النائب العام السابق عبدالمجيد محمود يكتب مذكراته ويكشف تفاصيل علاقة مبارك والإخوان .. حسن عبدالرحمن أخبر النائب العام يوم 24 يناير 2011: المظاهرات سيكون فيها عشرات واتفقنا مع الإخوان على عدم الخروج

علمت «اليوم السابع» أن النائب العام السابق المستشار عبدالمجيد محمود يستعد لكتابة مذكراته، وأن عدة دور نشر تحاول الاتفاق معه على إصدار هذه المذكرات وتبدو مؤسسة نهضة مصر هى الأقرب لإصدارها، لأنها صاحبة إصدارات سابقة للنائب العام السابق، وعلمت «اليوم السابع» أن المذكرات سوف تتضمن الرحلة المهنية لعبدالمجيد محمود، منذ تخرجه عام 1967 وعمله فى نيابة أمن الدولة حتى ثورة 30 يونيو ونهاية صراعه مع الإخوان بعودته لمنصبه ثم اعتذاره عنه وعودته لمنصة القضاء مرة أخرى.

ورغم أن المستشار عبدالمجيد محمود منذ اعتذاره عن الاستمرار فى منصب النائب العام يتجنب الظهور فى الأماكن العامة أو الالتقاء بالإعلام، إلا أن «اليوم السابع» علمت من مصادرها أن من بين ما ستتضمنه مذكراته بعض من علاقة الإخوان بدولة مبارك وتفاصيلها، من خلال عمل محمود فى نيابة أمن الدولة. حيث يكشف عن أن النيابة كانت لديها 2888 قضية ضد الإخوان منذ عام 1991 حتى عام 2005 لم يتحرك منها غير عدة قضايا. كما يكشف أنه على مدى مسيرة النائب العام السابق المهنية، لم يقدم أى من الإخوان بلاغاً أو طلب تحقيق فى قضية فساد واحدة.

وعلمت «اليوم السابع» أن مذكرات النائب العام السابق سوف تتضمن تفاصيل الأيام السابقة على ثورة يناير 2011 ويروى فيه قصة لقاء بين النائب العام واللواء حسن عبدالرحمن رئيس جهاز أمن الدولة يوم 24 يناير قبل موجة المظاهرات بيوم واحد، وكان اللقاء بصدد إعلان المتهم الأول فى قضية كنيسة القديسين التى كان العادلى قد أعلن عن كشفها قبل أيام، وفى اللقاء فوجئ عبدالمجيد محمود بأن رئيس مباحث أمن الدولة يقدم له اعترافاً مكتوباً للمتهم، فرفض محمود الاعتراف وقال لرئيس الجهاز:
فليحضر المتهم أمام النيابة.

ففوجئ برئيس الجهاز يخبره أن المتهم المزعوم كان أصم وأبكم!!!. وأثناء اللقاء سأل النائب العام حسن عبدالرحمن عن استعدادهم لمظاهرات اليوم التالى 25 يناير فقال له إن المظاهرات ستكون مئات فقط وأن أمن الدولة متفقة مع الإخوان على عدم المشاركة فى التظاهرات. وعلمت «اليوم السابع» أن المذكرات تتضمن تفاصيل أشهر القضايا التى تولاها النائب العام السابق وكانت ذات صبغة سياسية، مثل قضية هشام طلعت مصطفى الشهيرة الذى قدمته النيابة متهماً وشريكاً فى التحريض على قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، وكذلك واقعة تحويل وزير النقل فى زمن مرسى للتحقيق وكيف أنها كانت سبب إقالته، حين علمت الجماعة عن طريق وزير العدل آنذاك أحمد مكى أنها قد تطال رئيس الوزراء كذلك.

ورغم أن كثيرا من السياسيين والمسؤولين السابقين والحاليين قد أصدروا أو أعلنوا عن نيتهم فى إصدار مذكراتهم، إلا أن مذكرات عبدالمجيد محمود سيكون لها أهمية كبيرة وصدى واسع، لأنها ستكشف عن كثير من خفايا حقبتين فى حكم مصر زمن مبارك وزمن مرسى والإخوان وخفايا العلاقة بين مبارك والإخوان، وتفاصيل صراعه مع الإخوان، خاصة أن النائب العام السابق كما هو معروف يتجنب الظهور والحديث إعلامياً بل إن بعض المقربين منه قد أكدوا أنه يقاطع قراءة ومشاهدة الإعلام بأمر من الأطباء الذين نصحوه بذلك حتى لا تتأثر صحته.