"اليوم السابع" يحاور قاتل الضباط الإسرائيليين.. الرقيب "أيمن": قضيت 12 عامًا فى السجن لأنى قتلت 21 ضابطًا وجنديًا صهيونيًا.. نفذت العملية بعد أن استفزنى جندى إسرائيلى دنس العلم المصرى

السبت، 23 نوفمبر 2013 12:39 م
"اليوم السابع" يحاور قاتل الضباط الإسرائيليين.. الرقيب "أيمن": قضيت 12 عامًا فى السجن لأنى قتلت 21 ضابطًا وجنديًا صهيونيًا.. نفذت العملية بعد أن استفزنى جندى إسرائيلى دنس العلم المصرى أيمن محمد حسن محمد قاتل الضباط الإسرائيليين على الحدود مع محرر اليوم السابع
حوار- حمدى عبد العظيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يتحمل نفسه عندما شاهد أحد الجنود الإسرائيليين يمسح حذاءه بعلم مصر ويدنسه، فقرر الدخول إلى العمق الإسرائيلى وقتل هذا الجندى الصهيونى حتى لو كلفه ذلك حياته، ولم يشعر البطل بأنه مجند بالجيش المصرى، وأنه لا بد وأن يلتزم بقواعد الجيش، لكن حبه لوطنه أنساه كل شىء، وجعله لا يفكر إلا فى استرداد كرامته التى أهانها الجندى الإسرائيلى، فقتل 21 جنديًا بينهم عدد من الضباط، وعاد إلى مكان حراسته على الحدود.

إنه أيمن محمد حسن محمد، ابن قرية الغنيمة مركز أبو كبير محافظة الشرقية.. والذى التقاه "اليوم السابع" فى حوار نتعرف فيه على تفاصيل الواقعة.


•متى دخلت الخدمة العسكرية؟
دخلت الجيش عام 1988، سلاح حرس الحدود، وتم توزيعى بالقطاع الرئيسى بمنطقة الكونتلا، وبعدها بفترة كنت بسرية الاحتياط، وهى سرية مقاتلة بقطاع وسط سيناء، وحصلنا على المركز الأول فى بطولة قيادات الجيش الثالث، وتم توزيعى إلى نقطة هادئة وهى نقطة الصفراء بجوار سهل وادى القمر.


•وما طبيعة هذه المنطقة بالنسبة لإسرائيل؟
فى البداية كان زملائى يحكون لنا عن ممارسات الإسرائيليين على الحدود، وكنت لا أتوقع أنها حقيقية، إلا بعد أن رأيت بعينى وتأكدت بنفسى من حجم الاستفزازات من قبل الإسرائيليين لنا بصفة يومية ومستمرة، وكنت أصبر نفسى رغم أنهم كانوا يحاولون استفزازى بأى شكل، إلى أن جاءت النقطة الفارقة فى حياتى عندما رأيت جنديا إسرائيليا يمسح حذاءه بعلم مصر أمامى.

•هل الجندى كان يعلم أنك تراه؟
نعم كنت أنظر بنظارة الاستطلاع، ورأيته وهو الآخر ينظر تجاهى بنظارة مماثلة، فجذب العلم المصرى وبدأ يمسح حذاءه به بطريقة مستفزة.

•ماذا فعلت وقتها؟
لم أتحمل الأمر، وهرولت لقائد النقطة وأخبرته بما حدث وأنا فى حالة عصبية سيئة، فهدأنى وأخبرنى أنه سيبلغ القيادة وهى تتخذ إجراءات رادعة تجاه هذا الجندى الإسرائيلى، عن طريق القوات الدولية لحفظ السلام، لكنى لم أقتنع بما قال بل ازداد غضبى وأصبح كل همى هو الانتقام لعلم ورمز مصر.

• وماذا فعلت؟
كان كل تفكيرى أن القيادة ستتخذ إجراء سريعا يرضينى ويطفئ النار الملتهبة بأحشائى، لكن مرت أربعة أيام وكأنهم سنوات، وبعدها وجدت كارثة أكبر وأعظم جعلتنى لم أستطع التماسك، حيث رأيت نفس الجندى القذر يمارس الرذيلة مع إحدى المجندات الإسرائيليات فوق علم مصر، فأحسست أنه فريستى، خاصة بعد أن تأكد أنى أراه وبدأ فى استفزازى بشكل مؤلم ويمسح آثار فعلته مع المجندة بعلم مصر وهو ينظر لى وكأنه يقول لى "أنت ولا حاجة".

بعد ذلك افترش العلم تحت قدميه وهو يلبس حذاءه وملابسه بأسلوب جعلنى لا أشعر بنفسى من شدة الغيظ.

