عبدالنبى مرزوق يكتب: السياسة بين النظرية والممارسة

الأحد، 24 نوفمبر 2013 05:03 ص
عبدالنبى مرزوق يكتب:  السياسة بين النظرية والممارسة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الغبن أن يقال إن السياسة هى فن الممكن فقط، لأن السياسة عمل متميز لا يستطيع القيام به كل الناس، والسياسى الحقيقى يمارس ذلك الفن فى ضوء علاقة الممكن والمستحيل بالواقع والمناخ السائد، وفى إطار يجمع بين الواقع والخيال يمكن للسياسى أن يسعى إلى التغيير فى إطار من الممكن، وهنا يحدث نوع من التزاوج بين الحقائق الثابتة والأحلام الممكنة.

إن الحركة على الأرض لها ثلاثة أبعاد هى الإنسان والزمان والمكان، فهناك وضع قائم يعبر عن المكان، وهناك ثقافة متعارف عليها تعبر عن الزمان، والإنسان عليه أن يتعامل مع الواقع والثقافة السائدة بالمشاركة والبناء لا بفرض الرأى والانفراد وإقصاء الآخرين.

والسياسة لغة هى القيام على الشىء بما يصلحه، فالسياسة لغة من ساس يسوس وليست من ساد يسود، ومن ظن أن السياسة سيادة فقد أخطأ الفهم، وبالتالى أخطأ العمل فهى وسيلة وليست غاية، وسيلة لغاية تسيير أمور المجتمع ومعرفة كيفية التوفيق والتفاعل بين أفراده على اختلاف طوائفه وتوجهاته بعيدا عن السياسة النفعية القائمة على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، فهذا منطق المراوغة والانتهازية التى تفقد العمل السياسى كثير من المصداقية.

وتدور الممارسة السياسة فى ثلاث صور من العلاقات بين الأطراف الفاعلة على النحو التالى:

الصورة الأولى، علاقة المنافسة وتعد أنضج صور الممارسة السياسية وتقوم على مبدأ الكفاءة والفاعلية ومن يملك الكفاءة والفاعلية فله الحظ الوافر.

الصورة الثانية، علاقة المشاركة وتقوم على مبدئى المراكز المتكافئة والمكاسب المشتركة فالكل شريك فى المسؤولية سلطة كان أو معارضة.

الصورة الثالثة وهى الصراع وهى أخطر أنواع العلاقات التى يمكن أن تربط بين الأطراف السياسية وتقوم على مبدأ المكاسب الفردية وليخسر الآخرون والصراع بشكل عام ظاهرة اجتماعية تعكس حالة من عدم الارتياح والضغط النفسى الناتج عن عدم التوافق بين رغبتين أو أكثر.

وتأتى خطورة الصراع فى أنه يرفع شعار التدمير بدلا من الإصلاح، والبناء والتعمير وإن لم تخرج المجتمعات سريعا من ذلك المستنقع الخطير فإنها تتقهقر رويدا رويدا حتى تصبح فى ذيل الأمم فقرا وجهلا وتخلفا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة