الأخرى وكأنها سابقة لنا، ونحن متأخرون عنها، فعلى فرض أن الأمر كذلك فلا ينبغى أن يذكر فى دستورنا لاسيما فى صدره ديباجة.