•هل كنت تستطيع الوصول إليه حتى بالرصاص؟
لا هو فى مأمن منى لأن السلاح الذى أحمله لا تصل طلقاته إليه من هذه المسافة البعيدة، وهو كان يحمل مدفعا من نوع (فيكرز) يستطيع إصابتى بكل سهولة لأن المدفع مثبت على سيارة "جيب".

•نعود لجندى إسرائيل الذى يستفزك بأعماله

من شدة الغيظ ناديت بصوت داخلى: "أنت بذلك طلبت موتك يا عجل"، وقررت أن أقترب منه متسللا، بحيث تصله رصاصتى بقوة لتقتله، لكنى تراجعت وبدأت أحسب مواعيد دورياته ومواعيد وصوله والوقت الذى يقضيه عند مفارق الطريق أمام النقطة التى أتواجد بها.

وهل يعلم قادتك ما تفعله؟
لا لم أخبرهم لأنى كنت مستاء جدًا، خاصة بعد تأخر حساب هذا الجندى القذر من خلال قوات الحماية الدولية.

•ولماذا لم تخبر القيادة بما يحدث؟
أنا أخبرته مرة قبل ذلك، وقررت قتل الجندى الإسرائيلى، ولو أخبرته مرة ثانية سينقلنى للقيادة ويبعدنى عن المكان.

•وماذا بعد ذلك؟
حسبت المسافة بينى وبينه، ودربت نفسى دون أن يشعر زملائى، فقد كان على النزول لمكانه والصعود فى أسرع وقت ممكن، ومرنت نفسى لمدة 9 أيام لقتل المجند الإسرائيلى وغيرت الخطة مرة ثانية.

•وما سبب تغيير الخطة؟
كان اليهود وقتها قد نفذوا ما عرف بمذبحة المسجد الأقصى فى أكتوبر عام 1990، فغيرت خطتى لأقتل أكبر عدد منهم.

•هل فكرت فى نفسك وما سيحدث لك؟
لم أفكر سوى فى القصاص لدماء إخواننا الفلسطينيين وشهدائنا وحق الاعتداء على علم مصر.

•وهل توصلت لخطة لتنفيذ ما تريد؟
راجعت دفاتر الدوريات منذ فترة سابقة، ووجدت أن هذا المجند الإسرائيلى الذى اعتدى على حرمة العلم المصرى يتسلم تأمين فوق الضباط الإسرائيليين، أثناء مغادرتهم مطار رأس النقب الإسرائيلى عند نزولهم إجازات.

•وماذا كان قرارك؟
قررت أن أتسلل إلى داخل الحدود الإسرائيلية وأعمل كمينا على بعد 5 كم من الحدود المصرية الإسرائيلية، وكانت النقطة التى أحرسها تبعد 3 كم شرق النقطة.

صف لنا مكانك بالضبط وكيف تصل منه إليهم؟
مكانى مرتفع عن الأرض حوالى 1400 متر، ولا أستطيع النزول منه مباشرة، ولم يكن أمامى سوى اختراق الحدود من طريق آخر وهو وادى "سهل القمر" الذى يبعد عنهم 5 كم، وكنت أمرن نفسى على الجرى لمسافة 15 كم بشكل شبه يومى.

•وهل حددت يوما لاقتحام معسكرهم؟
نعم حددت يوم 26 نوفمبر 1990 ليكون يوم الانتقام من هؤلاء الخنازير.

•هل فكرت فى أهلك إذا فقدت حياتك؟
كتبت خطابا لوالدى قلت فيه "أعرف أنى سأفتقدكم جدا لأنكم أحبابى وسلامى لوالدتى الغالية وأوصيكم ألا تبكوا على إذا وصلكم خبر استشهادى، واعلموا أنى أحبكم جدا لكن كان لابد أن أفعل ذلك، انتقاما لشهداء مصر الحبيبة، وأدعوكم أن تتذكروا حسناتى وأن تتناسوا سيئاتى معكم، واعتبرونى كعابر سبيل استراح بينكم قليلا ثم رحل".

وكتبت لأخى أحمد: "احرص أن تعلم إخوتك الشجاعة ولا تجبنوا لأن من جبن فى الدنيا لا مكان له فى الآخرة ".. وكلما قرأت هذا الخطاب بكيت كثيرًا.

