عاطف أحمد شريف يكتب: الغربة والغرباء

الأحد، 24 نوفمبر 2013 09:19 م
عاطف أحمد شريف يكتب: الغربة والغرباء صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعد السفر والبعد عن الأهل والأصدقاء قطعة من العذاب، حتى وإن كنت تسافر بالطائرة وتنزل فى الفنادق الفاخرة، وترى المناظر المؤثرة، فلابد أن يأتى يوم تشعر فيه بمرارة الغربة وألم البعد، وسواء كنت تحظى بالاحترام أو الدونية فالمحصلة النهائية هى إحساس بالحرمان وجروح دامية لمشاعر دفينة غالية يُؤججها فى الصدور ذكريات ومواقف وعلاقات نُقشت فى جنبات النفس وضلوع الصدر وحنايا القلب تجعلك تواقًا للعودة إلى ديارك مشتاقًا إلى عبير بلادك حالمًا بأن تنام ملء عينيك بعد أن تهدأ نفسك ويطمئن قلبك بالعودة إلى أحضان وطنك.

لكن أن نشعر بالغربة فى أوطاننا وبالحرمان فى أحضان أرضنا وبالإلحاد يُميت قلوب شبابنا وبالمادة تخنق كل إحساس جميل لدينا وتحدد سلوكنا وتشكل حياتنا وتقضى على الأمل المتبقى لدى البسطاء منا ليتحولوا إلى وقود للتغيير أو حجارة للتدمير فهذا ما يستحق أن نقف عنده لا لنبحث عن طريقة لاستغلاله كما يفعل البعض ولكن لنراجع أنفسنا ونُحيى ما مات من الأخلاق والمروءة الطيبة فينا سواء كان ضربًا على أيدى المفسدين الذين ماتت ضمائرهم وقست قلوبهم وعماهم كبرهم واستعلاؤهم والتضحية بأى شيء حتى وإن كانت أرواح إخوانهم أو أمن وطنهم ولا همّ لهم ألا التكالب على السلطة وإشعال لهيب الفرقة بتشكيل عصبيات منتنة وتشكيلات إرهابية ظالمة.

أو إعلاءً للقيم الأصيلة فينا وللمثل العليا لدينا وبالنماذج الطيبة الأصيلة عندنا بداية من أولادنا ومرورًا بشبابنا ووصولاً إلى آبائنا وأمهاتنا، ولابد أن يبدأ ذلك فى أسرع وقت ممكن لأنه كلما مر الوقت كلما كان ذلك تعقيدًا للمشكلة وتعميقًا للخلاف، ولنبدأ جميعًا بأنفسنا.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة