الجزائرى مخلوف عامر: الدين ليس وسيلة للسلطة ولا متكأ للأصولية

قال الناقد الدكتور الجزائرى مخلوف عامر، بعد تصدر كتابه "الدولة الإسلامية" مبيعات معرض الجزائر الدولى للكتاب لعام 2013 فى دورته الــثامنة عشر، والذى انطلقت فعالياته فى الثلاثين من أكتوبر الماضى، أن تعاونى مع دار نشر مصرية، يعود لثقافة شعب مصر واطلاعه على جميع الثقافات وأفضل تكرار التجربة مرة أخرى.

وحول مشاركته فى هذه الدورة كان لـ"اليوم السابع" حواراً مع الدكتور مخلوف عامر، تناول الحديث عن كتابة "الدولة الإسلامية" وعن الثورات العربية وما يدور بفكره فى الإصدار الجديد له وإلى نص الحوار..

حدثنا عن أجواء كتابك الجديد "الدولة الإسلامية"؟
إن كتاب "الدولة الإسلامية" يتعرض إلى نظرات متمايزة فى معالجة التراث، وهى النظرات الأساسية التى سادت خلال القرن العشرين، ثم يحاول أن يجيب عن مسألة جوهرية تتعلق بالإسلام والديمقراطية إذ لا نجد فى التاريخ العربى الإسلامى نموذجاً يصلح لأن يكون بديلا عن الديمقراطية، ولذلك بدا لى أن الإسلام السياسى مهما تراوح بين التشدد والاعتدال، فإنه يدور فى حلقة مفرغة لا آفاق له، خاصة أن التجربة الجزائرية قد أظهرت هذا الواقع على نحو عملى يؤكد هذه الحقيقة ولذلك انتهيت إلى أنه لا مخرج ينتشل مجتمعاتنا من مستنقع التخلف والغيبيات والخرافات والفساد إلا بالحسم فى اتجاه ديمقراطى لا انتخابوى تعددى شكلى بحيث لا يبقى الدين وسيلة لا فى أيدى السلطة ولا متَّكأ للأصولية، بذلك فقط يتحرر الدين من مستنقع التدنيس ليرقى إلى أفق التقديس ولا مجال للتوفيق بين الديمقراطية والشريعة، على أن الفضل الأول يعود إلى الأعلام المصريين الذين كانوا سباقين إلى دراسة هذه الظاهرة وساهموا عبر التاريخ فى تنوير القارئ العربى.

لماذا وقع الاختيار على دار نشر مصرية لنشر الإصدار الخاص بك
إن سبب اختيارى لدار نشر مصرية مثل دار "العين" لنشر الكتاب، لأنه عندما تعرفت على الدكتورة فاطمة البودى، كان فى مدينة بجاية بالجزائر ووجدتها مليئة بالحيوية والنشاط، متفتحة متحررة، تتعامل مع المؤلف بصراحة ووضوح، ولأن الكتاب الذى عرضتُه عليها يُعد مساهمة فى مكافحة الأصولية الإرهابية وافقتْ على نشره ما زاد من تقديرى لشجاعتها النادرة بالإضافة إلى قدرتها على توزيع الكتاب فى بلدان مختلفة.

ما تعليقك على الثورات العربية؟
أحداثها كانت منتظرة بالنظر إلى الفساد الذى استشرى فى البلدان العربية وإلى الفئات الحاكمة التى أهلكت البلاد وأنهكت العباد، ولكن يبدو أن الشعوب الناقمة على الأوْضاع كانت تعرف ما ترفضه ولكنها تجهل ما تريد، لذلك وجدت نفسها فريسة لخطاب إسلاموى شعبوى يبشر بجنة موْعودة ليعمم الجحيم، فمن الخطأ القاتل الاعتراف دستورياً بأحزاب دينية تعتبر الديمقرطية كفراً، وما الانتخابات بالنسبة لها سوى وسيلة للوصول إلى السلطة من أجل إقصاء الخصوم.

ما الذى يدور فى فكر مخلوف عامر وسيصدر فى كتاب؟
أبحث فى الكتب الأدبية العربية والأجنبية عن صورتى الأنا والآخر، صورة المستعمِر والمستعمَر سواء فى ألوانها التقليدية القديمة أو الجديدة، بالإضافة إلى إنجاز مجموعة من الأعمال التطبيقية موجهة إلى الطلبة ودراسات فى الرواية الجزائرية.

هل تكرر التجربة مع دور نشر مصرية؟
يشرفنى أن أكرر هذه التجربة بكل اطمئنان ويقين، فإن مصر بها جمهور كبير مطلع على جميع الثقافات فأعتز بحب الجمهور المصرى لكتاباتى.