مركز أبحاث: ثورة 30 يونيو دفعت مصر لتقييم علاقاتها بواشنطن.. وإسرائيل تُدرك أن القاهرة مؤهلة لاستعادة دورها فى الشرق الأوسط..ومحاولات إيران تطوير أسلحة نووية تمثل خطراً على أمن تل أبيب

الأحد، 24 نوفمبر 2013 01:05 م
مركز أبحاث: ثورة 30 يونيو دفعت مصر لتقييم علاقاتها بواشنطن.. وإسرائيل تُدرك أن القاهرة مؤهلة لاستعادة دورها فى الشرق الأوسط..ومحاولات إيران تطوير أسلحة نووية تمثل خطراً على أمن تل أبيب صورة أرشيفية
كتب أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذكر مركز دراسات إسرائيلية أن ثورة 30 يونيو التى أسقطت حكم الإخوان وفتحت الباب للقاهرة كى تخرج إلى فضاء أرحب فى سياستها الخارجية ودفعها لإعادة تقييم العلاقات مع واشنطن، فيما تظل إسرائيل القوة الإقليمية الأكثر ترقباً للتقارب المصرى الروسى، وما أُعلن عن اتجاه البلدين لتعزيز التعاون العسكرى عقب مباحثات هى الأولى من نوعها لوزراء الخارجية والدفاع للبلدين فى مصر الجديدة.

جاء ذلك فى تقرير أصدره مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية، مؤخراً، موضحا أن إسرائيل تُدرك أن مصر مؤهلة لاستعادة دورها فى منطقة الشرق الأوسط بمحيطها العربى والإسلامى وفى قارتها الأفريقية، وأن التقارب مع روسيا وتنسيق المواقف السياسية، يُعزز دور القاهرة الإقليمى والدولى، خاصة فيما يتعلق بالدولة الفلسطينية، وإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، وتعزيز شرعية قرارات المنظمة الدولية، فضلاً عن خلق عالم متعدد الأقطاب ووضع حد لهيمنة القطب الواحد، مشيرا إلى أن العلاقات المصرية – الروسية من وجهة نظر نتانياهو أصبحت تشهد طفرة كبيرة، واصفاً إياها بـ"مرحلة العسل فى العلاقات".

وأكد المركز أن مصر ترغب فى تطوير أسلحتها بعدما أوقفت واشنطن مساعداتها العسكرية لمصر، فموسكو والقاهرة تتفاوضان على إنشاء قاعة تصنيع مشتركة للأسلحة فى مصر، وتدريب ضباط مصريين على عمليات التصنيع، كما أن هناك اتصالات بين القاهرة وبكين على استيراد صواريخ صينية باليستية وأخرى بعيدة المدى.

ولفت المركز إلى أن هناك ثمة مصالح مشتركة بين القاهرة وموسكو؛ حيث ترغب روسيا فى أن تحل محل الولايات المتحدة الأمريكية بعدما شهدت العلاقات المصرية – الأمريكية حالة من التوتر، ولم ينجح وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى فى تقليل حدة التوتر بين البلدين، موضحا أن كل ذلك جعل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، يسارع إلى زيارة موسكو مؤخرا لمعرفة دور موسكو فى المنطقة، خاصة حول الملف النووى الإيرانى والعلاقات مع القاهرة فى ضوء التطورات الراهنة، وذلك بعد إعلان الإدارة الأمريكية عن تجميد جزء من المعونة العسكرية المقررة لمصر، فخشيت إسرائيل من تأثير ذلك القرار على موقف مصر من بنود معاهدة "كامب ديفيد"، خاصة أن مصر تخوض حالياً معركة ضد "الإرهاب" فى شبه جزيرة سيناء.

وتطرق المركز إلى أن الرئيسين الروسى والإسرائيلى تناولا قضيتين أساسيتين هما المفاوضات الدولية مع إيران حول برنامجها النووى، والوضع فى سوريا، وقد حازت زيارة نتانياهو اهتماماً ضئيلا وغير محسوس من قبل وسائل الإعلام الروسية المختلفة، فيما أعرب العديد من الخبراء والمحللين الروس عن قناعتهم بأن مهمة نتانياهو فاشلة، وأنه لن يتمكن من إقناع بوتين بمواقفه المتعلقة بالقضية النووية الإيرانية.

وذكر المركز أن نتانياهو أشاد بالجهود الدبلوماسية الروسية لتسوية الأزمة السورية واقترح تسوية القضية الإيرانية مثل قضية السلاح الكيميائى السورى، وأن ذلك سيكون حلاً سلمياً ودبلوماسياً لقضية البرنامج النووى الإيرانى على غرار ما تم التوصل إليه بشأن السلاح الكيميائى السورى، وأن المجتمع الدولى ما كان بإمكانه أن يوافق على سيناريو يقضى بإتلاف جزء فقط من الأسلحة الكيميائية السورية أو على إبقاء البنية التحتية لصنعها.

وشدد نتنياهو على أن إسرائيل تهتم بتسوية القضية الإيرانية سلمياً لأن إسرائيل ستتضرر أكثر من أى آخر فى حال عدم التوصل إلى هذا الحل، مشيراً إلى أن محاولات إيران لتطوير سلاح نووى تمثل خطراً على أمن اسرائيل وأمن المنطقة.

وأكد المركز أن الرئيس الروسى أبدى ترحيب موسكو باستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، مشيراً إلى أن تسوية النزاع فى الشرق الأوسط تناقش دائماً فى اللقاءات مع رئيس الوزراء الإسرائيلى.

وتطرق المركز إلى تصريحات رئيس مركز الدراسات السياسية الروسى أندريه بكليتشيك الذى قال إن "الموقف الروسى التقليدى يتمثل بضرورة عدم وضع شروط واشتراطات على إيران لا يمكنها الوفاء بها أو تحملها، ولا أعتقد بأن نتانياهو يمتلك معطيات جديدة ومختلفة يمكنها أن تغير الموقف الروسى"، معلقاً "من الصعب أيضاً تقدير ما يأمله نتانياهو من هذه الزيارة، خاصة وأن روسيا قد حسمت موقفها باتجاه تحقيق تسوية وحل وسط مع إيران، وذلك فى ظل تصريحات وزير الخارجية لافروف التى قال فيها لا يمكن لمزيد من العقوبات أن تؤدى إلى حل المشكلة الإيرانية".

ولفت المركز إلى أن الزيارة الروسية لمصر هى الأولى من نوعها فى تاريخ العلاقات الروسية – المصرية، وأنها تعكس أهمية هذه العلاقات بالنسبة لموسكو، واهتمامها بمواصلة تطوير وتعزيز الصلات مع القاهرة، فهناك توجه بين موسكو والقاهرة لبدء مرحلة جديدة فى التعاون الثنائى لاسيما فى المجال العسكرى، وذلك بعد قرار واشنطن قطع جزء من المساعدات العسكرية التى كانت تحصل عليها القاهرة وفق اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل.

واختتم المركز تقريره بالتساؤل" هل بدأت إسرائيل فى البحث عن الدعم فى مناطق أخرى بعد اقتناع نتانياهو بأن الرئيس الأمريكى أوباما يبتعد عن إسرائيل، ويعيد تقييم الموقف من الصراع فى الشرق الأوسط، وأن الولايات المتحدة لم تعد مهتمة بالمصالح الإسرائيلية؟!".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة