منذ أن تشكلت الحياة السياسية والحزبية فى مصر منذ ما يقرب على مائة عام، لم نشهد ظاهرة جديدة لم ينظر إليها المحللون السياسون والحزبون والمفكرون مثل تلك الخطوة التى اتخذها كل من حزبى الجبهة الديمقراطية وحزب المصريين الأحرار، لعملية دمج الحزبين معا فى حزب واحد وقد تضمن الدمج مع حزبى المحافظين والوعى أن رغبا فى ذلك وأعتقد بأن الباب مفتوح لأى اندماجات أخرى، فهل التجاهل فى التحليل ناتج عن زخم فى الحياة السياسية والمشاكل الحياتية سواء ما هو ناتج عن الإرهاب أم أن الدستور هو الشغل الشاغل فى الوقت الحالى، ولا وقت للآخرين.
ما من شك بنظرة إلى الماضى البعيد والمتفحص فى تاريخ الأحزاب يستلفت نظرنا بأنه لم يبق حزب واحد تم تأسيسه إلا وتفتت وخرج من رحمه بعض أبنائه ليشكلوا حزبا آخر بأسماء أخرى وصفحات التاريخ مليئة بهذه الأسماء سواء منذ أيام الوفد الذى يمثل التيار الليبرالى وامتدادا إلى أن نصل إلى حزب العمل وحزب النور من أحزاب التيار الإسلامى، هذا بخلاف أحزاب التيار الناصرى واليسارى والاشتراكى وهكذا دوليك..
وعندما أتعرض لهذا الاندماج الذى أصبح غاية وهدف لمواجهة الحالة العبثية من الكوميديا السوداء، التى وإن دلت فإنما تدل على أننا نعيش حالة من حالات الضياع السياسى الوطنى الحقيقى فنرى أن هناك أكثر من 76 حزبا رسميا و10 أحزاب تحت التأسيس، لذلك يستوجب طرح سؤال بالغ الاهمية، هل هناك فعلا من يسعى إلى صالح أمته أم إلى لصالح شخصى.
لذلك تباينت الآراء على عملية الاندماج فمنهم من يراها سلبا من منطلق ضيق تحت مسميات يجانبها بعض الصواب على أساس أنه علمية استحواذ نتيجة عدم توافر عنصر هام من عناصر العمل التطوعى الحزبى فى مؤسسة وتوافرها فى مؤسسة أخرى، ومنهم من يرى أنه إهدار لتاريخ أقدم لصالح كيان أحدث.
سامى عبد الجيد أحمد يكتب: اندماج أم استحواذ أم دعوة للاتحاد
الأحد، 24 نوفمبر 2013 05:02 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة