د. محمد عبد الرحمن الزنط يكتب: الثورة الحقيقية

السبت، 23 نوفمبر 2013 02:08 ص
 د. محمد عبد الرحمن الزنط يكتب: الثورة الحقيقية ثورة 30 يونيو

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شعب مصر العظيم.. أخاطبكم اليوم بصفتى الشخصية والتى تحملنى المسؤلية الكبيرة تجاه الوطن وتجاهكم لأن هذا ما أستطيع أن أقدمه اليوم إلى بلدى الحبيب مصر على أن يكون جزءا من رد الجميل للوطن.

إنكم اليوم تصنعون تاريخا جديد، مجدا جديدا، تحيون الأمل فى بلدكم، تبعثون الحرية إلى هذا الشعب الطيب، تخطون إلى المستقبل بأفاق جديدة، وواقع سياسى أفضل من قبل، بثورتى 25 يناير، 30 يونيو والتى ضربتم بها المثل للعالم كله فى السلمية والإنسانية والحب والتراحم والود بينكم والتحضر فى مقابل حكام طاغية وفساد كبير وليل دامس، اليوم خرج إليكم شعاع النور لصفحة جديدة مع مصر الحديثة، مصر الديمقراطية، ولكن هذا لن يتم إلا بشىء واحد وهو عمل ثورة أخلاقية لكل واحد فينا، علينا مراجعة أنفسنا فإذا كانت هناك ثورة سياسية قد قامت لابد أن يقابلها ثورة أخلاقية ليكتمل بها طريق المستقبل المشرق، لأنها مهمة فى فرض واقع اجتماعى جديد لتحقيق الحضارة المنتظرة منكم فى هذا التوقيت.

وكما أبهرتم العالم فى الثورة السياسية لابد أن تبهروا العالم بثورتكم الأخلاقية لأنه لو لم تتم هذه الثورة سنعود بثورتنا السياسية إلى ما قبلها لابد أن نكون على قدر مسئولية قوله تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)، لابد وأن تعلموا أن قيمنا الأخلاقية حسنا الله عز وجل فى كل الرسالات السماوية فيجب أن نقتضى بها ونعمل بها وما يحدث اليوم فى بلادنا يمثل علامة خطيرة فى تارخ مصرنا الحبيبة، لابد أن نعلم إن خطورة القيم الأخلاقية تكمن فى كونها هى الحد الفارق بين الطبيعة الإنسانية والطبيعة الحيوانية! فالإنسان بلا خلق ولا دين إما وحش كاسر أو ذئب غادر، لقد كان لكل الأمم والشعوب التى نهضت فى سلَّم الحضارة من القيم الأخلاقية ما حفزها على بلوغ ما تصبو إليه، بل إن أساس الحضارة الإنسانية الأول هو القيم الأخلاقية، فالإنسان مدنى بطبعه ولا يتحقق له العيش فى الجماعة إلا على أساس سلوك يحقق الألفة والتعاون والاجتماع الإنسانى، كالمحبة والإخلاص والصدق، لتستقيم به حياتهم، وكل الحضارات الإنسانية القديمة والمعاصرة لم تحقق نهضتها إلا بشىء من ذلك.

تعالوا بنا ننظر إلى أمريكا وأوروبا نرى هناك فى القيادة السياسية تهتز بأكملها اذا وقع أى مسئول سياسى فى جريمة تخل بالشرف أو استغلال للمنصب وكم تسقط الحكومات هناك بسبب ذلك الفعل فى الوقت الذى تظهر الجرائم الأخلاقية التى يندى لها الجبين لحكوماتنا بالصوت والصورة دون أن يحدث ذلك أدنى هزة سياسية لدى شعوبنا وذلك بسبب الثقافة الخاطئة لشعوبنا المتخلفة أخلاقيا.

فلابد وأن نتكاتف جميعا وبصفة خاصة الثوار والمفكرون والسياسيون والكتاب لعمل الثورة الأخلاقية فى المجتمع المصرى، لأنه لا يمكن للثورة المصرية أن تؤتى أكلها وتحقق غايتها ما لم تنجح فى خلق ثقافة جديدة تعاد فيها للقيم الأخلاقية مكانها فى سلَّم أولويات الثورة، فقد كانت مصر ولا تزال مهد الحضارة الروحية والأخلاقية، وستظل كذلك مهما وقع من ضعف طارئ، وهو ما يؤكد ضرورة استعادة مصر والمنطقة لهويتها ودورها الأخلاقى والإنسانى من جديد، فى عالم يعيش اليوم أزمة روحية وأخلاقية كبرى.





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

asmaa

متميز

عدد الردود 0

بواسطة:

بنت مصر

رااااائع

نتمنى ان نرى ذلك فى كل الوطن العربى وليست مصر فقط

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة