أثار قرار وزارة الخارجية، اليوم، السبت، بسحب السفير المصرى من أنقرة، وطرد السفير التركى من مصر، واعتباره شخصاً غير مرغوب فيه، على خلفية إصرار تركيا بالتدخل فى الشئون المصرية ونقل الوقائع الكاذبة بشكل ملحوظ ضد ثورة 30 يونيو، ردود أفعال العديد من المثقفين، حيث رأى البعض أن القرار أعاد الكبرياء للسياسة المصرية الخارجية وأنه جاء متأخر وطالبوا بقطع العلاقات الثقافية والاقتصادية أيضاً.
الكاتب الكبير يوسف القعيد، قال فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إن هذا القرار جاء متأخرًا للغاية وكان يجب أخذه فى أول تدخل لتركيا فى شئون مصر وكنت أتمنى أن يكون موقفنا فعل وليس كرد فعل.
وأكد "القعيد" أن مصر أكبر من تركيا مائة مرة وأنه مع الموقف الذى اتخذته مصر تجاه تركيا، لأن تركيا تلعب دور الولاء لجماعة الإخوان المسلمين وتقوم بحملات لتدعيم تلك الجماعة.
وأشار "القعيد" إلى أنه من الممكن أن تكون هناك إجراءات تتخذها تركيا تجاه مصر فمن الضرورى أن نكون على وعى بما يحدث، وشدد أيضاً على دور الأمن فى الأيام المقبلة على كل العناصر المشاركة مع الأترك وليس معنى هذا أن نقوم بالقبض على من يعمل مع الأترك أو يكون بينهم مشارع واستثمارات معينة ولكن علينا فهم ومراقبة تلك العلاقات.
وأضاف "القعيد" أن هناك تسهيلات منحها محمد مرسى لتركيا فى إنشاء مصانع ومشاريع فى سيناء ومنها مصنع طوب، فيجب إنهاء هذه التسهيلات ومنع أى مشاريع لعناصر أجنبية أو عربية فى سيناء، ووصف ذلك "بالخطر على أمن مصر" ودعا بمقاطعة المصريين للسياحة بتركيا وعدم الذهاب إليها.
وقال الشاعر الكبير عبد المنعم رمضان، إنه على الرغم من أننى لا أميل كثيراً إلى قطع العلاقات وسحب السفراء بين دول ليست عدائية عداء مباشر وأن وجود السفير هنا وهناك لسير التفاهم التى تسعى إليه الدبلوماسية إلا أن تركيا وموقفها تجاه جماعة الإخوان المسلمين فى مصر الذى تجاوز كثيراً فى التدخل فى الشئون المصرية ومع ذلك لم أتمنى قطع العلاقات.
وأوضح "رمضان" أن سحب السفير المصرى من أنقرة وطرد السفير التركى من مصر دليل على فشل الحكومة المصرية التى تدير شئون البلاد برئاسة الدكتور حازم الببلاوى فهى تفتقد أشياء كثيرة فى الداخل بعلاقتها مع المواطنين وفى الخارج مع الدول بالعداء والخصومة.
وأكد "رمضان" أن ما حدث يعد خطأ دبلوماسيًا جسيمًا وأن هذا ليس دفاعاً عن تركيا التى تتخذ مواقف قذرة تجاه مصر، وتساءل "رمضان" عن موقف الحكومة أثناء دفاع الولايات المتحدة الأمريكية عن الإخوان المسلمين ولكن أمريكا غيرت موقفها فكان من الممكن مع الضغط على تركيا لتغير موقفها أيضاً فبقطع العلاقات تستمر الحكومة فى تواصل الأخطاء وهذا ليس الحل الجذرى.
وفى السياق نفسه قال القاص سعيد الكفراوى، إن أى رد فعل تقدم عليه مصر يمثل رأى جموع الشعب، لأن تركيا أردوغان لم تترك مساحة من التفاهم بين الشعبين وتصرف مع المصريين باعتبارهم تابعين للأتراك الذين كانوا يحكمون مصر على مدار 500 عام.
وأوضح "الكفراوى" أن الخطوة التى اتخذتها مصر تعيد الكبرياء لسياسة الخارجية المصرية، وتذكرنا بأيام كان الصوت المصرى هو الغالب وكانت تركيا بلدا إقليميا كبيرا فى منطقة يتنازعها عدد من القوة وأن مصر لها نفس دور تركيا وأكثر وما تم هو إعادة اعتبار للخارجية المصرية فى مواجهة هذا الكيان الضخم للإسلام السياسى.
وعن رد فعل تركيا تجاه ذلك القرار رأى "الكفراوى" أنها ستلجأ للتشهير وتعميق المؤامرة التى تشترك فيها دولة قطر من نقل الأكاذيب وتفخيم الأحداث وتشويه صورة مصر أمام العالم.
وقالت الكاتبة سلوى بكر، إن هذه الخطوة جيدة للغالية، ولكنها جاءت متأخرة كثيراً، لأن تركيا منذ 30 يونيو واندلاع الثورة الشعبية ضد مرسى والنظام التركى وأردوغان يعملان ضد إرادة الشعب المصرى والوقوف بجانب النظام الفاشى لجماعة الإخوان المسلمين.
وأوضحت "سلوى" أنه منذ بداية حكم المعزول "مرسى" لا تعمل تركيا إلا لصالح الإخوان المسلمين وتخترق كل القواعد والقوانين لتدخل فى شئون مصر، وأتمنى أن يدعم هذا القرار بمواقف اقتصادية، لأن البضائع التركية تغرق الأسواق المصرية ويوجد منها البديل المصرى للإضرار بالمصالح التركية وعدم التبادل التجارى معها.
وطالبت "سلوى" كل من وزير الثقافة والإعلام بمقاطعة تركيا فى المجال الثقافى وعدم إذاعة المسلسلات التركية على الشاشات المصرية ومخاطبة الدول الداعمة لمصر بمقاطعة هذه الأعمال نهائياً ولكن الحكومة المصرية ضعيفة لا تناسب اللحظة فى اتخاذ المواقف الجذرية.