نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تقريرًا مطولا حول الدول الخاسرة والمنتصرة من الاتفاق الذى أبرم صباح اليوم، بين إيران والدول الغربية الكبرى.
وأضافت الصحيفة، أن الدول المنتصرة من الاتفاق هى (إيران وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية)، أما الخاسرة فهى (إسرائيل والسعودية ودول الخليج).
وذكرت الصحيفة، أنه بالنسبة لإيران فلقد تعرض الاقتصاد الإيرانى لكبوة كبيرة، نتيجة أربع دورات من العقوبات الدولية القاسية بحجة البرنامج النووى الإيرانى، وكان المدنيون الإيرانيون وبسطاء القوم أشد المتأثرين بهذه العقوبات، وجاء اتفاق جنيف التاريخى ليخرج الجمهورية الإسلامية من عزلتها الدولية، ومنحها مساحة تنفس لفترة ستة أشهر على الأقل حتى توقيع الاتفاق النهائى.
وأوضحت الصحيفة، أن إيران حصلت فى سياق الاتفاق على تخفيف للعقوبات المتعلقة باستيراد الحديد وقطع غيار السيارات والطائرات ومنتجات النفط المكررة بما يعادل وفقا للتقديرات الأولية 7 مليارات دولار، والأهم من كل ذلك ضمان إيران عدم فرض عقوبات إضافية بما يناقض مطالبات إسرائيل المستمرة.
وحقق الإيرانيون إنجازات إضافية منها حقهم فى الاستمرار بتخصيب اليورانيوم بدرجة أقل من 5%، والحفاظ على أجهزة الطرد المركزى التى يمتلكونها، لكنهم سيجدون صعوبة بعد الآن فى إخفاء نشاطاتهم النووية، كونهم تعهدوا ضمن الاتفاق المبرم بالسماح للمفتشين تنفيذ عمليات تفتيش مكثفة على مواقعهم النووية.
وأوضحت الصحيفة، أنه بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فلقد تعرض الرئيس الأمريكى باراك أوباما لانتقادات حادة، بعد اتفاق تجريد سوريا من أسلحتها الكيماوية دون أن يردعه ذلك عن تفضيل الحل الدبلوماسى للملف النووى الإيرانى أيضًا بدلا من الذهاب إلى الخيار العسكرى، ولتحقيق هذا الهدف استخدم جون كيرى فى إدارته للوصول إلى هدفه المتمثل بعقد اتفاق مع إيران.
ويشعر قادة وناشطون أمريكيون بالرضا من اتفاق جنيف، لأنه يوقف البرنامج النووى الإيرانى، وحصل على موافقة إيرانية بالسماح لمفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بزيارة مواقعها النووية ومراقبتها بشكل مكثف.
وأشارت الصحيفة، أنه بالنسبة لروسيا فقد عارضت فرض عقوبات دولية على سوريا وعلى إيران، ودعت فى أكثر من مناسبة إلى فتح حوار وضرورة الجلوس على طاولة المفاوضات، حتى يتسنى إيجاد حل دبلوماسى للقضية النووية الإيرانية.
وفضل وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، صباح اليوم "الأحد" التقليل من خسارة الخاسرين، حين قال بأنه لا وجود للخاسرين والمنتصرين فى اتفاق جنيف، الذى لا يضم سوى المنتصرين، لكن فى حقيقة الأمر بكل تأكيد يشعر الرئيس الروسى بوتين بالانتصار الذى لم يلق بالاً للضغوط التى حاول نتنياهو ممارستها عليه.
وأكدت الصحيفة، أنه بالنسبة للخاسرين فى هذا الاتفاق وفى مقدمتهم إسرائيل فلقد خسرت تل أبيب المعركة والحرب، فلم يبق شيء يمكن لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أن يفعله لوقف ومنع توقيع الاتفاق إلا وفعله، فعرض على الأمم المتحدة مخطط إقامة معسكر الإبادة النازية "أوشفيتس" وعرض أمام الجمعية العمومية رسمه الشهير للقنبلة النووية الإيرانية، ووضع عليها خطوطه الحمراء وعرضها من على كل منبر وساحة، أتيحت له ووصف أخيرًا الاتفاق فى جنيف بالخطأ التاريخى وليس الاتفاق التاريخى، كما أطلقت عليه كافة وسائل الإعلام العالمية.
كما حاول نتنياهو ممارسة الضغوط على الإدارة الأمريكية دون جدوى، وحرض العالم دولا وشعوبا على إيران دون نتيجة تذكر، فهو بكل تأكيد من بين الخاسرين.
أما بالنسبة للسعودية ودول الخليج، فرغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين السعودية ودول الخليج وإسرائيل، أدى القلق المشترك من إيران النووية "وفقًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية وبعض وسائل الإعلام العالمية" إلى تدشين قنوات اتصال سرية كما دعت السعودية التى تحدد فى أغلب الأحيان الاتجاه العام لبقية دول الخليج أكثر من مرة أمريكا بضرورة تشديد العقوبات على إيران التى تراها السعودية جارًا خطيرًا، وتشن السعودية هجمات مستمرة تقريبًا ضد إيران على خلفية دعمها للأحداث فى البحرين وغيرها.
وخرجت من السعودية بعد توقيع الاتفاق أصوات تقول بأن إيران قد قدمت تنازلات معينة متعلقة ببرنامجها النووية، لكنها حصلت على تخفيف للعقوبات ورخصة لاستمرار تخصيب اليورانيوم.
واختتمت الصحيفة بالقول، إنه من المؤكد وهو أن الاتفاق سيذهب النوم من عيون السعوديين الذين يخشون تدخل إيران فى شئون الدول الأخرى الداخلية مثل العراق على سبيل المثال.
صحيفة إسرائيلية: إيران وروسيا والولايات المتحدة الفائز الأكبر فى اتفاق جنيف.. وإسرائيل خسرت المعركة ضد نووى إيران.. "يديعوت" تؤكد: موسكو ساندت حليفتها حتى الرمق الأخير ليعلن بوتين انتصاره على أوباما
الأحد، 24 نوفمبر 2013 08:30 م
نتنياهو
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة