أعلنت المجموعة المنشقة عن حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، تأسيس حزب "العيش والحرية"، معلنا تشكيل لجنة تحضريه لتأسيس الحزب على مدار ستة أشهر، وجاء نص البيان الصادر عنها كالتالى، "أطلقت ثورة يناير طاقات شعبنا وانفتح الطريق أمام الملايين للتعبير عن آرائهم وتنظيم أنفسهم بعد أن نجحت فى 18 يوما فقط فى الإطاحة برأس النظام وتوجيه ضربة قوية لأجهزته الأمنية، واقتحمت قطاعات واسعة من الجماهير الساحة السياسية الراكدة، وأصبحت طرفا فاعلا فى الصراع حول المستقبل، وبرفع القبضة الأمنية انكشف مدى بؤس وتردى أحوال الدولة والمجتمع بعد عقود من الحكم التسلطى الاستبدادى والصراعات بين أطراف السلطة الحاكمة والتيار الإسلامى الرجعى الذى اتضح أيضا مدى تغلغله فى أحشاء المجتمع، ولم يسقط النظام، تحالف رجال الأعمال والبيروقراطية الأمنية".
وتابع البيان التأسيسى "أما الملمح الآخر المهم بعد الثلاثين من يونيو فهو إعادة تشكيل الخريطة السياسية، فلقد شهدنا كيف تغيرت المواقف ودافع بعض من كانوا يتشدقون بشعارات الثورة عن ممارسات الأجهزة الأمنية أو صمتوا عنها على الأقل، وكيف اندفع آخرون للدفاع عن السلطة الطائفية للإخوان وأعوانهم بحجة الشرعية، فكان لزاما إعادة فرز الأوراق والسعى لإعادة تجميع المدافعين عن قيم الثورة بعيدا عمن سقطوا خلال المسيرة الصعبة وخاصة داخل تيار اليسار".
واستكمل: "الثورة المصرية فى أزمة، حالها حال كافة الثورات والانتفاضات التى اندلعت فى الأعوام الماضية من البحرين إلى وول ستريت مرورا بليبيا وتونس واليمن وسوريا واليونان وأسبانيا والبرتغال وحتى البرازيل وغيرها، وكلها ثورات رغم التباينات الشديدة كان وراؤها بشكل أو بآخر الأزمة الاقتصادية العالمية التى تفجرت عام 2008، ثورات تحررية ضد سيطرة رأس المال وهيمنة الأغنياء أفرادا وشركات محلية وعالمية ودولا كبرى على مقدرات الشعوب، من أجل توزيع عادل للثروة وحق الجميع فى التعليم والعمل والسكن والرعاية الصحية، ثورات ضد الاستبداد من كل نوع وضد هيمنة الأمن واستشراء سطوته وضد الرقابة من كل نوع على حرية الفكر والعقيدة والإبداع ومع المساواة وضد أى شكل من أشكال التمييز على أساس الدين أو الجنس أو الثروة أو غير ذلك، ثورات مع السلم وضد الحروب ومشعليها ومع حق الشعوب فى تقرير مصيرها بحرية، ومع مقاومة الشعوب ضد الاحتلال وضد استخدام العنف والإرهاب لترويع وقتل الأبرياء، هذه هى روح الثورة فى كل مكان، وروح الثورة المصرية كما تمثلت فى ميدان التحرير وكل ميادين الثورة خلال الثمانية عشر يوما العظيمة من يناير وفبراير 2011 وحتى الآن، ومن أجل الحفاظ على روح الثورة حية تبرز الحاجة لبلورة معارضة يسارية قوية تتمسك بقيم الثورة وتدفع فى اتجاه تنمية حقيقية لصالح الشعب وتوزيع الثروة لصالح الطبقات الشعبية وتحقيق الديمقراطية التشاركية والقضاء على كافة أشكال التمييز، لهذا يدعو المجتمعون اليوم إلى العمل على تأسيس حزب العيش والحرية (اسم مؤقت) كتنظيم يبنى عبر نضالاته وسط الحركة الجماهيرية فى القطاعات والمحافظات المختلفة، ويقدم لها البدائل السياسية المطلوبة، كيان متفاعل مع هذه الحركة من خلال تنظيم منفتح ومرن يتيح لأعضائه حرية الحركة وإطلاق المبادرات، ويقبل تعددية التيارات اليسارية داخله، ويدير خلافاته السياسية عبر وسائل وقنوات ديمقراطية منفتحة وشفافة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة