محاضر بجامعة جورج واشنطن: علاقات أمريكا بمصر تشهد توتراً وهناك جهود لتخفيفه.. وزيارة كيرى للقاهرة محاولة لتصحيح التوازن بعد رفع المعونة.. وروسيا ليست قادرة على لعب دور الولايات المتحدة ولا ترغب فى ذلك

الأحد، 24 نوفمبر 2013 12:48 م
محاضر بجامعة جورج واشنطن: علاقات أمريكا بمصر تشهد توتراً وهناك جهود لتخفيفه.. وزيارة كيرى للقاهرة محاولة لتصحيح التوازن بعد رفع المعونة.. وروسيا ليست قادرة على لعب دور الولايات المتحدة ولا ترغب فى ذلك وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لطالما اتسمت العلاقات المصرية الأمريكية بالشد والجذب، ولكن عقب أحداث ثورة 25 يناير، ظهر الموقف الأمريكى فى كثير من الأحيان بصورة مرتبكة، فتارة تدعم الإدارة الأمريكية النظام، مما يثير غضب الشارع المصرى، فتعود لتنتقده وتدعم الإرادة الشعبية، وتارة تغيب عن الأنظار لتخرج بقرار غير مفهوم فحواه متعلق بالمعونة الأمريكية لمصر، رآه البعض عقاب على ثورة الـ30 من يونيو وما تلاها من متغيرات كانت إحداها تغيير السفيرة الأمريكية آن باترسون.

ولكن مع زيارة وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى إلى مصر فى مستهل هذا الشهر، ظهرت من جديد علامات الاستفهام إذ حملت الزيارة رسائل ودية جديدة مفادها دعم الإدارة الأمريكية للمسار الذى اختارته مصر، تلاها زيارة القائم بالأعمال الأمريكى، ديفيد ساترفيليد إلى وزير الخارجية، نبيل فهمى الأسبوع الماضى، عقب يومين من انتهاء زيارة وفد روسى رفيع المستوى يضم وزيرى الخارجية والدفاع إلى مصر، نوقش خلالها التعاون العسكرى.

وعن هذه الزيارة، قال ناثان براون، الباحث الأمريكى والمحاضر بجامعة جورج واشنطن الأمريكية، إنه أمر طبيعى أن يقوم سفير للولايات المتحدة بمقابلة وزير الخارجية، وأن هناك بعض التوتر فى العلاقات المصرية الأمريكية على المستويين الرسمى وغير الرسمى، لافتا إلى أن هناك بعض الجهود الرسمية عالية المستوى لتخفيف حدة التوتر والمحافظة على العلاقة بين البلدين.

وبسؤاله عما إذا كان يعتقد أن روسيا قد تحتل مكان أمريكا فى الشارع المصرى بالآخذ فى الاعتبار الغضب المتنامى تجاه الإدارة الأمريكية، قال براون، أستاذ العلوم السياسية، فى تصريحات لـ"اليوم السابع" إنه خلال الحرب الباردة، لعبت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى لعبة محصلتها صفر، بحيث يكون مكسب طرف خسارة للآخر، لكن روسيا لا ترغب وليست قادرة على أن تحل محل الولايات المتحدة"، وعلق "دور واشنطن الإقليمى فى تراجع، ولكن هذا بسبب التجاوز خلال فترة حكم الرئيس السابق، جورج بوش ".

وتابع بروان، ردا على كيفية رؤيته للموقف الأمريكى تجاه مصر بوجه عام، بعد ثورة 30 يونيو، أن "هناك توترا فى العلاقات، ولكن لا ينبغى أن نضخم هذا التوتر معتمدين على أحداث يوم بيوم، لأن ذلك من شأنه إزكاء التوتر، وهناك بيانات قلقة من جانب المسئولين الأمريكيين، ورغم أن قرار تعليق المساعدات أثار حيرة كثيرين لأن معناه ليس واضحا، إلا أنه قرار يظهر ضغط".

واستطرد "أى شىء تأمل أن تفعله دبلوماسيا –وإلى حد ما حتى عسكريا- فى المنطقة سيكون أسهل بكثير، إذا كان هناك تنسيق مع مصر، وفيما يتعلق بالجانب المصرى، فمن الملحوظ أن جميع القادة المصريين على مدار 40 عاما، بدءا من السادات ومبارك والمجلس العسكرى ومرسى، والآن قيادة ما بعد 3 يوليو يريدون الحفاظ على العلاقة، وواشنطن تمد الجيش المصرى بمعدات ليس من السهل استبدالها، فضلا عن أنها توفر الدعم الدبلوماسى على المستوى الدولى، وتلعب دورا أمنيا مهما فى المنطقة ".

ومضى براون، أن" التوتر بين البلدين حقيقى، وتلك التوترات ستستمر فى الوقت الحاضر، وربما تجعل العلاقة أقل تعاونا، وأكثر إثارة للشك مما كانت عليه فى الماضى، و"لكن لا أعتقد أن هذا سيدمر العلاقة".

واستطرد الباحث المعروف بجامعة جورج واشنطن، ردا على زيارة وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى الأخيرة وعما إذا كانت تحمل تغيرا فى الموقف الأمريكى تجاه الوضع فى مصر، أن "الولايات المتحدة تسعى دائما للعثور على الرسالة المحددة والدقيقة، ولكنه صعب لأنه لا يزال هناك وجهات نظر متنافسة داخل الحكومة الأمريكية، وهناك عدد من المصالح (العسكرية والدبلوماسية وحقوق الإنسان والاقتصادية)، فضلا عن وجود عدد من اللاعبين داخل الحكومة الأمريكية لهم وجهات نظر متعددة".

وأشار براون، إلى أن ما تحاول إدارة أوباما أن تفعله هو تطوير صيغة لفظية محددة- مثل خطاب أوباما فى الجمعية العامة للأمم المتحدة- تكون أشبه بالتسوية بين جميع هذه المصالح الداخلية، ووجهات النظر المختلفة، ولكن بعدها الأحداث تتغير أو تفهم الرسالة بصورة مختلفة فى مصر عما كانت عليه فى الولايات المتحدة.

واعتبر الباحث الأمريكى، أن زيارة وزير الخارجية جون كيرى فى مصر، أغلب الظن كانت محاولة لتصحيح التوازن بعد قرار رفع المعونة، ولكنه قد يكون للتمادى بالنسبة للبعض داخل الحكومة الأمريكية بترجيحه رضا واشنطن بالمسار التى تسير عليه القاهرة.








مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة