تخشى دول الخليج من تعاظم دور إيران فى المنطقة، بعد توصلها إلى اتفاق حول ملفها النووى مع القوى الكبرى، ولو أنها تؤيد من حيث المبدأ وجود علاقات حسن جوار مع طهران.
وكانت الإمارات العربية المتحدة أول بلد خليجى يرحب بالاتفاق، معربة عن الأمل فى أن يساهم فى حفظ "استقرار المنطقة"، وفى بيان صدر فى ختام اجتماعه الأسبوعى فى أبوظبى، أعلن مجلس وزراء الإمارات "ترحيبه بالاتفاق التمهيدى" حول الملف النووى الإيرانى"، وأعرب عن الأمل فى أن يكون هذا الاتفاق "خطوة نحو اتفاق دائم يحفظ استقرار المنطقة ويقيها التوتر وخطر الانتشار النووى".
وقال المحلل السياسى السعودى جمال خاشقجى: "أعتقد أن دول الخليج من ناحية المبدأ تريد علاقات جيدة مع إيران"، مؤكدًا أن الاتفاق (فى جنيف) يزيل القلق حول الملف النووى لكنه لا يشمل القضايا الأخرى، أى أنه اختصر المسائل الخلافية فى الأزمة النووية.
وشدد خاشقجى على أن المشكلة الأساسية بالنسبة لدول الخليج هى تدخل ايران فى شئون المنطقة، لاسيما التدخل الإيرانى فى سوريا، ودعم نظام الرئيس السورى بشار الأسد، فضلاً عن التدخل فى لبنان والبحرين والعراق وغيرها.
وبحسب المحلل السعودى، فإن دول الخليج تخشى أن تفسر إيران الإتفاق على أنه يترك لها اليد الطولى فى المنطقة، مؤكدًا أن طهران تخلت عن المشروع النووى وكسبت الهيمنة.
من جانبه، قال المحلل السعودى أنور عشقى، إنه بالنسبة لدول الخليج، الاتفاق ليس سلبيًا لكنه غير كاف، معتبرًا أن المشكلة مع إيران بالنسبة لدول الخليج تتخطى بأشواط المشروع النووى.
وقال عشقى، إن رفع العقوبات سيؤمن لإيران عائدات مالية كبيرة، لافتًا إلى أن رفع العقوبات يطرح تساؤلا: أين ستضع إيران هذه الأموال؟ فى خدمة شعبها أو فى تمويل الأزمات الإقليمية؟.
لكن المحلل الإماراتى عبد الخالق عبد الله، بدا أكثر تفاؤلا إزاء الاتفاق، معتبرًا أن دول الخليج قد تستفيد كثيرًا فى النهاية من هذا الاتفاق.
وقال عبد الله: "الصفقة جيدة، ودول الخليج ليس لها ثقة بالولايات المتحدة، لكن الاتفاق هو بين المجتمع الدولى وإيران وليس بين الولايات المتحدة وإيران، وبالتالى يمكن أن تثق دول الخليج بهذا الاتفاق".
وأقر عبد الله بوجود "تخوف خليجى من إدارة أوباما التى تعتبر مندفعة أكثر مما ينبغى تجاه إيران، لكن الاستقرار الذى قد ينجم عن الاتفاق، قد يجعل دول الخليج "المستفيدة الأكبر من الاتفاق".
وتوصلت القوى الكبرى وطهران إلى أول اتفاق تاريخى لاحتواء البرنامج النووى الإيرانى، أمس السبت، فى جنيف يحمل أملا بالخروج من أزمة مستمرة منذ أكثر من عشر سنوات مع التأكيد بأنه "خطوة أولى".
فبعد أيام من المفاوضات الصعبة، أعلنت القوى الكبرى وإيران التوصل إلى اتفاق تقبل بموجبه الجمهورية الإسلامية الحد من برنامجها النووى مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، ما يمهد الطريق أمام فترة جديدة من المفاوضات المعمقة لمدة ستة أشهر.
محللون: قلق خليجى من تعاظم دور ايران فى المنطقة بعد الاتفاق النووى
الأحد، 24 نوفمبر 2013 05:19 م
أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد عزت
يمهل ولا يهمل يااعراب
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو علي عراقي من استراليا
الله يزيدكم قلق