التفكير والتكفير، كلمتان بنفس الحروف، ولكن شتان فى المعنى، فالثانية يجعلها المتشددون نتيجة الأولى، فالإسلام الذى يحث على التدبر والتفكير، يخرج دعاته ليكفروا أصحاب العقول، ولا يقف الأمر عند ذلك فحسب، بل يمتد إلى إهدار الدم، والقتل، وفى ذلك أمثلة كثيرة منها حادثة اغتيال نجيب محفوظ، ونصر حامد أبو زيد، ومؤخراً اتهام الدكتور يوسف زيدان بازدراء الأديان، لتأتى قضية الروائى حامد عبد الصمد لتؤجج المشكلة من جديد.
فحادثة اختطاف الروائى حامد عبد الصمد أمس، الأحد، من قبل مجهولين، تجعلنا نفتش ونبحث عن أحداث قد تقودنا للخاطفين، منها أن عددًا من رجال التيارات الدينية المتشددة، قدر أصدروا فتاوى بإهدار دمه، واتهموه بأنه زنديقًا خرج عن الإسلام.
فنجد أن الشيخ أبو اسحاق الحوينى، يتهمه بالزندقة، ويقول فى أحد أحاديثه التليفزيونية، أن هذه الأمة ابتليت بعقول بعض أبناءها، ويؤسفنى أن أقول أن هؤلاء ذباب، وأن حامد عبد الصمد زنديقاً، وقال عنه أيضاً إن هذا الزنديق أمن العقوبة فأساء الأدب.
كما رأينا الشيخ محمود شعبان خرج على الهواء ويطالب بقتل عبد الصمد، بعد أن حرفت قناة الحافظ فيديو للروائى عبد الصمد ندوة أقيمت فى صالون حركة علمانيون، وقال عنه أنه كافر، يجب أن توضع عليه الحجة، فإن لم يرجع يقتل كفرا وليس حدا، وأيده فى ذلك عاصم عبد الماجد أمير الجماعة الإسلامية، الذى خرج على الهواء أيضا،ً وقال "أحيى الدكتور محمود، لكن أريد أن أعقب عليه، بأن هذا كافر لا تقام عليه حجة، هذا كافر قبل إقامة الحجة، هذا لا يجهل، هذا يجحد، هذا ينكر، ولا تقبل توبته، حتى إن تاب قد تنفعه التوبة بينه وبين الله، ولكنه يجب أن يقتل حداً".
وكان الروائى حامد عبد الصمد، قال فى تصريحات سابقة، رداً على هذه الفتاوى، "إن فتوى تكفيرى على الهواء تؤكد أننا أمام نظام حسبة يريد أن يفرض نفسه وأحكامه على المجتمع باسم الدين وبعيداً عن القضاء والشرطة"، معتبراً أن هذه الفتاوى تؤسس لمحاكم تفتيش على ضمائر الكتاب والصحفيين ورقابة جديدة على الفكر، مؤكدًا أنه تلقى بعد بث الحلقة المقتطعة، وابلا من الشتائم البذيئة والتهديدات من شباب الإسلاميين المتحمسين على حسابه الشخصى بفيس بوك وتويتر.
تلك الحملات التكفيرية ليست كل شىء، بل سبقتها حملة أخرى، حين اتهمه موقع "نصرة الإسلام" بالإساءة للذات الإلهية وللإسلام، بسبب روايته "وداعاً أيتها السماء" التى صدرت عن دار ميريت الصيف الماضى.
وهى الرواية التى تتناول قصة حياة شاب من أصول ريفية يتعرض للاغتصاب مرتين، وتمر حياته بعدة منعطفات مصيرية، على إثرها يهاجر إلى أوروبا، وهناك تتأزم حياته أكثر، على الرغم من توافر أسباب الحياة الكريمة له، إلا أن تجاربه الحياتية قبل السفر تؤثر عليه، من أهمها تعرضه للكثير من المحن النفسية والفكرية، وهى ما كان يعانيه من مشكلات تتعلق بالدين، حتى تنتهى الرواية بجنون البطل.
ويذكر موقع "نصرة الإسلام" أن هذه الرواية دعوة صريحة لترك الإيمان، وأن الكاتب تخطى خطوطاً حمراء كثيرة، خاصة فى الدين والجنس، وأن بها تخاريف وإساءة للذات الإلهية، وعلى إثر ذلك كفَّر الموقع المؤلف حامد عبد الصمد.
سفارة ألمانيا تبدى اهتماما باختطاف حامد عبد الصمد وتبذل جهودا لعودته
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1362627&SecID=94&IssueID=168#.UpMunMRHJQk
شقيق حامد عبدالصمد: لا أستبعد اختطاف أخى على يد متطرفين إسلاميين
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1362073#.UpMvC8RHJQk
مجهولون يختطفون الروائى حامد عبدالصمد
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1362022#.UpMvVsRHJQk
حامد عبد الصمد.. كتب رواية عام 2008 بعنوان "وداعا أيتها السماء" تتناول حياة شاب تعرض للاغتصاب مرتين فظل يواجه اتهاماً بالكفر والزندقة والإلحاد والإساءة للذات الإلهية.. وأخيراً صدرت فتوى بقتله
الإثنين، 25 نوفمبر 2013 04:10 م
حامد عبد الصمد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة