غضب إسرائيلى من التوصل لاتفاق تاريخى حول الأزمة النووية الإيرانية.. وخبراء يؤكدون: تل أبيب تعجز عن توجيه ضربة عسكرية لطهران.. وتسعى لـ"التشكيك" فى جدوى اتفاق جنيف

الأحد، 24 نوفمبر 2013 04:30 م
غضب إسرائيلى من التوصل لاتفاق تاريخى حول الأزمة النووية الإيرانية.. وخبراء يؤكدون: تل أبيب تعجز عن توجيه ضربة عسكرية لطهران.. وتسعى لـ"التشكيك" فى جدوى اتفاق جنيف رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو
كتب أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بمجرد الإعلان عن نتيجة المفاوضات بالتوصل إلى اتفاق تاريخى حول الأزمة النووية الإيرانية، أعربت إسرائيل عن رفضها لنتيجة هذا الاتفاق، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، أن إسرائيل لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووى، مؤكدا خلال مؤتمر صحفى اليوم، فى القدس المحتلة، أن إسرائيل ليست ملتزمة بالاتفاق الغربى مع إيران فى جينيف، الأمر الذى أثار التساؤلات حول نشوب مشكلة جديدة تفتعلها إسرائيل.

واستبعد عدد من الخبراء أن يكون الخيار العسكرى واردا بالنسبة لإسرائيل، نظرا للظروف التى تمر بها المنطقة الآن، ويقول الدكتور إبراهيم البحراوى، المفكر والمتخصص فى الشئون الإسرائيلية، إن إسرائيل من الممكن أن تقوم بتوريط الدول العظمى وتوجه ضربة عسكرية لطهران، ولكن الحسابات الإستراتيجية توضح عجز إسرائيل عن توجيه ضربة لطهران فى ظل رفض الولايات المتحدة لتلك الخطوة التى تقتضى دعمها للتحرك الإسرائيلى.

وأضاف "البحراوى" أن نتانياهو غير راضٍ على الاتفاق المبرم بين إيران ودول (5+1) فى جنيف، فهو يسعى إلى التأكد من تخصيب إيران لليورانيوم، مؤكدا على تصميمه على مراقبة البرنامج النووى لطهران من قبل المجتمع الدولى، مشيرا إلى أن أى اتفاق مع إيران لا يتضمن منعها من تخصيب اليورانيوم سترفضه إسرائيل.

فيما أوضح السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية السابق، أن إسرائيل تعارض التوصل لاتفاق مع طهران يتعلق ببرنامجها النووى، مؤكدا أن إسرائيل كانت تنتوى توجيه ضربة عسكرية لطهران، فقد سعت إسرائيل إلى إثارة فزع المجتمع الدولى من طهران، وتمارس ضغوطا على أمريكا والاتحاد الأوربى من أجل تشديد العقوبات على إيران.

وأوضح أن إسرائيل ستسعى إلى انتهاج مسارين أولهما التشكيك فى جدوى الاتفاق الإيرانى الغربى فى جنيف، وثانيهما: الاستمرار فى ممارسة الضغوطات النفسية على طهران، فالاتفاق يمثل ضربة إستراتيجية لإسرائيل.

وتطرق "هريدى" إلى مزايا التوصل لاتفاق مع طهران، وهو تجنيب منطقة الشرق الأوسط لزعزعة الاستقرار والأمن، وأعرب السفير حسين هريدى عن ترحيبه بهذا الاتفاق المرحلى، متمنيا التوصل لاتفاق دائم مع إيران بعد انتهاء مدة الستة أشهر.

يذكر أن إسرائيل كانت تروج لفكرة توجيه ضربة عسكرية تمنع طهران من امتلاك أسلحة نووية، وقد عبر رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتانياهو" عن استيائه من سعى الغرب إلى التوصل إلى اتفاق مع طهران، وقام سلاح الجو الإسرائيلى بعمل تدريبات على المدى البعيد من أجل توصيل رسالة إلى المجتمع الدولى وطهران بقدرة إسرائيل توجيه ضربة عسكرية لطهران.

وقد شهدت العلاقات الإسرائيلية الإيرانية حالات من الشد والجذب والترهيب والوعيد، فقد وضع إسرائيل المسارات التى يمكن المرور من خلالها لتوجيه ضربة لطهران، فى المقابل قامت طهران باستعراض قوتها العسكرية من خلال عرض لقدرات منظومة الدفاع الجوى الإيرانية.

فيما أكد الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز أن تداعيات الاتفاق النووى بين القوى العالمية وإيران واستمرارها لا يمكن مناقشتها إلا حسب النتائج وليس وفقا للأقوال.

وقال بيريز، فى تصريحات نقلتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية على موقعها، اليوم الأحد "إن الحل الدبلوماسى هو الأفضل، ولكن إذا لم ينجح، فإن البديل عنه سيكون أسوأ وأكثر صعوبة".

ووجه الرئيس الإسرائيلى كلمة إلى الشعب الإيرانى قائلا "ليس هناك من أحد يريد أن يهدد الشعب الإيرانى، وأى تهديد قد تواجهونه لن يكون سوى رد فعل على تهديد قمتم به فى بادئ الأمر".

ومن جانبه، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه يعالون أن الاتفاق النووى بين القوى العالمية وإيران ليس إنجازا للغرب، بل هو استسلام واضح للهجوم والخداع الإيرانى، والذى يهدف للمماطلة وكسب المزيد من الوقت.

ووصف "يعالون"، الذى يزور كندا حاليا، فى تصريحات نقلتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية على موقعها الإلكترونى اليوم الأحد، الاتفاق بأنه خطأ تاريخى، مؤكدا أن البرنامج النووى الإيرانى يمثل تهديدا ليس فقط لإسرائيل بل وللسلام فى منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره، حسب قوله.

وبدوره كشف وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان أن إسرائيل سوف تدرس خيارات جديدة للتعامل مع إيران فى ضوء الاتفاق الجديد، الذى تم بين إيران والقوى الدولية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة