الشعب المصرى - أو الغالبية الساحقة منه - يرى أن الشخص الوحيد «اللى قلبه على البلد» والمهموم والمهتم بمشاكله وأزماته، والحريص على تجاوز محنته وآلامه ومعاناته، والمؤمن به وبمستقبله وقدرته على النهوض والبناء.. هو الفريق السيسى، المصريون لديهم ميزان تاريخى حساس وميراث من القدرة على الفرز السياسى والاجتماعى يمنحهم دون غيرهم حاسة عاطفية استثنائية تجاه شخص ما يرون فيه أنه «القائد والزعيم» بصفات الصدق والإخلاص والبساطة فى التعامل والإيمان بقضية الوطن وبذل الجهد والغالى والنفيس والتضحية من أجله، هذه الصفات التى يراها المصريون الآن فى الفريق السيسى فى سعيهم ودأبهم عبر مراحل التاريخ المختلفة، القديم والحديث والمعاصر، فى البحث عن الزعيم والمخلص، أو هكذا يعتقدون، ربما لا تظهر ولا تلوح فى شخص غيره، فتصرفات وأقوال وأفعال باقى المسؤولين والرموز السياسية الآن لا تتناسب ولا تليق بالظروف والأوضاع الاستثنائية الصعبة التى تمر بها مصر حاليا، فهناك فارق بين إحساس الفريق السيسى بقيمة الزمن وأهمية الوقت وضرورات المرحلة الانتقالية ووعيه بها، وبين «فريق» آخر لديه من رفاهية الوقت وعدم الإحساس بالمسؤولية الوطنية و«الرحرحة» الكثير فى مواجهة المخاطر والأزمات الداخلية والخارجية التى تهدد مصر، النخب السياسية التى علق المصريون عليها الكثير من الآمال فى قيادة مصر والخروج بها من نفق الظلام والاحتقان السياسى إلى براح المستقبل، فشلت فى أداء دورها الوطنى ربما منذ أن تناولت «الشاى بالياسمين» فى مؤتمر فيرمونت الشهير خلف الرئيس المعزول مرسى فى جولة الإعادة فى الانتخابات الرئاسية فى مواجهة الفريق شفيق، ولم تقدم البديل الحقيقى أو الطريق الثالث بين الاستبداد السياسى والفاشية الدينية، وانشغلت بمعاركها الفرعية والشخصية بعيدا عن المصالح الوطنية وانزوت فى منطقة الصراعات والمواءمات السياسية والبحث عن دور مفقود وبطولات وهمية تجاوزتها الأحداث بعد 30 يونيو الذى أثبت مدى ضآلة حجم هذه النخب ووزنها السياسى فى الشارع المصرى الذى خرج فقراؤه وبسطاؤه أيام 30 يونيو ضد الاخوان و3 و26 يوليو استجابة لدعوة «القائد والزعيم الجديد» الذى يبحثون عنه منذ عام 70..!
الرجل يملأ فراغا سياسيا كبيرا بـالحضور الطاغى و«طلة الزعامة» وبالصدق والجدية والحزم والعزم، فى مقابل زحام من سياسيين وحكوميين و«ثوريين».. ولا أحد.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة