الصحف الأسبانية تسلط الضوء على طرد السفير التركى من مصر: جاءت نتيجة لتصريحات أردوغان "المستفزة" ضد القاهرة.. وسقوط الإخوان شكَّل صفعة على وجه أنقرة.. والتجربة التركية هشة وقابلة للانتكاسة

اهتمت الصحف الإسبانية بإعلان الخارجية المصرية، أمس السبت، طلبها السفير التركى بمغادرة البلاد عقب التصريحات التى أدلى بها رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان وإدانته لمصر.

حيث قالت صحيفة "الباييس" الإسبانية، إن هذا الأمر يصاعد من حدة التوتر بين مصر وتركيا، أما صحيفة "لاراثون" الإسبانية فأوضحت أن تصريحات أردوغان تعتبر بمثابة "استفزاز" وتدخلاً غير مقبول فى الشئون المصرية، مشيرة إلى أن التجربة التركية مع المؤسسات القوية تؤرق القيادة السياسية التركية بسبب فشل الإخوان فى مصر.

وأضافت صحيفة "لابانجوراديا" الإسبانية، أن ردة الفعل التركى ناتجة من خروج حليف مهم لأنقرة فى المنطقة "الإخوان المسلمين"، خاصة فى ظروف الأزمة السورية، مشيرة إلى أن هناك سببا فى غاية الخطورة، وهو أن النقاش الدائر فى مصر حاليا حول دور وحدود المؤسسة العسكرية فى الحياة العامة يخيف مراكز القرار فى تركيا التى اعتقدت أنها كانت قضت على المؤسسة العسكرية بشكل كامل ونهائى، خاصة بعد الدور الذى لعبته المؤسسة العسكرية فى 1997 فى تركيا عندما أقصت الجيل الأول من الحركة الإسلامية التركية عن السلطة ممثلة فى نجم الدين أربكان وحزبه الذى تفرع عنه حزب أردوغان الحاكم اليوم.

ونقلت صحيفة "الموندو" الإسبانية، قول الباحث الفرنسى جان ماركو، إن تركيا لا تزال حبيسة تجاربها السابقة مع الجيش وفى 2012 شعر الإسلاميون فى القاهرة وأنقرة أنهم تخلصوا من القوة المعدلة للجيش فى الحياة العامة وبعد إقصاء المشير طنطاوى اعتقدت السلطات فى البلدين، أن الجيش وباقى المؤسسات الكبرى الأخرى فى طريقها لأداء فروض الطاعة كاملة، وهو ما يكفى لإثارة رعب الطبقة الحاكمة فى تركيا من مواجهة نفس المأزق والمصير، فرغم كل شىء لا تزال التجربة التركية هشة وقابلة للانتكاسة".

وتابع ماركو، أن تركيا كاتت ترغب فى أن توصل للعالم من خلال مصر أن الإسلام التركى هو التجربة الإسلامية النموذجية ولكن سقوط الإخوان تسبب فى صفعة كبرى للجهود التركية.