رحب سياسيون بطرد الخارجية المصرية السفير التركى من مصر، ووصفه بالشخص غير المرغوب فيه، موضحين أنها خطوة جيدة للضغط على الحكومة التركية ومراجعة مواقفها تجاه مصر.
وفى هذا السياق، قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الموقف التركى بات معاديا للدولة المصرية، وذلك بعد إصرار أنقرة على عقد سلسلة من المؤتمرات المناهضة لإرادة الشعب المصرى والجماهير الغفيرة التى خرجت فى 30 يونيو.
وأضاف "نافعة" لـ"اليوم السابع" أن تركيا تحرص على مناصرة فصيل سياسى يمثل خطرا شديدا على أمن مصر الوطنى، وتتعامل مع النظام الحالى على أنه انقلب على ما تصفها بشرعية الرئيس السابق.
واعتبر نافعة، أن تصريحات السفير بدر عبد العاطى المتحدث باسم الخارجية المصرية، والتى طالب فيها السفير التركى بمغادرة البلاد، تطور مفاجئ فى العلاقات المصرية التركية، غير أنه طبيعى ردا على الموقف التركى المعادى لثورة 30 يونيو، مؤكداً أن تقنين العلاقات المصرية التركية جاء بعد نفاد صبر القاهرة من مناصرة النظام التركى للإخوان.
وأوضح أن القرار يؤكد أن من يعبث بأمن مصر الوطنى لابد من الرد عليه بحسم، متمنياً تراجع تركيا عن مواقفها التى وصفها بالمخذلة، لإعادة العلاقات المتبادلة إلى طبيعتها بين أكبر دولتين فى المنطقة.
اتفق معه الدكتور عماد جاد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، الذى شدد على أن تخفيض العلاقات المتبادلة بين مصر وتركيا أصبح ضرورياً فى الوقت الحالى، خاصة بعد حرص أنقرة على التدخل فى الشأن الداخلى المصرى، ودعمها لجماعات تحارب إرادة المصريين.
وأضاف جاد، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن قرار وزارة الخارجية المصرية بمطالبة السفير التركى بمغادرة البلاد، جاء فى التوقيت المناسب، رداً على الإهانات المتواصلة من تركيا للنظام المصرى، وتدخلها الفج لقمع إرادة الشعب المصرى.
وأكد نائب رئيس مركز الأهرام أن النظام المصرى قام بلفت نظر النظام التركى أكثر من مرة، من خلال سحب السفير المصرى من تركيا، وحث الإدارة التركية على التوقف عن دعم الإرهاب فى مصر، بينما أصر رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان التعامل باعتباره عضوا فى التنظيم الدولى للإخوان، واستمر فى مناصرة الجماعات الإرهابية التى تهدد المصريين، بدلاً من التعامل وفق المصالح المتبادلة بين بلادة والدولة المصرية.
ولفت عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، إلى أن تصريح الخارجية بأن السفير التركى شخص غير مرغوب به، هو درجة من الاحتجاج الدبلوماسى فى العلاقات الدبلوماسية بين الدول.
وذكر "شكر" أن تلك الخطوة جاءت نتيجة ما تقوم به الحكومة التركية من تدبير المؤامرات على مصر، فضلا عن أنها تأوى عناصر معادية للشعب المصرى، منوها أن احتجاج الخارجية على وجود السفير، لأنه يمثل الحكومة بكل توجهاتها المعادية لمصر.
واستطرد "على الحكومة التركية مراجعة مواقفها من جهة الشعب المصرى، حسب تقديرهما للعلاقات المصرية، وإدراكها لمدى أهمية مصر كدولة محورية بالمنطقة".
وشدد القيادى اليسارى، على أن الإنذار المصرى للسفير التركى، قد يساعد القوى المعارضة للحكومة التركية ونظام أردوغان على استثمار ذلك الموقف ضدهم، ويوضحوا للشعب التركى أن الحكومة لا تعمل لمصالحهم.
واعتبر الدكتور عبد المنعم المشاط، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، طرد السفير التركى من مصر،دليلا على الغضب الشديد للدولة المصرية، مؤكدا أن هذا القرار خطوة مهمة وتغير إيجابى فى السياسة المصرية.
وأردف"المشاط"، خلال مداخلة هاتفية لفضائية "سى بى سى" اليوم السبت، أنه يجب على الدولة المصرية تدشين حملة شعبية لمقاطعة المنتجات التركية.
وعلى الجانب الآخر أكد الدكتور وحيد عبد المجيد القيادى بجبهة الإنقاذ أنه لا يحبذ اللجوء إلى الإجراءات الراديكالية فى السياسة الخارجية.
وواصل عبد المجيد أن "العلاقات الدولية لا تتوقف على الأشخاص والأحزاب"، وأن "مصر وتركيا تجمعهما علاقات كثيرة على المستوى الاقتصادى والسياسى والاجتماعى وكافة المستويات".
وتوقع القيادى بجبهة الإنقاذ أن نظام أردوغان لن يبقى مهما كانت جرائمه، وأنه يعد لحظة عابرة فى تاريخ تركيا، موضحا أن الحفاظ على العلاقات التى تربط البلدين أهم من النظام نفسه خاصة العلاقات الاقتصادية فى ظل المتغيرات التى تشهدها مصر حاليا.
واستكمل" لا يجوز اللجوء إلى الإجراءات الجذرية إلا فى الضرورة القصوى، ولا يوجد ما يدعو لذلك، وقرار الخارجية المصرية بمطالبة السفير بمغادرة البلاد أمر غير مجدى، ولن يحقق هدفه، بل سيؤثر سلبا على العلاقات بين الشعبين التركى والمصرى، فمصر وتركيا فى حاجة لاستمرار تلك العلاقات".
موضوعات متعلقة...
مصر تكشر عن أنيابها ضد تركيا بعد تصريحات أردوغان الأخيرة.. الخارجية تخفض التمثيل الدبلوماسى مع أنقرة.. وتعلن: السفير التركى شخصاً غير مرغوب فيه وتطالبه بمغادرة البلاد
الخارجية: تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسى مع تركيا
الخارجية تطالب سفير تركيا بمغادرة البلاد.. وتؤكد: شخص غير مرغوب به
مصر تكشر عن أنيابها لتركيا بعد تصريحات أردوغان الأخيرة.. الخارجية تسحب سفيرها من أنقرة.. وتطالب السفير التركى بمغادرة البلاد.. وتؤكد: "شخصاً غير مرغوب فيه"
ترحيب سياسى بطرد السفير التركى من مصر..حسن نافعة: جاء بعد نفاد صبر القاهرة.. وعماد جاد: ردا على إهانات أنقرة لمصر..وعبد الغفار شكر: نوع من الاحتجاج الدبلوماسى. . وخبير: تغيير إيجابى فى السياسة المصرية
السبت، 23 نوفمبر 2013 02:18 م
السفير بدر عبد العاطى المتحدث باسم الخارجية المصرية