قال الدكتور أحمد لاشين، أستاذ الدراسات الإيرانية فى جامعة عين شمس "إن الأزمة السورية هى التى قلبت العداء بين أمريكا وإيران إلى شهر عسل، وأن تمسك طهران إيران بموقفها تجاه الأزمة السورية جعل مركزها أقوى وجعلها صاحبة قرار فى سوريا، وبالتالى لن تقدر أمريكا على حل الأزمة السورية إلا بالاتفاق مع إيران.
وأضاف لاشين فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" تعليقا على الاتفاق الذى تم إبرامه، أمس، بين إيران ومجموعة الدول الست (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا) حول البرنامج النووى الإيرانى، أن طهران دولة قادرة على عمل مناورات سياسية لمسافة طويلة وتحقيق مكاسب كبيرة عن طريقها، واستفادت من الأزمة السورية وتوافقت مع أمريكا.
وأشار لاشين إلى أن إيران ستقدم بعض التنازلات فى الملف السورى مقابل أن تحسن من أوضاعها الاقتصادية، موضحا أن المشكلة الأكبر والأهم بالنسبة لإيران هى العقوبات الاقتصادية وليس الملف النووى، حيث إنه خلال العامين الماضيين تعرضت إيران لتضخم اقتصادى وصل لنسبة 40%، كما ارتفعت أيضا نسبة البطالة هناك، وأنه لن يتم تحسين الأداء الإقتصادى كما ترغب الحكومة الإيرانية إلا باللعب على وتر الملف السورى لعقد صفقات مع أمريكا والغرب.
وألمح لاشين إلى أنه من بين التنازلات التى ستقدمها إيران فى الملف السورى هو رفع يدها عن نظام بشار الأسد، وقد تساهم فى إسقاطه خلال استكمال مباحثات جنيف أو على الأقل إيجاد حلول للأزمة السورية بعد سقوط نظام بشار.
وتابع "طهران لديها قدرة على التوافق السياسى حيث أن لديها علاقات مع التيارات الإسلامية فى المعارضة السورية، ويبدوا أن هناك حركات استباقية من جانب تنظيم القاعدة مثل حادث السفارة الإيرانية فى بيروت الذى وقع منذ أيام، وكأن القاعدة تتوقع أن تبيع إيران سوريا أو تقدم تنازلات فى الأزمة السورية".
واستكمل "ضرب المصالح الإيرانية يعد وسيلة ضغط من قبل تنظيم القاعدة حتى لا يكون أمام إيران أى خيار سوى التعامل مع التيارات الإسلامية عقب سقوط بشار".