•نعود للمهمة التى اخترتها لنفسك دون علم أحد؟
جهزت 15 خزنة سلاح و450 طلقة، وكان من المعتاد وصول أتوبيس الإسرائيليين فى منطقة الهدف الساعة 6 صباحًا، وتأتى الدورية فى السادسة و5 دقائق، نزلت بعد الفجر من نقطتى إلى وادى سهل القمر متسللا داخل العمق الإسرائيلى حتى مكان تواجد الكمين لأنتظره وأنفذ العملية الساعة السادسة و3 دقائق صباحا، وتفاجأت بقدوم سيارة نصف نقل تابعة للإمدادات العسكرية الإسرائيلية، ولمحنى سائقها وأنا أتجهز للكمين مما اضطرنى لإطلاق النيران عليه قبل أن يبلغ قوات التأمين الإسرائيلية، فانحرفت به السيارة فى الملف وفى نفس التوقيت جاءت سيارة جيب مجهزة تابعة لمخابرات جيش الدفاع الإسرائيلى وعلى الفور تعاملت معها، وأطلقت وابلا من الذخيرة الحية على من بداخل السيارة، وبعد انتهاء العملية علمت أن عميد مخابرات إسرائيلى، وأحد علماء مفاعل "ديمومة"، كان بداخل السيارة الجيب.

بعدها شاهدت الأتوبيس الخاص بالجنود والفنيين بالمطار قادما كما كنت أتوقع فأصبت السائق، وانحدر الأتوبيس فى الملف الذى تمركزت قبله بمسافة 30 مترا فجنح الأتوبيس ولم ينقلب وأغلق الطريق بشكل كامل.

•وماذا حدث بعدها؟
استبدلت خزنة السلاح وهاجمت الأتوبيس فوجدته فارغا من الداخل، وفجأة وفى لحظة صمت شاهدت أتوبيس الضباط قادما من أعلى الطريق فتوقف ليتبين الأمر، والحمد لله أن أوحى إليهم بعد إخفاء سلاحى خلف ظهرى إنى مصاب فى حادث سير، خاصة أن السيارة الجيب والأتوبيس بعرض الطريق، فتحرك الأتوبيس قادما نحوى ظنا منهم أنه حادث وأنا أشير إليهم بالتوقف.

•ألم يسمع من فى الأتوبيس والنقطة صوت الذخيرة الحية؟
لم يتمكن من فى الأتوبيس من سماع صوت الطلقات لأن الصوت يصعد لأعلى ولا ينزل إلى المنخفض فى نفس التوقيت وكانت حماية الله تحالفنى وطبيعة الأرض تساعدني.

•أكمل ماذا حدث بعد ذلك؟
أشهرت السلاح وأطلقت وابلا من النيران تجاه السائق ومن خلفه وأنا أجرى فى اتجاه الأتوبيس بعد توقفه، وفتح بابه الأمامى واستعداد فرد الأمن للنزول، وقبله بمسافة 2م تم إغلاق باب الأتوبيس وسمعت صوت سحب الأجزاء الخاصة بسلاح فرد الأمن وبدأ فى إطلاق وابل من النيران على المكان الذى كنت أقف فيه قبل تغيير مكانى لأنه لم ينظر تجاهى.

وفى حركة دائرية منه للسلاح أصبت فى رأسى من الجهة اليسرى بمقدمة الجبهة فقفزت إلى الناحية اليسرى وشاهدت فرد الأمن من الزجاج الخاص لباب الأتوبيس وأطلقت عليه دفعة من السلاح الآلى فى جنبه وظهره، ثم تمركزت بالجانب الأيسر للأتوبيس حتى تمكنت من شل حركة من بداخله وبدأ الاشتباك مع جميع من بداخله من ضباط يحملون أسلحة متنوعة من طبنجات ورشاشات عوزى، وبفضل الله تمكنت من إصابة وقتل من كان يظهر أمامى خلف زجاج الأتوبيس، وفى حركة مناورة تمكنت من قتل أحد الضابط حاول النزول من الباب الخلفى للأتوبيس، ثم قتلت ضابطا آخر حاول القفز من الجهة الأخرى للأتوبيس، وكنت حريصا على ألا يخرج أحد منهم حيا، وبعد محاولتى الالتفاف حول الأتوبيس فوجئت بقدوم الدورية التى تقلها السيارة الجيب، وبها الجندى صاحب واقعة العلم، وهو يتمركز على مدفع الفيكرز، وتوقفت السيارة الجيب بهم خلف الأتوبيس الأول، وسمعت أحدهم يصرخ ويشير تجاهى باللغة العبرية، ويوجه السلاح تجاهى، فبادرته بوابل من الطلقات تجاه الدورية، وبفضل الله تمكنت من قتل الجندى صاحب واقعة العلم وقائد الدورية والسائق، وفر جنديان منى، وسمعت صوت طلقات من اتجاه الأتوبيس الثانى فتبادلت معه النيران حتى أرديت من يطلق النار قتيلا، وبعدها جاءت الدوريتان اللتان تؤمنان مدخل بوابة الأمن خلف الفوج، وتمركزتا على هضبة عالية تشرف على مجرى الوادى، وذلك خشية تعرضهما للاشتباك مع القوة المهاجمة على الإسفلت، ظنا منهم أن من يقوم بهذا العمل مجموعة كبيرة وليس فردا، لأنه من المستبعد أن يقوم فرد بمثل هذا الهجوم.

•وماذا كان موقفك منهم؟
فى هذه اللحظة أصبحت مكشوفا، خاصة بعد هروب الجنديين الإسرائيليين من الدورية الأولى، ولم يكن أمامى سوى ساتر واحد لابد أن ألجأ إليه، وأصبحت فى حيرة من أمرى لأنى مكشوف للجنديين من جهة وللدوريتين من جهة أخرى، فألهمنى الله طريق العودة للحدود المصرية، وحفظنى من سيل الطلقات التى وجهوها إلى حتى تمكنت من دخول الحدود المصرية برغم مطاردة طائرة هليكوبتر لى، إلا أنى بتوفيق ربى تمكنت من الدخول تحت صخور وأشجار بامتداد وادى سهل القمر، ففكرت واتخذت طريق شركة عثمان أحمد عثمان، وتمكنت من الوصول لسيارة نصف نقل تابعة للشركة، واصطحبنى السائق إلى مقر الشركة.
وهناك طلبت منه أن يوصلنى إلى قيادة منطقة (ج)، وفور وصولى أخبرت ضابط الأمن المصرى بما حدث، فاصطحبنى على الفور لقائد المنطقة وبرفقتى قائد القوات الدولية (اليو إن) وبدأت التحقيقات.

•هل تعلمت فنون القتال والتكتيك فى فترة التجنيد؟
نعم، خاصة وحصلت على دورات تعليم وتدريب بصفتى رقيب معلم فى سرية الاحتياط (السرية المقاتلة) لقطاع وسط سيناء بسلاح حرس الحدود، وكنت أحد أعضاء فريق المنطقة للرماية، وأحد قادة تشكيل رأس السهم المقاتل، وكنت قائد الجانح الأيمن فى التشكيل، وصاحب المركز الأول فى اختبارات الاستطلاع لعام 1990.


•علمنا أن أحد أقاربك استشهد على يد الصهاينة.. من ومتى؟
نعم استشهد عمى مصطفى الشامى، وعشت آلام ابنه حسن والذى كان يعانى من اليتم وفقد الوالد على يد الصهاينة، وكنت وأنا طفل أجلس وأستمع إلى أبى وأجدادى وهم يحكون عن دناءة الصهاينة وبطولات المصريين ضد الإسرائيليين، ومنها بطولة عمى عطية الذى أسقط طائرة إسرائيلية بمدفع 12 ملى مضاد للطائرات، وحصل على جائزة مالية من قائد كتيبته قدرها 20 جنيها فى حرب الاستنزاف.

•وماذا فعلت معك القيادة المصرية بعد عودتك من العملية الانتحارية؟
حوكمت لمخالفتى الأوامر العسكرية ولدخولى الحدود الإسرائيلية والخروج منها بدون إذن مسبق، وقضيت 12 عامًا بالسجن، وخرجت بعد 10 سنوات لحسن السير والسلوك.

•وهل رضيت بالحكم؟
أنا غير راض على عقابى.

•ماذا تطلب من المسئولين؟
الدكتور عزازى على عزازى كان وعدنى بشقة وقت أن كان محافظا للشرقية لأنى مهدد بالطرد من الشقة التى أقطن بها، لكن دون جدوى حتى الآن، وأطالب الدكتور سعيد عبد العزيز محافظ الشرقية بأن يسمح لى بوحدة سكنية تؤوينى أنا وأبنائى وأسرتى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 8

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد طه

تسلم الايادى

عدد الردود 0

بواسطة:

طائر حر

مشاء الله عليك

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد-قنا

بطل وراجل

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد-قنا

بطل وراجل

عدد الردود 0

بواسطة:

محمدكمال

وصلت الرسالة

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالله القرضاوي

فخر ومثال للشجاعه

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد سيف الحق

ماذا كانت رواية الإسرائيليين لهذه الواقعة.

عدد الردود 0

بواسطة:

محسن سالم

يسنحق اكبر وسام ( نجمة سيناء )

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة