رامى ميخائيل يكتب: ماذا تبقى من الحضارة الفرعونية أيها المصريون؟

يدهشنى فخر المصريين بأنهم أبناء الفراعنة وأصحاب أقدم الحضارات بل هى أقدم حضارة على وجه الأرض (الحضارة الفرعونية)، حضارة يرجع تاريخها إلى أكثر من 7000 سنة، بل وللأسف المصريون لا يعرفون عن هذه الحضارة إلا القليل منها، حيث أن المناهج الدراسية فى المدراس والجامعات تخلو وتغفل الكثير من تاريخ وحقائق واكتشافات هذه الحضارة التى سبقت زمانها والزمن الحاضر بل وأيضاً سبقت المستقبل، أتعجب من غفلة المصريين بتاريخهم العريق ولا يتذكرونه إلا بالنظر إلى الأهرامات وأبو الهول وبعض المعابد والآثار ليقولوا نحن الفراعنة وأبناء هذه الحضارة، وهم فى الحقيقة غافلون عنها بل ومهملون فى الحفاظ عليها والعمل على صيانتها.

فمثال ذلك ترك منطقة الأهرامات والمنطقة المجاورة إلى هذا الكم من الإهمال والعبث دون وضع نظام متحضر ومنضبط لهذه المنطقة والآثار الجاذبة لجميع السائحين من مختلف الدول؟ كيف لا توجد ضوابط نظام لهذه الآثار وغيرها من التى نشاهدها فى دول أقل حضارةً منا وليس هذا فقط بل نبعث إليهم بعض من آثارنا الثمينة والغالية وكيف لنا أن نفرط فيها بهذه السهولة؟ كيف نترك منطقة الأهرامات ونزلة السمان لهذه العائلات تتحكم فيها كما تشاء ولا يكون للدولة ووزارة السياحة والآثار الهيمنة والانضباط والنظافة والرقى فى التعامل مع أكثر الأشياء رقياً وحضارةً؟ كيف نتفاخر فى وسائل الإعلام المختلفة وفى حواراتنا مع الغرب بأننا أبناء الفراعنة وأصحاب أقدم حضارة فى العالم ونحن نترك آثارنا ونتعامل معها بهذا الإهمال واللامبالاه؟

يجب على المصريين أن يدركوا جيداً من هم وأن يحافظوا ويهتموا بتكريس ذكرى حضارتهم العريقة حتى يتمكنوا من المضى قدماً إلى المستقبل والتطور وإبهار العالم كما فعل سابقاً أجدادنا الفراعنة، لماذا لا تصبح هذه المنطقة الأثرية منطقة مفتوحة بها العديد من المطاعم الفاخرة ومحلات بيع الهدايا والتذكارات حيث يمكن إقامة العروض الفرعونية والفلكلور المصرى لتشجيع السياحة الداخلية والخارجية وإحياء التراث الفرعونى والتعويض عن فترات الركود السياحى...