قال "محمد حسن"، 39 سنة، مهندس زراعى، فى حديثه لـ"اليوم السابع"، كنت أقطن برفقة "والدى"، 65 سنة، و"والدتى"، 54 سنة، فى مدينة أسوان جنوب البلاد، حيث إننى الابن الوحيد لهما، وكان والدى يفرحان بأحفادهما ويرددان دائما "نفسنا نعيش لحد ما نفرح بيهم"، وفى أحد الأيام تلقينا اتصالا هاتفيا من أقاربنا فى مدينة التل الكبير، أكدوا لنا فيه بأن أحد أقاربنا توفى، وعقد والدى ووالدتى العزم على السفر لأداء واجب العزاء.
وتابع الابن، سافر والدى إلى القاهرة حيث كان فى استقبالهما ابن عمى بسيارته الملاكى لتوصيلهما من القاهرة إلى مدينة التل الكبير، وكأن القدر شاء أن يلحقا والدى بالميت قبل أن يتم تشييع جثمانه، حيث تعرضت السيارة الملاكى إلى حادث مروع على طريق بلبيس الصحراوى، بعدما دهسهما جرار زراعى بـ"فنطاس" كبير للمياه، ومع أن السائق ارتكب الجريمة البشعة وتسبب تهوره وسرعته فى الحادث، إلا أنه توقف وفصل الجرار عن "الفنطاس" وهرب بالجرار قبل أن يتم القبض عليه، تاركا والدى ووالدتى وابن عمى يصارعون الموت لعدة ساعات على الطريق، حتى تم نقلهم إلى المستشفى، إلا أن والدتى كانت قد لفظت أنفاسها الأخيرة قبل وصولها المستشفى، بينما لحقها والدى بعدها بـ5 أيام، وتلقى ابن عمى العلاج وخرج من المستشفى.
وأوضح الابن، حررنا محضرا بالواقعة حمل رقم 21723 ، وذهبت إلى مسقط رأسنا بأسوان لدفن الاثنين، وتلقى واجب العزاء فيهما، وعدت بعدها بـ18 يوميا، حيث اكتشفت بأن المحضر قد تم تقييده ضد مجهول، ومن ثم قدمت بلاغا للنيابة العامة لفتح باب التحقيق مرة أخرى، واتهمت شخصا يدعى "سليمان.ش"، أعرابى، بارتكاب الواقعة، واستدعى وكيل النيابة رئيس المباحث وسأله عن المتهم ولماذا لم يتم القبض عليه، ففوجئت برئيس المباحث يرد على وكيل النيابة بأنه ذهب إلى منزل المتهم، و"حلف على المصحف أنه لم يرتكب الجريمة"، ولا أدرى هل أصبح شغل الشرطة أن تحلَّف المتهمين على المصحف!"، على حد قول الابن.
واستطرد الابن قائلاً: "حاول المتهم مساومتى بالمال حتى أتنازل عن المحضر، لكنى رفضت، فلم أحضر من أسوان إلى الشرقية وأترك عملى من أجل المال، وإنما للحصول على حق والدى اللذين لم يقصرا فى تربيتى، وهذا أقل ما أفعله بعد وفاتهما، أن آخذ حقهما بالقانون، وقدمت شكاوى إلى مديرية أمن الشرقية دون فائدة".
واختتم قائلا: "علمت أن أسرة القاتل من الأعراب ولديهم علاقات مع ضباط المباحث، ومع إلحاحى على حقى أكدوا بأن ابن المتهم هو الذى كان يقود الجرار الزراعى، حتى يفلت من الجريمة لكونه لا يتخطى السادسة عشرة، وضده حكم غيابى بالسجن سنة، ولم ينفذ ولم يتم القبض عليه، أو والده حتى الآن، ومن ثم أطالب مدير أمن الشرقية بالتدخل، لأن دم والدى فى رقبة الأمن".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة