محمد حمدى عبد الغفار يكتب: نظرية النخبة الطائرة

الإثنين، 25 نوفمبر 2013 12:07 ص
محمد حمدى عبد الغفار يكتب: نظرية النخبة الطائرة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بحثت كثيرًا فى دواعى تحول الأشخاص بمجرد جلوسهم على الكراسى واحتلالهم لمناصب داخل الدولة وتوصلت لتلك النظرية التى تحتمل الصواب أو الخطأ.

فكر ونفذ تلك التجربة.. عند ذهاب "س" من الناس إلى خارج البلاد بالطائرة فإنه يمر بثلاثة مراحل، الأولى عند ذهابه إلى الطائرة فهو يسير على قدميه بين الناس فى الشوارع وداخل المطار ويستطيع أن يحدثهم ويحدثونه ويستمع لهم ويصله صوتهم بوضوح حيث يربط بينه وبينهم حق السير فى الشارع دون الوفاء بأى التزام مادى، فهو وهم شركاء فى هذا الشارع، وعندما يحين موعد إقلاع طائرته يتجه إليها ويتركهم ويدخل فى مرحلة جديدة مع أناس جدد يربط بينه وبينهم ثمن التذكرة الغالى الذى لا يستطيع تحمله الكثير مما كان معهم بالخارج وبالتالى لن يستطيع الحديث معهم ولا الاستماع لهم إلا عن طريق أن ينظر إليهم من نافذة الطائرة، وفى هذه الحالة سيراهم جيدًا ولكن لن يسمعهم بوضوح، ثم عندما تقلع الطائرة ستتضاءل أحجامهم بالنسبة له حتى يختفون تمامًا من الصورة وسيكمل رحلته مع بقية الركاب ولن يرى هؤلاء المهمشين ثانية لأنه صار طائرًا فوق السحاب.

المقصد مما سبق أن الشارع هو الدولة، وأن الناس هم عامة الشعب، وأن "س" هو ممثل النخبة فى هذا المقال، والطائرة هى السلطة الحاكمة التى تجمع على مقاعدها الكثير من النخب الذين يملكون مهارات أو أموال أو أنساب تمكنهم من التواجد بهذه المقاعد.

يتمكن "س" أو الشخص النخبوى فى بداية حياته من الاستماع والحديث مع عامة الشعب ويتخذ من خلالهم الخبرة الوفيرة التى تؤهله لأن يصبح نخبة، ثم بعد ذلك عندما دخل المطار فهو أصبح فى مكان أوسط بين العامة والسلطة، فهو ما زال يتحدث مع العامة ولكنه يترقب موعد الطائرة "السلطة"، وفور وصوله لمقعده فى الطائرة "السلطة" فهو يكتفى بالنظر إليهم من خلف النافذة "التقارير" ويفهمهم بصعوبة لأنه لم يسمعهم جيدًا، ثم يصل إلى مرحلة الطيران فإنه لم ير أحدًا على الأرض لأنه ارتضى أن يعيش فى مستوى أعلى منهم "القصور الفارهة" لا يرى فيه من أشباه العامة سوى مضيف الطيران "الخادم".

انتهت النظرية وأتمنى أن أكون قد سردتها بشكل واضح.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة