"عرب": مصر ستقاوم القبح والتخلف والتشوه والجهل بالمسرح

أكد الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، بأن المسرح هو أهم أداة يمكن أن تحقق الوعى الاجتماعى والثقافى والإنسانى، قائلا "مصر ستقاوم القبح والتخلف والتشوه والجهل بالمسرح باعتباره أحد الوسائل الهامة فى حدوث حالة من الوعى الجمعى لهذا الوطن"، مشيرا إلى أن المسرح فى الفترة القادمة عليه دور كبير سواء كان مسرح الدولة أو القطاع الخاص أو مسرح المحافظات أو الجامعى أو المدرسى، فالمسرح له وظيفة إنسانية وحضارية وثقافية تستطيع أن تؤدى وظيفتها بشكل سريع وتؤتى بثمارها بشكل أسرع ويتلقى الجمهور الفائدة بشكل أسرع.

جاء ذلك خلال افتتاحه لمهرجان آفاق مسرحية فى دورته الثانية تحت شعار "نلتقى لنرتقى" على مسرح البالون، ورافقه الدكتور محمد أبو الخير رئيس قطاع الإنتاج الثقافى ورئيس المهرجان، هشام السنباطى مدير المهرجان ومؤسسه، وأضاف عرب بأنه بهذه المناسبة يتوجه لجموع الفنانين بالعزاء لكل فقداء المسرح وهم الفنان المخرج حسن عبد السلام والمخرج د.أحمد عبد الحليم والمخرج أحمد زكى، لافتا إلى أن الوطن يقدم شهداء كل يوم ويقدم نماذج رائعة فى كل المجالات، ثم قام بتوجيه الشكر لفرق الهواة الذين شاركوا فى الحراك الثقافى والفنى فى هذه الدورة من كل أنحاء مصر، متمنيا لهذه الدورة نجاحا أكثر من الدورة السابقة بالرغم ما حققته من نجاح كبير.

أعقب ذلك قيام د. محمد صابر عرب، ود.محمد أبو الخير، وهشام السنباطى بإهداء درع الوفاء لكل من الفنان أحمد بدير، الذى أكد أننا سنقضى على الإرهاب، موجها تحية حب وتقدير وامتنان لجيشنا العظيم وللشرطة التى تضحى من أجلنا، مؤكدا أن الإرهاب ليس له مكان بيننا، فالإرهاب سيمضى وتبقى مصر، كما قاموا بتكريم روح الفنان الراحل فريد شوقى وتسلمته نجلته الفنانة رانيا فريد شوقى، والفنان محمود رضا وتسلمه مدير فرقة رضا، والفنانة فريدة فهمى، وذلك تكريماً وعرفاناً بالجميل لنجوم الفن، بالإضافة لتكريم الفنانة هالة صدقى، وذلك بإهدائها درع الإبداع، وهو يهدى لنجوم الفن المبدعة التى تنير سماء الحياة الفنية وتحمل لواء التثقيف والتنوير، كما أهدوا درع العطاء لسمير الخليلى "بنى سويف"، تكريما لما بذله من جهد فى رقى المسرح واستمراره فى المحافظات المصرية، كما قاموا بإهداء درع الدورة الثانية للفنان الراحل شيخ المخرجين المسرحيين حسن عبد السلام وتسلمه الفنان فتوح أحمد.

ومن جانبه قال أبو الخير، إن مهرجان آفاق يطل علينا برؤية جديدة مبدعة لفنانين يستطيعون أن يقدموا فنا ورؤى جديدة من خلال إبداعاتهم المسرحية، ومن خلال وزارة الثقافة والرؤية الموجودة فى قطاع الإنتاج الثقافى يتم دعم المجتمع المدنى، ونحن بحاجة إلى هذه الرؤية التكاملية بين ما هو حكومى وخاص ومستقل، ليس هناك صراع ولكن هناك تعاون من خلال الرؤية المستنيرة لوزير الثقافة الذى يحث على دعم المجتمع المدنى بجوار الحكومى وفى هذه الرؤية نحاول أن ننطلق للأمام مع الفرق المسرحية المتنوعة والجمعيات الأهلية سواء فى مجال السينما أو المسرح أو الفنون التشكيلية إلخ، مضيفا بأن المهرجان يدفع بدماء جديدة خاصة فى مجال المسرح، والدليل على ذلك أنه فى الدورة السابقة كثير من العروض المسرحية فى مهرجان آفاق حصلت على جوائز فى المهرجان العام للمسرح، بالإضافة إلى أنه يعطى قيمة للتواصل وقيمة للوفاء.

وقد ألقى كلمة الفنان محمد صبحى وهو الرئيس الشرفى للمهرجان نيابة عنه الفنان ماهر سليم مستشار رئيس قطاع الإنتاج الثقافى نظرا لسفره بالخارج لعلاج زوجته، حيث وجه صبحى تحية حب لكل من ساهم فى إقامة هذا المهرجان وهنأ كل الشباب المبدعين داعيا لهم بالتألق قائلا: لولا ظروفى الخاصة التى أجبرتنى بالتواجد خارج مصر لكنت وسطكم فخورا بذلك الحراك الفنى فى وقت نعلم جميعا الصعوبات التى تواجه الوطن ولكن الإمساك بذيل الفيل لن يمنعه من التقدم كما أن الإمساك بذيل الفرس لن يمنعه من التمرد، نريد تقدما وتمردا ثقافيا يحمى حضارتنا ووطننا.

ومن جانبه قال السنباطى فى كلمته، إن مشروع آفاق مسرحية فى موسمه الثانى مستمر فى تقديم إبداعات شباب المسرح الحر من مختلف محافظات مصر على خشبات مسارح الدولة، ويتطور المشروع وتتنوع مسابقاته وعدد المشاركين به بدعم ومساعدة تكفلها الدولة متمثلة فى وزارة الثقافة وبرعاية د. محمد صابر عرب، وزير الثقافة، مما مهد لنا الطريق لتقديم هذا العدد الكبير من العروض الجيدة وفتح آفاقا أخرى لمشاركات دولية وعربية للتعرف على إبداعات مختلفة إثراء لرؤى المبدعين وارتقاء بالمنافسة بينهم، إضافة لتكريم عدد من رموز المسرح الإقليمى الذين أفنوا حياتهم من أجل صقل وتدريب أجيال وأجيال من المسرحيين الشباب، وتقديم نجوم قادمة تنير خشبات مسارحنا وعدد آخر من نجوم الإبداع المسرحى بوجه عام، ولقد تم اختيار 110 عروض من بين 435 عرض مسرحى لفرق مصرية وعربية وأجنبية وتكونت 19 لجنة مشاهدة فى كل محافظات مصر، ولقد بدأت الدورة الأولى فى أعقاب ثورة يناير المجيدة، وأخذت فى النمو لتزدهر فى موسمها التالى فى أعقاب ثورة 30 يونيو المجيدة ومازالت تحتاج لكل رعاية ودعم لا لتستمر فقط بل لتتطور وتصب فى صالح المسرح المصرى فى ظل ظروف عصيبة نمر بها متمنيا للمسرح أن يرتقى بسلوكنا ويشعل طاقات الشباب المسرحيين لأداء دورهم الواجب فى تنوير أبناء الوطن.

تتضمن حفل الافتتاح عزف السلام الجمهورى والوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء مصر وعرض فيلم توثيقى عن افتتاح الدورة الأولى وإنجازاتها وحفل الختام.