بعد مرور 1000 يوم على اندلاع الثورة السورية ومقتل أكثر من 120 ألف سورى من بداية اندلاع الثورة حتى الآن بحسب منظمة العفو الدولية، مازال السؤال الذى يطرح نفسه هل الثورة السورية تمضى فى اتجاهها الصحيح للتخلص من نظام نجح طوال سنوات مضت فى اعتبار سوريا هى "سوريا الأسد" لا سوريا السوريين" وهل ما تشهده سوريا حاليا سطوة لثورة إسلاميين أو ثورة معارضة مدنية حالمة تصر على التغيير وتدفع فى سبيله الدماء الغالية؟
وما الدور الذى يمكن أن يمارسه مثقفو سوريا للتحكم فى السيناريو الأسود الذى قاد سوريا إلى حرب أهلية محققة، وهل لدى مثقفى سوريا أملا فى أن تتخذ الثورة السورية مسارا صحيحا فى التغيير والحد من استخدام العنف وما هو السبيل لاتخاذ مسار صحيح كى لا تنخرط الثورة السورية إلى مزيد من الحرب الأهلية.
المثقفون السوريون رسموا خارطة الحلم لتعديل مسار الثورة السورية فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أملا فى تصحيح مسار الثورة السورية الشاعرة رشا عمران قالت، إن الفخ الذى وقعت فيه الثورة السورية وكان مدبرا لها هو فخ التحول من ثورة سلمية إلى ثورة عنيفة مسلحة وهو الذى أوقعها فى مأزق صعب فبدأ الإعلام العربى والعالمى يستبدل كلمة "الثورة السورية" بـــ"الحرب الأهلية السورية" وهو التواطؤ الإقليمى والدولى الذى ساعد عليه النظام ومهد له معتبرة بشار الأسد هو من اعتمد العنف والتقتيل منذ اللحظة الأولى ونحى بالثورة المنحى الطائفى وذلك بمساعدة حلفاؤه " إيران وحزب الله والعراق ".
وأضافت عمران، إن النظام السورى اعتمد تصفية الصف الأول والثانى والثالث من شباب الثورة سواء بالقتل أو الاعتقال أو النفى بحيث لم يبق من الثورة إلا من رضى بحمل السلاح بالانتماء إلى الكتائب ذات الطابع الجهادى العقائدى والتى تحظى بتمويل ودعم مالى وعسكرى دولى، بينما تبدو الثورة السلمية كخيالات من الذاكرة ويظهر السلميون بوصفهم رومانسيون نخبويين وبعيدين عن الواقع.
واعتبرت عمران الحل السياسى هو الأقرب للواقع وذلك اذا ارتضى به الطرفان شريطة ألا يكون فيه تنازل عن أهداف الثورة ولا بيع لكل تلك التضحيات وكل تلك الدماء، وبعد مرور 1000 يوم على اندلاع الثورة السورية أحلم أن نصل قريبا إلى حل يوقف هذه المقتلة اليومية، وإعادة بناء المجتمع الذى تفكك تماما ولم يبق منه ما يعول عليه فى الحديث عن كيان سورى.
ومن جهته قال الشاعر الشاب سامر الحورانى إن مهمة المثقفين السوريين باتت أصعب من ذى قبل، وذلك لكثرة التعقيدات التى تحيط بالمشهد السورى، ومن ناحية أخرى هى عمق الكارثة الإنسانية الذى بات لا يُحتَمل.
واستنكر الحورانى فى تصريحاته عن لـ"اليوم السابع"، ألا يكون للثورات العربية منهج فكرى يبزغ منها وتستند عليه، مثلما حدث أبان الحرب العالمية الثانية وما ظهر من مناهج فلسفية وفكرية، مشيرا انه نظرا لغياب هذا المنهج الفكرى فلا يجب أن نستغرب التطرف الحاصل الآن بالمنطقة.
وأضاف "الشعب السورى تم تحطيمه بإرادة دولية ومازال يُحطّم،هذا المشهد هو الأكثر رعباً. . أنا كل يوم أتذكر الهنود الحمر، وأراقب العالم ماذا يفعل بنا، هذا الخطر بدايته سوريا، ولكن نهايته إن لم يصحى ضمير العالم. . هو انقراض حضارات بأكملها.
واعتبر الحورانى الحل فى خارطة طريق يأملها تصحح المسار هو التوقف عن البكاء الشاعرى لأنه لن ينقذ سوريا والحل فى ابتكار مناهج فكرية تغذى الثورة وتنير مسيرتها المستقبلية، مؤكدا: إن لم نتمكن من تخطى ما يحدث فكرياً. . نحن لا نفعل شيئاً البكاء الشاعرى على الورق لن ينقذ سوريا !
يامن المغربى المخرج السورى قال حينما يقرر الشعب السورى التخلص من السلاح ونتفق على إنهائه، سنستطيع وقتها أن نكون قادرين على عمل شيء من أجل سوريا، اليوم لا صوت يعلو فوق صوت السلاح، والشعب ربما لم يعد مؤمنا بنا، علينا أن نكون هناك ونعمل مع الناس على الأرض، لا مبادرات، ولا بيانات قادرة على إنقاذ ما تبقى، سوريا بدأت تشهد التطرف من فترة ليس تطرفا دينيا فقط بل تطرف آراء وتطرف بالسلاح.
وأضاف المغربى إن خيار نزع السلاح لابد أن يكون خيار سوري_ سورى والتدخل الأجنبى لن يفيد فى شيء سوى خدمة مصالحه، القرار السورى هو من يستطيع وحده أن ينهى أزمة السلاح وليذهب التدخل الأجنبى إلى الجحيم، مؤكدا علينا أن نكون هناك ونعمل مع الناس على الأرض.
أما الشاعر والناشط الحقوق ميشيل شماس فقد وضع خارطة الطريق يمهد لسوريا متجاوزة عنق الزجاجة فقال فى وثيقة مطالب حصل عليها اليوم السابع بعنوان " سورية التى نسعى لها " نريد سورية بلا استبداد ولا عنف أو قتل بلا تكفير أو إكراه بلا إقصاء أو تخوين، نريد سورية يحكمها عقد اجتماعى لا مكان فيه للاستبداد مهما كان شكله، مع ضرورة أن يقف على مسافة واحدة من جميع بنات وأبناء سوريا.
كما طالب بضرورة احترام كرامات الناس وحقوقهم وحرياتهم بغض النظر عن السياسية والدين واللون والجنس والعرق.