ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم أن السوريين يلوذون بالفرار من بلادهم منذ أشهر هربا من العنف المتزايد والصراع المحتدم الدائر بين الجماعات المسلحة وقوات الحكومة على حد سواء موضحة أن اللاجئين الذين كان يبلغ عددهم 300 الف شخص فقط العام الماضي أصبح عددهم الآن 2.1 مليون لاجيء بينما تتوقع الأمم المتحدة بلوغ أعداهم 3.5 مليون لاجيء بحلول نهاية العام الجاري.
ونسبت الصحيفة إلى أمين عواد المدير الإقليمى للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قوله " القتال مستمر .. الناس يجرى تشريدها ولا نعلم إلى متى سيستمر هذا الأمر .. إلى جانب ضمان استمرار العمليات الإنسانية علينا أن ندعم استقبال المجتمعات والحكومات المضيفة ".
وقالت الصحيفة إن الرحيل الجماعي انهك موارد الدول المضيفة في المنطقة مثل لبنان والأردن والعراق وحتى تركيا وهي اكبر هذه الدول وأكثرها قوة من الناحية الاقتصادية مشيرة إلى أن المخيمات ممتلئة عن أخرها وكذلك أحياء كثيرة في المدن والبلدات والقرى حيث أدى تواجد السوريين إلى ارتفاع الإيجارات وخفض الرواتب وزيادة التوترات.
وأردفت الصحيفة تقول إن لبنان وهي اصغر الدول المضيفة وأكثرها هشاشة من الناحية السياسية، من المتوقع أن يشكل اللاجئون السوريون فيها نحو ربع سكانها قريبا.
وقالت الصحيفة إن التدفق آثار مخاوف من أن اللاجئين سوف يصدرون الصراع من بلادهم إلى الدول المضيفة وسيزعزعون استقرار الحدود الهشة بالفعل. ومضت الصحيفة تقول إن تركيا – التي تدعم المعارضة السورية - شأنها شأن الدول المضيفة الأخرى تناضل من اجل السيطرة على التحركات الكثيرة عبر حدودها مع سوريا.
وذكرت الصحيفة أن في هاتاي وهو إقليم في جنوب غرب تركيا يمكن مشاهدة المئات من السوريين يعبرون بشكل غير قانوني دون تفتيشهم من قبل حرس الحدود مشيرة إلى أن أنشطة العصابات الإجرامية على الحدود وتهريب الوقود والبضائع الأخرى يمكن رؤيته في وضح النهار حيث يستخدم المهربون أجهزة اللاسلكي لتوجيه الشاحنات من وإلى سوريا.
وأردفت الصحيفة تقول انه على بعد أميال قليلة من اكبر مراكز التهريب في بلدة بيس ارسلان على الحدود التركية بالإمكان رؤية جنود يقومون في بعض الأحيان بمطاردة سوريين يحاولون التسلل عبر تل إلى تركيا حيث يتخفى السوريون وراء الأشجار والصخور وينجح بعضهم في التسلل إلى تركيا فيما يتم القبض على بعضهم وإرسالهم مرة أخرى إلى بلادهم التي تموج بالعنف موضحة انهم عادة ما يحاولون إعادة التجربة مرة أخرى.
وقالت الصحيفة إن تركيا أنفقت 2 مليار دولار من اجل إيواء 200 ألف لاجئ سوريا في 21 مخيما غير أن حوالي 400 ألف يعيشون داخل المدن التركية وانفقوا كل أموالهم ومدخراتهم ويلجأون إلى الحكومة من اجل المساعدة مشيرة إلى أن المسئولين الأتراك –المشهود لهم بحسن إدارة المخيمات- بدأوا يعبرون عن احباطهم.
وقالت الصحيفة إن السهولة التي يعبر بها المقاتلون من وإلى سوريا وعلاقتهم القوية تسلط الضوء على المخاوف من أن اللاجئين سيجلبون حتما الصراع معهم مثلما يفعل اللاجئون عادة.
نيويورك تايمز: أزمة اللاجئين السوريين "الأسوأ" في جيل كامل
الأحد، 24 نوفمبر 2013 11:56 ص