بعد طول انتظار.. محافظة قنا تعلن إنشاء كوبرى بقرية "المسيد" لخدمة الأهالى.. القرار جاء بعد غرق طفلتين الشهر الماضى بسبب انتقال التلاميذ لمدارسهم عبر عبارة بدائية

أعلن مصدر مسئول بمحافظة قنا إنشاء كوبرى على ترعة "الكلابية" بقرية المسيد بمركز قوص، وذلك لخدمة أهالى وتلاميذ القرية للعبور إلى جانبى القرية التى تشقها الترعة.

وقال رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بقنا، المهندس أشرف أحمد عبد العزيز، فى تصريحات صحفية إنه تم اعتماد التصميمات اللازمة لإنشاء كوبرى مشاة لخدمة أهالى قرية المسيد بمدينة قوص بمحافظة قنا على الترعة، على خلفية غرق إحدى المعديات الشهر الماضى، والتى أودت بحياة طفلتين.

وأوضح رئيس الشركة أنه سيتم تنفيذ الكوبرى بالجهود الذاتية للشركة بطول 46 م بنظام الخواذيق، قطر 8 بوصة، مشيرا إلى أن هذا الكوبرى مصمم خصيصًا لعبور المشاة وتخفيف العبء عن كاهل المواطنين، وتقليل مخاطر عبور طلاب المدارس فى الذهاب والإياب إلى مدارسهم والعكس بعرض 1 متر.

وعلى جانب آخر قال مدير عام المشروعات بشركة مياه قنا، المهندس أشرف عبد المنصف، إن دور الشركة إعداد التصميمات واستخراج التصاريح وتوفير الرواكد اللازمة لإنشاء الكوبرى، ومن المقرر الانتهاء منه فى غضون شهر تقريبًا وستعود ملكية هذا الكوبرى لمحافظة قنا.

يذكر أن قرية المسيد هى إحدى القرى التابعة لمركز قوص فى محافظة قنا، وحسب إحصاءات حديثة بلغ إجمالى السكان فى المسيد 12 ألف نسمة تقريبًا.. تعانى القرية منذ سنوات كثيرة من الإهمال والتجاهل الحكومى.. حيث يقطع القرية الطريق السريع "أسوان – القاهرة" وتجرى عليه السيارات بسرعة كبيرة، مما يعرض الأهالى للخطر ووقعت من قبل عشرات الحوادث، وفقدت الكثير من الأسر أفرادها.. إضافة إلى مرور ترعة كبيرة بالقرية، ووجود مدرسة إعدادية واحدة تخدم جميع السكان، مما يجعل كثافة الفصول تتعدى الـ90 تلميذًا.. فضلا عن اضطرار مئات التلاميذ لعبور الترعة فى عبارات بدائية، تعرض حياتهم للخطر والهلاك مثلما حدث الشهر الماضى، عندما لقيت طفلتان مصرعهما، ونجا 28 آخرون تتراوح أعمارهم ما بين 4 و16 عامًا، إثر غرق المعدية التى كانت تقلهم.

وكان مدير أمن قنا اللواء محمد كمال، قد تلقى إخطارًا بغرق معدية بناحية قرية المسيد التابعة لمركز قوص، وبانتقال قوات الإنقاذ النهرى ورجال المسطحات المائية، تبين أن المعدية كانت تقل 30 شخصًا تتراوح أعمارهم ما بين 4 و16 عامًا.

ونجحت الجهود فى إنقاذ 28 شخصًا من الغرق، فيما لقيت الطفلتان مصرعهما، وحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.

وأصدر حزب النور بمحافظة قنا بيان تعزية ينعى فيه الطفلتين ضحيتى حادث غرق معدية قوص، وينتقد تباطؤ المسئولين عن فعل ما ينبغى قبل وقوع الكارثة، ويرجو أن تتغير عقلية التحرك بعد الكارثة، ليحل محلها اتخاذ الإجراءات اللازمة لعدم وقوعها من البداية.

ومن جانبها أعلنت حركة "إرادة" بقنا، فى بيان لها عن استيائها الشديد جراء حادث غرق إحدى المعديات بالمسيد، ونجم عنها وفاة طفلتين فى عمر الزهور.

وطالب محمود مبارك، المنسق العام للحركة، المسئولين بسرعة تشغيل المعديات المخصصة منعًا لتكرار هذه الحوادث مرة أخرى.

وأضاف أن الحركة تُحمّل اللواء عبد الحميد الهجان، محافظ قنا، مسئولية غرق الطفلتين، نتيجة التأخر والتباطؤ فى تشغيل المعديات الجديدة.

وقال علاء هاشم أحد الأهالى، ناشدنا المسئولين بالمحافظة عمل كوبرى فوق الترعة التى تقسم القرية منذ 25 سنة، لكن رد الحكومات المتعاقبة كان يأتى بأن الميزانية لا تسمح خصوصًا أن تكلفة الكوبرى تصل إلى 10 ملايين جنيه مصرى.

كما تعانى القرية من أوجه أخرى من الإهمال، حيث تفتقد للمدارس الكافية لتزايد السكان وعدم تجهيز الوحدة الصحية اليتيمة بها من التخصصات الطبية اللازمة لعلاج الأهالى، وتغيب مشروعات الطرق عن أغلب شوارعها.. فضلا عن عدم توصيل الكهرباء لمنازل شيدت من قبل الثورة.. وغياب خدمات الزراعة عن القرية التى تشتهر بزراعة محصول قصب السكر، حيث يظل الأهالى طيلة العام يبحثون عن السماد والمبيدات دون جدوى، وإذا وجدت فسيكون سعرها متضاعفًا.