"جواد ظريف" وزير الخارجية الإيرانى ورجل الساعة فى طهران.. دراسته فى أمريكا مكنته من إجادة المناورة مع الغرب وكسب قضية التفاوض حول برنامج بلاده النووى.. والمواطنون نصبوه بطلاً شعبياً

الأحد، 24 نوفمبر 2013 02:17 م
"جواد ظريف" وزير الخارجية الإيرانى ورجل الساعة فى طهران.. دراسته فى أمريكا مكنته من إجادة المناورة مع الغرب وكسب قضية التفاوض حول برنامج بلاده النووى.. والمواطنون نصبوه بطلاً شعبياً محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيرانى ومسئول التفاوض حول ملفها النووى
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أن أصبح محمد جواد ظريف، على رأس وزارة الخارجية الإيرانية، طمح الإيرانيون فى تحقيق انفراجة فى سياسة طهران الخارجية، وفى علاقاتها مع الولايات المتحدة، وانفتاح إيران على كل دول العالم، ومنذ أن نقل الرئيس الإيرانى حسن روحانى ملف المباحثات النووية إلى وزارة الخارجية، أصبح ظريف رمزا للأمل فى حل أزمة الملف النووى مع الغرب، وتحقيق ثقة بين بلاده، وحياة لرفع العقوبات، وتوفير حياة أفضل للشعب الإيرانى.

وولد محمد جواد ظريف عام 1960 فى طهران، واشتغل بالدبلوماسية والشئون الخارجية، ووصف بالسياسى التكنوقراطى البراجماتى، وعرف عنه إطلاعه على الولايات المتحدة وطريقة عمل الأمم المتحدة، بعد أن أمضى عشرات السنين فى العمل معهم، حيث تلقى تعليمه العالى فى الولايات المتحدة، وحصل على شهادة البكالوريوس فى العلاقات الدولية من جامعة ولاية سان فرانسيسكو عام 1984، وبعدها تابع تحضيره شهادة الدكتوراه فى كلية جوزيف كوربل للدراسات الدولية فى جامعة دنفر، حيث حصل على شهادة الدكتوراه فى القانون والسياسة الدولية عام 1988.

وانضم "ظريف" إلى البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، حيث عمل مستشارا للأمم المتحدة التى امتدت بين عامى 1982 و1988، وبعد حصوله على شهادة الدكتوراه أصبح ظريف المستشار والقائم بالأعمال فى البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة، وبين عامى 1988 و1989 تم تعيينه مستشارا لوزير الخارجية الإيرانية وقتها على أكبر ولايتى، ثم أصبح أستاذا زائرا فى كلية العلاقات الدولية فى طهران، ومن عام 1989 إلى 1992 عاد ظريف إلى الأمم المتحدة نائبا لمندوب إيران الدائم لدى نيويورك، وبسبب عمله مع الدول الغربية وصداقته لبعض المسئولين الغرب لم يكن محل إعجاب من قبل المتشددين الإيرانيين، وكان يلقى محاضرات بمركز التدريب التابع لوزارة الخارجية فى جامعة بشمال العاصمة الإيرانية طهران.

وبين عامى 1992 و2002 عين ظريف فى منصب نائب وزير الخارجية للشئون القانونية والدولية قبل أن يعود إلى الأمم المتحدة مرة أخرى بين عامى 2002 و2007 مندوب إيران الدائم هناك، وخلال هذا الوقت تولى ظريف مجموعة من الوظائف داخل الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامى وحركة عدم الانحياز.

وقد شغل وزير الخارجية الإيرانى عضوية التحرير لعدد من المجلات العلمية، بما فى ذلك مجلة "الشئون السياسية والدولية الإيرانية"، ومجلة "السياسة الخارجية الإيرانية"، كما كتب العديد من الأبحاث حول مواضيع مختلفة، مثل نزع السلاح وحقوق الإنسان والقانون الدولى والصراعات الإقليمية، وفى عام 2003 وذلك بحسب "تريتا بارسى" رئيس المجلس الوطنى الإيرانى الأمريكى، وفى عام 2007 كان ظريف المتحدث الرئيسى فى مؤتمر المجلس الإيرانى- الأمريكى الذى حضره "تشاك هيجل" و"دينيس كوسينتش" و"نيكولاس كريستوف" و"آندروس ليدن".

واستقال ظريف من منصبه ممثلا دائما لإيران لدى الأمم المتحدة عام 2007، وخلفه محمد خزاعى، وقد تم ترشيح الأول لمنصب وزير الخارجية من قبل الرئيس الإيرانى حسن روحانى، لمهاراته الدبلوماسية، فى وقت كانت فيه إيران عازمة على إيجاد وسيلة لتحسين مكانتها الدولية، وإيجاد طريق للخروج من العزلة المتزايدة.

ويعد ظريف هو أول وزير فى الجمهورية الإسلامية يمتلك صفحة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر" يديرهما بنفسه، وهو ما يجعل ظريف، الذى فاز فى التصويت على الثقة من البرلمان الإيرانى كوزير للخارجية بنسبة كبيرة أرفع سياسى إيرانى، يستخدم شبكات التواصل الاجتماعى، ويتواصل مع شعبه عبرها فهو يدرك قيمة هذه الشبكات على العكس من بعض المتشددين اللذين يرونها أداة للتجسس وينبغى حجبها.

ووقع اختيار روحانى على "ظريف" لقيادة الوفد الإيرانى فى المفاوضات النووية مع الغرب، نتيجة لعلاقاته الدبلوماسية مع العديد من الأطراف الغربية، كى يتمكن من تخفيف من توترات إيران مع الولايات المتحدة والدول الغربية، واعتبره الإيرانيون وجها جديدا لسياسة خارجية جديدة وعد بها الرئيس روحانى الشعب الإيرانى، وهى سياسة التعامل البناء مع العالم وتقليل حدة التوتر، والذى كان يقول إن السياسة الخارجية لا تصنع بالشعارات.

وشبه بعض الإيرانيين وزير الخارجية الذى استكمل إحدى اجتماعات المفاوضات النووية فى جنيف بكرسى متحرك بسبب آلام الظهر الشديد التى يعانى منها، برئيس الوزراء محمد مصدق فى عهد شاه إيران والذى أمم النفط الإيرانى ووقف أمام إرادة الغرب الطامع فى ثروات إيران آنذاك، فدبرت المخابرات الأمريكية "السى آى إيه" والبريطانية MI6 انقلابا أطاح به فى 1953م، وحوكم وكان يدخل قاعة المحكمة أحيانا بكرسى متحرك لمرضه، ويراه الآن البعض وطنيا رغم أخطاء له.

واستخدم ظريف صفحاته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعى ليطلع الشعب على مضمون المفاوضات من جنيف.

وفضل الوزير الإيرانى الالتزام بسرية المفاوضات إلى حين التوصل إلى حل وتفاهم مشترك، رغم انتقاد وإصرار بعض المتشددين داخل إيران الإفشاء عما كان يحدث خلف الأبواب المغلقة، وكان يقول للمتشددين "إن إضفاء السرية على فحوى المفاوضات لا يعنى أننا خائفون من الكشف عنه، وإنما الهدف الوصول إلى تفاهم مشترك من دون أن يُستغل ذلك لأغراض دعائية مؤقتة"، ورأى أن "البروباجندا الإعلامية لا تأتى بنتيجة"، وهو ما تفهمه وتعلمه روحانى من سلفه.

واستكمل ظريف عملية المفاوضات النووية بجدية ومنطقية، وأبعد عن الدعايا الإعلامية والشعارات التى رآها روحانى أولى خطوات بناء الثقة بينه وبين الغرب، من أجل إزالة المخاوف من البرنامج النووى الإيرانى، وما يتبعه من آثار إيجابية من أجل رفع العقوبات عن إيران، كما أن لديه رغبة حقيقية فى إنهاء الصراع فى هذا الملف، وإيصال حسن نوايا إيران للعالم حتى لو كانت الولايات المتحدة الأمريكية.

وبعد أن أحرزت المباحثات النووية لأول مرة منذ 10 سنوات نتيجة إيجابية، وتم التوصل لاتفاق بعد جولات تاريخية من مفاوضات ماراثونية، بين الدول الكبرى، من جانب، وإيران من جانبٍ آخر، لسنوات عِدة، بشأن برنامجها النووى وعاش العالم، ولاسيما الشعب الإيرانى فجر اليوم الأحد، لحظات مصيرية احتبست فيها الأنفاس، ليتوصل الغرب بعد أربعة أيام من مباحثات مكثفة وجادة فى جنيف، لاتفاق يرضى جميع الأطراف، ليقى طهران أيضًا من العقوبات الدولية المفروضة عليها، وتنفس زعماء الدول والشعب الإيرانى الصعداء.

وكان لنجاح المفاوضات النووية بقيادة ظريف واقع كبير لدى الإيرانيين من مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى، والذين يطمحون فى رفع العقوبات التى أثقلت كاهلهم طيلة السنوات الماضية، وكانوا ينتظرون نتائج المباحثات فى الساعات الأولى من فجر الأحد، وعبروا عن سعادتهم بتمكن وزير خارجيتهم من أن يحرز نجاحا لم يحرزه أى مسئول إيرانى من قبله فى هذا الملف، ودعا البعض على تويتر استقبال ظريف بالمطار فور عودته من جنيف، لشكره على الجهود التى قام بها من أجل شعبه، وعبر الكثيرون عن سعادتهم على تغريدة له على صفحته على تويتر، أعلن بها للشعب الإيرانى نجاح المفاوضات فى جملة مقتضبة سريعة فجر اليوم، "لقد توصلنا إلى اتفاق".


أخبار متعلقة :


آشتون تؤكد التوصل لاتفاق نووى بين إيران والقوى الكبرى

دبلوماسى غربى: إيران ستحصل على 4.2 مليار دولار بمقتضى الاتفاق النووى

طهران: الاتفاق مع القوى الكبرى تضمن اعترافهم ببرنامجنا النووى

آشتون:القوى الكبرى اعترفت ببرنامج إيران النووى ومنحتها 4 مليارات دولار

مسئول أمريكى: الاتفاق الإيرانى لا يعترف بحق طهران بتخصيب اليورانيوم

الرئيس الإيرانى يشيد بالاتفاق مع القوى الكبرى بشأن البرنامج النووى


إيران توافق على تعليق تخصيب اليورانيوم إلى مستوى نقاء 20%

وزير الخارجية الفرنسى: الاتفاق الإيرانى خطوة مهمة ولابد من مراقبته

أوباما: اتفاقنا مع إيران يسمح لها ببرنامج نووى سلمى














مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة